تحسبًا للرسوم الجمركية الجديدة.. أمريكيون يتجهون لتخزين السلع الأساسية

أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 10% على جميع الدول، موجة من القلق لدى المستهلكين الأمريكيين، مما دفع بعضهم إلى الإسراع في شراء وتخزين السلع الأساسية قبل أن تدخل الأسعار في موجة ارتفاع. 

ومن المقرر أن يبدأ تنفيذ القرار يوم السبت المقبل، ما جعل العديد من الأمريكيين يغيّرون سلوكهم الاستهلاكي بشكل فوري.

تغير أولويات الإنفاق.. من الكماليات إلى الضروريات

أفاد عدد من الأمريكيين لصحيفة بيزنس إنسايدر بأنهم بدأوا بتخزين منتجات العناية الشخصية، ومستحضرات التجميل، وأطعمة الحيوانات الأليفة، بالإضافة إلى التوابل واللحوم. في المقابل، بدأ آخرون بتقليص مشترياتهم من السلع التي يرونها الآن كمالية، مثل الشاي، والفواكه، والمنتجات المستوردة غير الأساسية.

"ميلاني موروز"، إحدى هؤلاء، قررت تخزين ما يكفي من مستحضرات التجميل ومنتجات العناية بالبشرة والشعر لتكفيها عامين كاملين. 

وقالت: "لا أشتري شيئًا إلا للضرورة القصوى". وتعيش موروز في ولاية فرجينيا الغربية، وأكدت أنها بدأت بتوفير المال الذي كانت تنفقه سابقًا على تناول الطعام في المطاعم، وشراء الأطعمة غير الضرورية، والتسوق للترفيه.

وأضافت موروز أنها تستعد لما تعتبره "ارتفاعًا وشيكًا في الأسعار"، وتعمل على وضع قائمة تتضمن جميع احتياجاتها المستقبلية، ومن ضمنها شراء اللحوم لتخزينها في الفريزر، وتحديث هاتفها من طراز آيفون 11 إلى إصدار أحدث خلال هذا الشهر.

قلق متزايد من أثر الرسوم على السلع اليومية

القلق من الرسوم الجمركية لا يقتصر على موروز فقط. فقد عبّرت "إليزابيث بلاكستوك" من سان أنطونيو، عن قلقها المتزايد بعد الإعلان الرسمي عن فرض الرسوم. بلاكستوك، التي تعيش مع زوجها وقططهم الست، بدأت بتخزين الطعام والأدوية الخاصة بالحيوانات، وخصوصًا للقطط التي تتبع أنظمة غذائية خاصة بسبب أمراضها.

كما ركز الزوجان على شراء منتجات شعر ولحوم قابلة للتجميد لتخزينها في فريزر عميق لديهم، رغم شعورهم بعدم اليقين حيال مدى استعدادهم الفعلي للأزمة المتوقعة.

وقالت بلاكستوك: "لقد قمنا بالتحضير، ولكن من المستحيل أن نشعر بأننا مستعدون تمامًا". كما يخططان الآن لشراء ناقل حركة جديد لسيارتهما من طراز مازدا، تحسبًا لأي ارتفاع مفاجئ في تكاليف السيارات وقطع الغيار.

تحذيرات خبراء الاقتصاد.. ارتفاع خطر الركود

في هذا السياق، صرّح "فيليكس تينتلنوت"، أستاذ الاقتصاد المشارك بجامعة ديوك، أن على الأمريكيين التفكير بذكاء في إدارة نفقاتهم خلال هذه المرحلة. 

وقال إن تخزين السلع التي تُستهلك بانتظام، مثلما فعلت موروز مع منتجات التجميل، قد يكون قرارًا حكيمًا إذا كانوا في وضع اقتصادي مستقر.

وأوضح تينتلنوت أن خطر الركود في الولايات المتحدة ارتفع بشكل ملحوظ، مشيرًا إلى أن تداعيات السياسات التجارية الجديدة قد تضر بفئات معينة أكثر من غيرها، وخصوصًا العاملين الجدد أو من يشغلون وظائف غير مستقرة.

وأضاف أن البعض قد يجد في الادخار خيارًا أكثر أمانًا من الإنفاق، لا سيما في حال حدوث صدمات اقتصادية، وأوصى بأخذ الحيطة في قرارات الإنفاق الكبيرة.

مستخدمو الإنترنت يشاركون تجاربهم.. "كل شيء أصبح من الكماليات"

المخاوف من ارتفاع الأسعار دفعت البعض إلى مناقشة استراتيجياتهم علنًا عبر الإنترنت، خصوصًا على منصات مثل Reddit. 

أحد المستخدمين من ولاية إلينوي قال إنه يعتزم إيقاف الإنفاق على أي شيء غير ضروري، مشيرًا إلى أن "الفواكه، والأفوكادو، والشاي... أصبحت جميعها كماليات الآن".

وذكر أنه سيبدأ في شراء الفواكه المعلبة بدلًا من الطازجة، أو سيكتفي بشراء ما يتوفر منها في موسمها من الأسواق المحلية. 

كما قال إنه يحب الشاي، لكنه قد يتوقف عن شراء كميات كبيرة منه كما اعتاد، خاصة أن الرسوم الجمركية وتكاليف الشحن ستجعل من ذلك رفاهية يصعب تحملها.

"لا أستطيع تحمل رسوم إضافية بقيمة 100 دولار"، علّق المستخدم، مشيرًا إلى أن حبه للشاي قد لا يكون كافيًا لمواجهة الزيادات القادمة.

تخزين التوابل والأرز بدلًا من الاستثمار في الأسهم

من جهة أخرى، كتب مستخدم آخر من فلوريدا أنه بدأ بتخزين التوابل، والأرز، والفاصوليا، والزيوت، استعدادًا لفترة ارتفاع الأسعار. 

وأوضح أنه يعتبر هذا التخزين بمثابة "عائد استثمار أفضل من سوق الأسهم"، مشيرًا إلى أنه استفاد من دروس أزمة الجائحة، حين ارتفعت أسعار الكلور والمنظفات بشكل كبير واستمر الارتفاع.

وقال: "إذا ارتفعت الأسعار بنسبة تتراوح بين 10% و30%، فهذا استثمار آمن ومربح".