جلسات نفسية "أون لاين".. مساحتك الآمنة حيلة لاستغلال عاطفي

فكرة جديدة طرحها عدد من الأطباء النفسيين تحت عنوان “الجلسات النفسية الجماعية، ولكن الجديد في الأمر هو جعلها ”أون لاين" من خلال إتاحة رابط على بعض مواقع التواصل الاجتماعي يمكن للشخص الدخول عليه بسهولة.

ومن ضمن تلك التطبيقات التي تتيح الاستشارات النفسية الجماعية الأون لاين، هو تطبيق "كلوب هاوس"، ولكن تحول هذا الأمر إلى شيئ مخيف بسبب ظهور بعض حالات الاستغلال من قبل مستغلي تلك الجلسات.

استغلال عاطفي

تقول الفتاة العشرينية “م،أ” إنها شاركت في إحدى الجلسات النفسية الجماعية وتم استغلالها عاطفيا من شاب بعدما كان مشاركا في الجلسة "الأون لاين"، مضيفة أنها شاركت مشكلتها النفسية وتعرضها لأزمة أفقدتها قدرتها على الحياة وشاركت معاناتها الشخصية إلا أن تلك الجلسة لم تكن سرية بالكفاية اللازمة.

وأوضحت لـ"تليجراف مصر"، أنها تفاجأت بأحد الأشخاص يراسلها ويطلب منها أموالا مدعيّا معرفته لأهلها وإخوتها، وأنه سيقوم بفضح أمرها إذا لم يحصل على الأموال التي طلبها منها، ولكنها خوفا من ذلك الأمر أغلقت حسابها على التطبيق.

 جلسة نفسية جماعية

يوضح هشام محمود، "25 سنة"، أن الجلسات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصا الأون لاين قد تكون ضارة في بعض الأحيان، حيث إنه كان شاهدا على واقعة تخص أحد أصدقائه، الذي تعرض للتنمر بعد مشاركته في جلسة نفسية جماعية أون لاين من أشخاص مجهولين، وهو ما جعل حالته النفسية في الانحدار.

وأضاف أن بعض الحالات تكون في سرية تامة وتتحسن حالتهم النفسية دون الذهاب إلى الطبيب، أو من خلال مشاركة الخصوصية مع أشخاص ذوي ثقة، لافتًا إلى أنه يشارك في بعض تلك الجلسات كمستمع ولا يرغب أبدا في المشاركة خوفا من انعدام الأمان بها.

"لقيت الدفا والحب فيهم"، هكذا عبر الخمسيني إبراهيم ناجي، لافتًا إلى أنه يشارك بشكل شبه يومي في بعض الجلسات النفسية الجماعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن المجموعة التي تشاركه مشاعره آمنة ويثق بهم لذلك يستطيع أن يبوح بكل ما يجول في فكره بدون خوف أو تردد.

واستكمل أنه يجب على الأشخاص والأطباء عدم مشاركة خصوصيات المرضى عبر مواقع التواصل، إلا إذا كان مشاركا فيها من هم أهل للثقة، ولا تكون تلك الجلسات مشاعا للجميع، فالمشاعر خاصة ولا تناقش.
 

استغلال الطب النفسي

يحذر استشاري الأمراض النفسية، الدكتور علاء الغندور، من بعض حالات استغلال الطب النفسي في إجراء الجلسات النفسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لافتًا إلى أن بعض الأطباء وألأشخاص بدأوا في الدخول في هذه الموجة من أجل الأموال فقط.

وأضاف لـ "تليجراف مصر"، أن البعض الآن يبالغ في سعر جلسات العلاج النفسي، لذلك يبحث المواطنون عن أي طوق نجاة عبر الإنترنت للمشاركة في تخفيف آلامهم النفسية، وهو ما يجعلهم فريسة في يد من لم يؤتمنوا، لذلك نجد بعض حالات الاستغلال وتصل إلى الاستغلال العاطفي للفتيات والسيدات وليس فقط على مستوى الاستغلال المالي.

ونصح "الغندور" الشباب بعدم الاتفات حول تلك المنصات للمشاركة في العلاج النفسي، لأن هناك بعض الأعراض التي تقال في الجلسات ويتوهم البعض أن لديه مرضا نفسيا يعاني منه، ويبدأ الدخول في "دوامة" البحث عن المرض الوهمي، مشيرًا إلى أنه من الأفضل التعامل مع متخصص نفسي موثق به.