الإثنين، 09 يونيو 2025

02:23 ص

زرقة سباهية.. مأساة أم سورية صامدة فقدت عائلتها في اشتباكات الساحل

الأم السورية زرقة سباهية

الأم السورية زرقة سباهية

تصاعدت خلال اليومين الماضيين قصة الأم السورية زرقة سباهية، التي فقدت اثنين من أبنائها وحفيدها خلال الاشتباكات الدامية في الساحل السوري. 

وانتشرت صورتها وهي تحرس جثامين أحبائها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما أثار موجة تعاطف كبيرة بين السوريين داخل البلاد وخارجها.

زيارة رسمية وموقف داعم للتسامح

في تطور لافت، قام محافظ السويداء، محمد عثمان، بزيارة منزل السيدة زرقة يوم الخميس لتقديم واجب العزاء. 

وخلال اللقاء، ورغم ألمها العميق والإساءات التي وُجّهت لها، أكدت الأم المفجوعة أن جميع شباب القوات الأمنية بمثابة أبنائها، في رسالة واضحة لرفض الطائفية والصراعات السياسية.

كما شددت على أن بلدة قبو العوامية، في ريف اللاذقية، لا تزال تنشد الأمن والسلام رغم الأحداث المؤلمة. وأكدت أن عائلتها لا تهتم بمن يحكم، بل تطمح فقط إلى العيش بكرامة وبعيدًا عن الصراعات والانقسامات.

الصورة التي هزّت مشاعر السوريين

بدأت القصة عندما انتشر مقطع فيديو للأم زرقة، وهي تجلس بجانب جثامين ولديها كنان وسهيل ريحان وحفيدها، وتحرسهم بانتظار دفنهم. المشهد المؤلم أثار مشاعر الحزن والغضب، خاصة بعد ظهور شخص يسخر منها ويوجّه لها عبارات طائفية.

وفي الفيديو، قال الشخص الذي قام بالتصوير: "أنتم غدارون، أعطيناكم الأمان، لكنكم غدرتم بنا"، في إشارة إلى اتهامات لفلول النظام السابق بالمسؤولية عن استهداف عناصر أمنية.

لكن الأم المكلومة اكتفت بالرد عليه بعبارة: "فشرتوا"، في موقف أظهر صلابتها رغم المأساة التي تعيشها.

تصاعد المواجهات الدامية في الساحل

شهدت محافظات الساحل السوري في الأيام الأخيرة اشتباكات عنيفة بين مسلحين موالين للنظام السابق وبين القوات الأمنية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1000 شخص من الطرفين، بينهم عدد كبير من المدنيين. وصُفِت هذه الأحداث بأنها الأعنف منذ بدء المرحلة الانتقالية في سوريا.

وأفادت مصادر محلية أن المواجهات اندلعت عقب هجمات شنها موالون للرئيس السوري السابق بشار الأسد على مواقع أمنية، ما أدى إلى تدهور سريع في الأوضاع داخل المناطق ذات الأغلبية العلوية.

تحقيق رسمي ومحاسبة المسؤولين

في ظل تصاعد الأحداث، أعلن الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، تشكيل لجنة مستقلة لتقصي الحقائق حول الانتهاكات التي وقعت في الساحل السوري.

وفي بيان رسمي، أكد الشرع أن الحكومة الانتقالية ستلاحق جميع المتورطين في الجرائم، وستعمل على محاسبة كل من ارتكب انتهاكات ضد المدنيين، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية.

كما شدد على أن أمن وسلامة المواطنين تأتي في مقدمة الأولويات، محذرًا من أن أي محاولات لإثارة الفتنة الطائفية لن يُسمح لها بالاستمرار.

search