أفقر دول العالم تواجه أعلى التعريفات الجمركية من إدارة ترامب

فرضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعريفات جمركية مرتفعة على العديد من الدول النامية، ما زاد من الضغوط الاقتصادية على بعض أفقر دول العالم. 

ومن المثير للدهشة أن النسب العالية من هذه الرسوم استهدفت دولًا مصنفة من أفقر دول العالم، ومنها من يعتمد بشكل كبير على الصادرات إلى الولايات المتحدة، ما أثار جدلًا حول تأثير هذه السياسة على الاقتصادات الضعيفة، بحسب تقرير لموقع سكاي نيوز.

ليسوتو تتحمل العبء الأكبر

تصدّرت ليسوتو، الدولة الصغيرة الواقعة في جنوب أفريقيا، قائمة الدول التي تواجه أعلى التعريفات الجمركية، حيث بلغت الرسوم المفروضة عليها 50%. 

وتُعتبر ليسوتو، المصنفة في المرتبة 22 بين أفقر دول العالم، دولة تعتمد بشكل كبير على تصدير الماس والملابس.

وتُعدّ الولايات المتحدة واحدة من أكبر خمس وجهات لصادراتها، ما يجعل تأثير الرسوم الجمركية شديد الوطأة على اقتصادها المحلي.

كمبوديا في المرتبة الثانية

وحصلت كمبوديا، الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، على ثاني أعلى معدل تعريفة جمركية بنسبة 49%. 

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تُعتبر أكبر شريك تجاري لكمبوديا من حيث الصادرات إلى دولة واحدة، إلا أن السياسات الجمركية الجديدة تزيد من التحديات التي تواجهها كمبوديا، والتي تعتمد على تصدير الملابس والأحذية كمصدر رئيسي للدخل.

مدغشقر تواجه ضغوطًا إضافية

مدغشقر، التي تُعدّ تاسع أفقر دولة في العالم، لم تكن بمنأى عن هذه الإجراءات، حيث فرضت عليها تعريفات جمركية بنسبة 47%. 

وتشتهر الدولة الواقعة في شرق إفريقيا بتصدير الفانيليا والقرنفل والملابس، كما تحتل الولايات المتحدة مكانة بارزة بين أكبر خمس وجهات لصادراتها. 

وتشير هذه التعريفات إلى احتمال تعرض اقتصاد مدغشقر لمزيد من الصعوبات، خاصة أن قطاع التصدير يُشكّل عصب الاقتصاد المحلي.

تداعيات اقتصادية وتجارية

أثارت هذه التعريفات الجمركية تساؤلات حول مدى تأثيرها على الاقتصادات الضعيفة، لا سيما أن العديد من هذه الدول تعتمد على التجارة مع الولايات المتحدة كمصدر رئيسي للنمو الاقتصادي. 

ويعتقد بعض الخبراء أن فرض مثل هذه الرسوم قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية في هذه الدول، مما قد يساهم في زيادة معدلات الفقر والتأثير على الاستقرار الاقتصادي فيها.

سياسة تجارية مثيرة للجدل

تعكس هذه الإجراءات جزءًا من النهج التجاري الصارم الذي اتبعه ترامب خلال فترة رئاسته، والذي ركّز على تقليل العجز التجاري الأمريكي عبر فرض تعريفات جمركية عالية على الواردات من مختلف الدول، بما في ذلك الدول النامية. 

ومع تصاعد الجدل حول آثار هذه السياسات، يظل السؤال المطروح: هل ستؤدي هذه التعريفات إلى تقوية الاقتصاد الأمريكي، أم أنها ستؤثر سلبًا على العلاقات التجارية وخاصةً مع الدول النامية؟