التلميذ ومعلمه.. البابا تواضروس والأنبا باخميوس يجسدان المحبة على مر سنوات

البابا تواضروس والأنبا باخوميوس
ماريا روماني
رحل اليوم الأحد الموافق 30 مارس 2025، شيخ مطارنة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأنبا باخوميوس مطران البحيرة، إذ أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية وفاته باكر اليوم وسط حزن شديد، بعد مروره بوعكة صحية.
بكاء التلميذ على معلمه
وترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية صلاة جنازة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة، من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وشاركه لفيف من الأساقفة والكهنة والأقباط.
وتحدث البابا تواضروس الثاني عن مُعلمه الراحل الأنبا باخوميوس، أثناء صلاة الجنازة بحزن شديد تخلله بكاء مر، حيث يعد البابا تواضروس أحد تلاميذ وأبناء شيخ المطارنة الأنبا باخوميوس.
العلاقة بين البابا تواضروس الثاني والراحل الأنبا باخوميوس لم تكن علاقة الإكليروس، أي علاقة لرجال الدين المسيحين في خدمة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بل كانت علاقة أب وابنه وتلميذ ومُعلمه، حيث تتلمذ البابا تواضروس الثاني على يد الراحل الأنبا باخوميوس كما تعلم منه معنى الخدمة والعطاء والمحبة، حسبما ذكر البابا تواضروس الثاني.

علاقة وجيه صبحي ومطران البحيرة الراحل
كان الراحل الأنبا باخوميوس مطرانًا على إيبارشية البحيرة، وهي نفس المحافظة التي وُلد ونشأ بها البابا تواضروس، إذ تتلمذ على يديه باعتباره أسقفا ثم مطرانا لإيبارشية المحافظة، وقال البابا تواضروس عن شيخ المطارنة: “عشت ونشأت على أرض البحيرة أرى الأنبا باخوميوس قامة وطنية حكيمة تعلم حب الوطن وتخرج وخدم في معظم دول العالم وكان حب الوطن يلازمه في كل وقت وحين وعلاقاته الطيبة مع الجميع”.
وعندما رُسم الأنبا باخوميوس أسقفًا على إيباريشية البحيرة عام 1971 ميلاديًا كان البابا تواضروس وقتها طالبا بكلية الصيدلة وعلم أن هناك احتفالا بمجيء أسقف جديد إلى الايبارشية، وكان قطاع الشباب وقتذاك يرى أسقفًا لأول مرة.
وعندما كان يريد "وجيه صبحي"، وهو البابا تواضروس الثاني، الرهبنة نصحه الأنبا باخوميوس بالذهاب إلى دير الأنبا بيشوي، وكان دائم السؤال عنه خلال فترة رهبنته وأصبح هو الأب والمرشد الروحي له.

وقال البابا تواضروس عن أحد التحديات التي واجهها الأنبا باخوميوس: “عندما دخلت الكنيسة في أزمة سنة 1981 قُبيل اغتيال الرئيس السادات، كانت الأمور متوترة، واُختِيرَ الأنبا باخوميوس كأحد أعضاء اللجنة الخماسية التي كانت تدير الكنيسة في ذلك الوقت منذ نحو أربعين عامًا، وكان صوتًا للحكمة في العمل وفي حفظ سلام الكنيسة والوطن”.
التلميذ مساعد لمعلمه ثم أبًا للكنيسة القبطية
وبعد أن تتلمذ البابا تواضروس الثاني على يد الأنبا باخوميوس رُسم اسقفًا في 15 يونيو 1997، كأسقف مساعد لمعلمه الأنبا باخوميوس باسم الأنبا تواضروس أسقف عام مطرانية البحيرة.
وبعد عدة مواقف وخدمات كَنسية جمعت التلميذ بمعلمه، أصبح البابا تواضروس الثاني بطريركًا بعدما تم اختياره في القرعة الهيكلية لاختيار البطريرك عام 2012.
وبدأت قصة البابوية بين التلميذ تواضروس ومعلمه الأنبا باخوميوس بعد رحيل معلم الأجيال البابا شنودة الثالث في 17 مارس 2012، حيث تولى الأنبا باخوميوس رئاسة قائم مقام البطريرك لحين اختيار البطريرك الـ 118 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية لذلك يُطلق عليه البابا الذي ليس له رقم، حيث تولى رئاسة الكنيسة حينها لمدة 8 أشهر.
وفي 4 نوفمبر 2012 أقامت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قداسا ترأسه الأنبا باخوميوس، القائم مقام البطريركي حينها، خصيصا قبيل إجراء القرعة الهيكلية.
وبعد انتهاء القداس الإلهي أعلن الأنبا باخوميوس البابا تواضروس الثاني ليصبح البطريرك الـ 118، بعد وقوع القرعة الهيكلية عليه، حيث هنأ الأنبا باخوميوس الأقباط حينها بعبارة "مبارك" ولوّح بيده فرحا، وبذلك أصبح تلميذه أبًا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في العالم.

