بعد ظهورها فى مسلسل "المداح".. ما سر تماسيح المنيا الأثرية؟

أثار ظهور تماسيح المنيا الأثرية في مسلسل "المداح" للفنان حمادة هلال، والذي يعرض خلال شهر رمضان، اهتمام وفضول الكثير من المشاهدين حول سر تلك التماسيح المحنطة، والتي يعود تاريخها إلى آلاف السنين في منطقة “طهنا الجبل”، حيث ربط الكثيرون بينها وبين الأساطير والمعتقدات القديمة.

تُعد هذه التماسيح جزءًا من التراث الأثري الفريد في محافظة المنيا، والتي كانت مركزًا لعبادة “سوبك”، إله الخصوبة والقوة العسكرية في الديانة المصرية القديمة، والذي اتخذ شكل التمساح رمزًا له.

طهنا الجبل بالمنيا: كنز أثري يروي 2000 عام

تقع طهنا الجبل شرق نهر النيل، على بعد 7 كم شمال شرق مدينة المنيا، وهي منطقة أثرية تجمع بين عصور متعددة، من الفراعنة إلى اليونانيين، ومن القبطية إلى الإسلامية، ما يجعلها من أغنى المواقع الأثرية في مصر.

معبد نيرون: تحفة أثرية تكشف أسرار التماسيح

يعد معبد نيرون، المنحوت بالكامل داخل الجبل، أحد أبرز المعالم الأثرية في طهنا الجبل، ويحتوي على تصميم فريد من نوعه، حيث يتكون من 3 طوابق، ويضم غرفًا ومقابر أثرية تعود إلى عصور مختلفة، وقد عثر داخل المعبد على تماثيل لـ"سوبك" وتماسيح محنطة.

ويضم الطابق الأول صالة واسعة بثمانية أعمدة، بجانب صوامع للغلال وقدس الأقداس ومقصورة للإلهة "حتحور"، ويتوسط الحائط الجنوبي لصالة الأعمدة باب يؤدي إلى الأجزاء الداخلية للمعبد، ويتكون هذا الجزء من 4 غرف منحوتة في الصخر، كما يوجد 4 مقابر من الجهة اليمنى للمعبد.

لا تقتصر أهمية طهنا الجبل على العصر الفرعوني فقط، بل تمتد لتشمل العصور اليونانية الرومانية والقبطية والإسلامية، أي بمثابة متحف مفتوح يروي قصة 2000 عام من التاريخ المصري.

غرفة التماسيح في معبد نيرون

غرفة التماسيح، أو كما يطلق عليها غرفة الآله "سوبك"، هي أكثر ما يميز المعبد، وتضم مجموعة نادرة من التماسيح المحنطة، التي تتميز بأحجامها الكبيرة، حيث تظهر أسنانها بوضوح في مشهد مهيب يجذب أنظار الزوار، ولن تجد مثل تلك الغرفة في أي مكان أثري آخر في المحافظة سوى معبد نيرون.

ظهور التماسيح في مسلسل المداح 

استغل صناع المسلسل تلك الرموز الأثرية لإضفاء جو من الغموض والإثارة على الأحداث، وربطها بالصراعات بين الخير والشر، فالتماسيح الأثرية ليست مجرد رموز دينية قديمة، بل جزءًا من تراث إنساني يعكس عمق الحضارة المصرية وتنوعها.

وساهم ظهور تلك التماسيح الأثرية بمسلسل "المداح" في إعادة إحياء الاهتمام بذلك الكنز الأثري، ما يفتح الباب أمام المزيد من الاكتشافات والأبحاث في المستقبل.