الخميس، 01 مايو 2025

06:49 م

3 حلول ممكنة.. دراسة تحذر من ارتفاع منسوب مياه البحر في الإسكندرية

دراسة تحذر من تآكل المباني في الإسكندرية بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر

دراسة تحذر من تآكل المباني في الإسكندرية بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر

خاطر عبادة

A .A

حذرت دراسة جديدة من أن مدينة الإسكندرية تشهد زيادة ملحوظة في انهيارات المباني بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر.

انحسار خط الساحل في الإسكندرية 

انهيار 40 مبنى سنويا

وأكد باحثون، وفقًا لصحيفة ديلي ميل البريطانية، أنه في العقد الماضي وحده، تسارع معدل سقوط المباني من انهيار واحد في السنة إلى رقم "مثير للقلق" يصل إلى 40 انهيارا في السنة مع زحف المياه المالحة إلى أعلى، تحت أساسات المدينة.

ووفقًا للدراسة فأنه على مدى السنوات العشرين الماضية، سقط 280 مبنى بسبب التآكل الساحلي، مع وجود 7000 مبنى آخر معرض لخطر الانهيار في المستقبل.

وقالت الباحثة سارة فؤاد، المؤلفة الرئيسية للدراسة، وهي مهندسة مناظر طبيعية في الجامعة التقنية في ميونيخ: "إنه على مدى قرون، ظلت هياكل الإسكندرية بمثابة عجائب من الهندسة المرنة، حيث تمكنت من تحمل الزلازل والعواصف، والتسونامي، وأكثر من ذلك.

وأضافت: "ولكن الآن، فإن ارتفاع مستوى سطح البحر وتكثيف العواصف بسبب تغير المناخ يؤديان إلى إبطال ما استغرق آلاف السنين من الإبداع البشري لإنشائه خلال عقود من الزمن".

وقام الباحثون بدمج صور الأقمار الصناعية مع الخرائط التاريخية لمعرفة مدى سرعة اختفاء ساحل المدينة منذ ثمانينيات القرن التاسع عشر.

وكشفت الدراسة أن ساحل الإسكندرية تحرك إلى الداخل بعشرات الأمتار خلال العقود القليلة الماضية، مع تراجع بعض المناطق بمعدل 3.6 متر سنويا.

وقال الدكتور عصام حجي، أحد مؤلفي الدراسة وعالم المياه بجامعة جنوب كاليفورنيا: "إننا نشهد اختفاءً تدريجيًا للمدن الساحلية التاريخية، والإسكندرية تدق ناقوس الخطر، وما بدا ذات يوم وكأنه مخاطر مناخية بعيدة أصبح الآن حقيقة واقعة".

 أضاف الدكتور حجي، أن الدراسة تتحدى المفهوم الخاطئ الشائع الذي يقول إننا لن نحتاج إلى القلق إلا عندما يرتفع مستوى سطح البحر بمقدار متر واحد.

وتؤدي ارتفاعات مستوى سطح البحر بمقدار بضعة سنتيمترات فقط إلى زيادة خطر الفيضانات، والأهم من ذلك أنها تسمح للمياه المالحة بالتغلغل بشكل أكبر في المدن الساحلية.
ومع ارتفاع منسوب المياه الجوفية، فإنها تتلامس مع أساسات المباني، ويؤدي تسرب المياه المالحة الناتج عن ذلك إلى تقويض الهياكل قبل وقت طويل من اتصالها المباشر بالبحر.

وقام الباحثون بأخذ عينات من التربة حول المدينة لدراسة "البصمة الكيميائية" المرتبطة بتسرب المياه المالحة.

وقال الدكتور إبراهيم صالح، عالم التربة من جامعة الإسكندرية، المشارك في الدراسة، إن تحليل النظائر كشف أن المباني تنهار من الأسفل إلى الأعلى، حيث يؤدي تسرب مياه البحر إلى تآكل الأساسات وإضعاف التربة.

وحتى في المناطق التي تبعد كيلومترين عن الساحل، كانت هناك زيادة "مقلقة" في انهيار المباني، ويرجع هذا إلى أن ارتفاعًا طفيفًا في مستوى سطح البحر سمح للمياه المالحة بالوصول إلى أسس المباني الواقعة في مناطق أبعد إلى الداخل.

وأظهر التحليل الكيميائي لمناطق انهيار المباني أن تسرب المياه المالحة أدى إلى ارتخاء التربة، مما أدى إلى إضعاف الأرض تحت الهياكل وانهيارها.

وقال صالح، إن المباني لم تتأثر في حد ذاتها، بل الأرض الموجودة تحتها هي التي تأثرت.

وقال الباحثين إن هذه المشاكل ليست فريدة من نوعها في الإسكندرية، ويمكن أن تؤثر على المدن الساحلية في جميع أنحاء العالم.

وتوصلت دراسة حديثة أجرتها وكالة ناسا إلى أن أجزاء من كاليفورنيا، بما في ذلك سان فرانسيسكو، تغرق حرفيًا في المحيط بسرعة أكبر من ارتفاع مستوى سطح البحر نفسه.

ومع انخفاض الانهيارات الأرضية نحو مستوى سطح البحر، تصبح المياه المالحة قادرة على اختراق المزيد من المناطق الداخلية وتقويض المزيد من المباني.

ولمعالجة هذه القضايا، يقترح الباحثون عددا من الحلول الممكنة، بما في ذلك بناء الكثبان الرملية على طول الساحل، أو رفع المباني، أو نقل الناس إلى المناطق الأكثر عرضة للخطر.

search