حريق الشرابية يلتهم مخازن الأخشاب والمنازل.. ماذا حدث فجرًا؟

استفاقت منطقة الشرابية التابعة لمحافظة القاهرة، في الساعات الأولى من فجر اليوم الثلاثاء، على مشهدٍ أشبه بكابوس مشتعل، حين اندلع حريق هائل في أحد مخازن الأخشاب بمنطقة عزبة الورد، وسرعان ما امتد كالنار في الهشيم ليطال تسعة مغالق أخشاب مجاورة، وبعض الوحدات السكنية، ولم يسلم أيضا أحد المساجد في المنطقة المحيطة من النار.

دخان كثيف وألسنة لهب تعانق السماء

“كأن الليل انفجر نارًا فوق رؤوسنا”، هكذا وصف أحد شهود العيان، المشهد المروّع، حيث تسابقت ألسنة اللهب في ابتلاع ما حولها من أخشاب، ومواد قابلة للاشتعال، في ظل وجود أنابيب بوتاجاز ومواد بترولية تُستخدم في تشغيل الماكينات، ما ساعد على تسارع النيران بشكلٍ جنوني، لا سيما مع وجود تيارات هوائية زادت من انتشار الحريق.

15 سيارة إطفاء تُسابق الزمن

قوات الحماية المدنية، دفعت بـ15 سيارة إطفاء، بالإضافة إلى 3 خزانات مياه استراتيجية، وجرى الاستعانة بلوادر ثقيلة لفتح ممرات للنيران، وتم فصل الغاز والكهرباء عن المنطقة بالكامل، مع إخلاء بعض الوحدات السكنية من قاطنيها، حفاظًا على أرواحهم.

4 ساعات من الرعب

ورغم الجهود المضنية التي استمرت نحو أربع ساعات متواصلة، لم تُسجل وفيات حتى اللحظة، فإن عددًا من المواطنين أصيبوا باختناقات بسبب كثافة الدخان، كما أُصيب أحد أفراد قوات الحماية المدنية أثناء عملية الإطفاء، ونُقل إلى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة.

الملايين تتبخّر في لحظات

الخسائر المادية فادحة، حيث التهمت النيران الأخشاب والآلات والمعدات بالكامل، وألحقت أضرارًا بالغة ببعض المنازل المجاورة.

وتشير التقديرات الأولية، إلى أن التلفيات تُقدّر بالملايين، في انتظار حصر دقيق من قِبل لجنة من التضامن الاجتماعي، لبحث سُبل تعويض المتضررين. 

تحرك رسمي وتحقيقات موسعة

وشهدت المنطقة، تواجدًا مكثفًا لقيادات محافظة القاهرة ومديرية الأمن، على رأسهم محافظ القاهرة، الدكتور إبراهيم صابر، الذي أكد في تصريحاته أن الحريق تمّت السيطرة عليه بنجاح، دون تسجيل أي وفيات.

كما أعلن تشكيل لجنة هندسية لفحص العقارات المجاورة، وبيان مدى تأثرها بالحريق، مع توجيه الجهات المعنية بسرعة إزالة آثار الحريق، عقب انتهاء معاينة النيابة العامة والبحث الجنائي.