بخط يد القاضي.. رئيس "الجنايات" يشرح كواليس كتابة "الحيثيات"

“محكمة”، يزعق "حاجب المحكمة" بالكلمة، فيقف الحضور، ليشهدوا اعتلاء القضاة منصة الحكم، في أي قضية. يصعد القضاة، ويتلو رئيسهم الحكم وأسبابه، ويفند لائحة الاتهام، وردود الدفاع، ويسرد ما اطمأنت له المحكمة من أدلة، وما التفتت عنه أيضا، وينهي كلمته بمنطوق الحكم. 

رئيس محكمة جنايات القاهرة الأسبق، المستشار حسن حسنين، قال لـ"تليجراف مصر" إن رئيس الدائرة يجمع القضايا المحجوزة للحكم خلال شهر، ويكتب “أسباب الأحكام” بخط يده، ويوزعها على أعضاء الدائرة، حسب عددهم.

كواليس الكتابة 

وأوضح حسنين أن كل قاض، يراجع القضايا، ويكتب أحكامها، ثم يعرضها على رئيس الدائرة ليراجعها، لأن الأسباب تنسب له، ويصحح الأخطاء الإملائية، واللغوية، وكذا القانونية، ثم تنسخ لسكرتير المحكمة وأمين سرها، والذي يحوّلها إلى نسخة مكتوبة على جهاز الكومبيوتر، ويعرضها مجددا على رئيس المحكمة.

 الرسائل الأدبية

وأكد المستشار حسن حسنين، أن رئيس الدائرة، هو  من يتولى كتابة الرسائل النارية، أو أحد الأعضاء، وقد يستعين بشخص من خارج الدائرة، يكون على دراية بالصياغة الأدبية.

وأشار إلى أن رسائل القضاة، تعد بمثابة مقدمة للحكم، مشددا أنه ليس من أنصار هذه المدرسة، وقال: "لا أذكر  في حياتي القضائية أني قلت مقدمة لأي حكم. فليس من المفترض أن يعلن القاضي للحكم قبل النطق به، لكن كل شيخ وله طريقة".

فلسلفة رسائل القضاة 

واختتم رئيس محكمة جنايات القاهرة الأسبق، حديثه بأن الرسائل التي يوجهها القاضي إلى الحاضرين في الجلسة أو إلى المتهمين، تكون تعبيرا منه عن ظروف القضية وملابساتها وتأنيبا للمتهم، ونصح وإرشاد للحاضرين.