علاقة المحبة التي نشأت بين البابا تواضروس والأنبا باخوميوس منذ أن كان البابا تواضروس تلميذًا وخادمًا في كنائس البحيرة، لم تنته بعد اختياره بطريركًا، بل ازدادت في القوة والمحبة، حيث حرص البابا تواضروس والأنبا باخوميوس على زيارة بعضهما باستمرار، كما كان البابا تواضروس يحرص على الاطمئنان الدائم على صحة مُعلمه ويحرص على تقبيل يديه في كل لقاء بينهما.

تاريخ أحزن البابا تواضروس الثاني
ويعد تاريخ الـ 30 من مارس لعام 2025، هو بلا شك من أحزن الأيام التي مرت على البطريرك الـ 118، إذ فرقه عن حبيبه ومُعلمه الأنبا باخوميوس بعد إعلان وفاته ليخيم الحزن على الكنيسة القبطية بأكملها.

لم يتمالك البابا تواضروس دموعه بل هربت من عينيه بشده أثناء حديثه عن الأنبا باخوميوس مطران البحيرة في صلاة الجنازة بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
وقال البابا تواضروس الثاني عن الأنبا باخوميوس أثناء صلاة الجنازة: “عندما كنا شبابا تعلمنا على يديه الخدمة وكيف يكون الخادم وفيًا ومخلصا للكنيسة وللوطن، من عظاته ومحاضراته واهتمامه بنا جميعًا”.

وأضاف البابا تواضروس: “قدم الأنبا باخوميوس نموذجا في الخدمة يستحق أن يسجل ليس في الكتب فقط بل في تاريخ كنيستنا القبطية، يا بخت اللي قعد مع الأنبا باخوميوس واتعلم منه وخدم معه، وسيشهد التاريخ أن الأنبا باخوميوس كان عمودا في الكنيسة القبطية ومنارا لكل أحد”.

-
12:00 AMالفجْر
-
12:00 AMالشروق
-
12:00 AMالظُّهْر
-
12:00 AMالعَصر
-
12:00 AMالمَغرب
-
12:00 AMالعِشاء


أخبار ذات صلة
حالة الطقس غدا الخميس 1 مايو 2025.. أمطار ورياح في هذه المناطق
30 أبريل 2025 07:53 م
وزير الخارجية يثمن مواقف اليونان المساندة لمصر
30 أبريل 2025 07:35 م
شريف فتحي: استثمارات فندقية جديدة في خطة مصر السياحية
30 أبريل 2025 07:35 م
تبدأ من 175 جنيها للكيلو.. أسعار الأضاحي في مصر 2025
30 أبريل 2025 06:58 م
بين التصدير والتعقيم.. كيف تلاحق الدولة 20 مليون كلب ضال؟
30 أبريل 2025 06:55 م
وزيرة التضامن: بدء صرف معاشات شهر مايو غدًا
30 أبريل 2025 06:43 م
وزير الخارجية: مصر حريصة على دعم السودان ومواصلة جهود وقف إطلاق النار
30 أبريل 2025 06:43 م
"عظيمة يا ست الستات".. وزيرة التضامن تشيد بوالدة "طفل دمنهور"
30 أبريل 2025 06:09 م
أكثر الكلمات انتشاراً