13 مليون نازح و150 ألف قتيل.. السودان يعيش كارثة إنسانية وسط صمت دولي

الحرب في السودان
دخلت الحرب الأهلية في السودان عامها الثالث، اليوم الأربعاء، مخلفة وراءها كارثة إنسانية هي الأكبر عالميًا، عشرات الآلاف من القتلى، مع ملايين من النازحين، وبلد يترنح تحت وطأة الدمار والفوضى، في ظل غياب واضح لأي تحرك دولي جاد، وفقًا لما جاء في تقرير صحيفة الجارديان البريطانية.
ورغم سيطرة الجيش السوداني على العاصمة الخرطوم، في مارس الماضي، فإن البلاد لا تزال تعاني من عنف متواصل وأزمات متفاقمة، في ظل عدو وجود مسار واضح للخروج من نفق الدماء والدمار.
ضحايا بالمئات يوميًا وصور مروعة
وتشير تقديرات الأمم المتحدة، إلى أن عدد القتلى تجاوز 20 ألفًا، فيما تذهب تقديرات لجنة الإنقاذ الدولية إلى أرقام مرعبة تقارب 150 ألف قتيل.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، صور مروعة لأسرى ومحتجزين لدى قوات الدعم السريع، يعانون من الجوع والتعذيب حتى الموت.
في المقابل تشهد أجزاء من الخرطوم، محاولات خجولة للعودة إلى الحياة، فقد عاد بعض السكان لتفقد منازلهم، بينما استأنف بائعو الشاي عملهم وعاد الأطفال للعب كرة القدم، لكن أسعار الغذاء ارتفعت لأكثر من ثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب.
كارثة إنسانية غير مسبوقة: 13 مليون نازح و25 مليون جائع
وأكد مسؤول برنامج الأغذية العالمي في السودان، شون هيوز، أن البلاد تواجه أكبر أزمة إنسانية في العالم من حيث النزوح، إذ نزح نحو 13 مليون شخص داخليًا، فيما يواجه 25 مليونًا خطر المجاعة، بينهم خمسة ملايين طفل وأم يعانون من سوء تغذية حاد.
وأضاف هيوز أن ما يشهده السودان يفوق في حجمه وتأثيره الكوارث الإنسانية التي شهدها العالم في العقود الأخيرة.
خطط إغاثة بلا تمويل.. ومؤتمر دولي محدود التأثير
ومنذ اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، في 15 أبريل 2023، لم تنجح الجهود الدولية في فرض وقف لإطلاق النار أو فتح قنوات حوار جاد، ورغم عقد مؤتمر للمانحين في لندن فإن التمويل ما زال شحيحًا، حيث لم يصل سوى 10% من المبلغ المطلوب (1.8 مليار دولار).
من جانبها، تعهدت بريطانيا بتقديم 158 مليون دولار لتوفير الغذاء لـ650 ألف شخص، فيما دعا الاتحاد الأوروبي والأفريقي إلى وقف فوري لإطلاق النار. ومع ذلك أقر وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، أن إحلال السلام سيتطلب "دبلوماسية صبورة"، بحسب تقرير الصحيفة.
هل يتجه السودان نحو التقسيم من جديد؟
ورغم سيطرة الجيش على الخرطوم، تواصل قوات الدعم السريع سيطرتها على مناطق شاسعة في غرب السودان، لا سيما دارفور، حيث تُحاصر مدينة الفاشر منذ ما يقرب من عام.
وأعلنت قوات الدعم السريع نيتها تشكيل حكومة موازية مع جماعات سياسية وعسكرية في المناطق التي تسيطر عليها، ما يثير مخاوف من تكرار سيناريو انفصال جنوب السودان عام 2011.
حرب بالوكالة ومخاطر التصعيد الإقليمي
وأشارت تقارير مجموعة الأزمات الدولية إلى تصاعد دعم خارجي لطرفي النزاع، ما يُعمق الصراع ويمنع التوصل إلى تسوية، فالجيش يسعى لتحقيق "نصر كامل"، بينما تسعى قوات الدعم السريع لتوسيع رقعة الحرب.
وتُعد مشاركة "الحركة الشعبية لتحرير السودان - الشمال"، المرتبطة تقليديًا بدولة جنوب السودان في الحكومة الموازية المقترحة، مؤشرًا على تصاعد خطر التوسع الجغرافي للصراع.
زعزعة استقرار الجوار
وباتت دول الجوار، مثل تشاد وجنوب السودان، مراكز لاستقبال ملايين اللاجئين السودانيين، وسط إمكانيات ضعيفة وبنية تحتية هشة. وتمر طرق تهريب السلاح عبر تشاد، فيما يعاني جنوب السودان من توقف تصدير النفط، نتيجة تعطل خطوط الأنابيب.
وعلى إثره تتزايد التوترات الداخلية في جنوب السودان، بين الرئيس سلفا كير ونائبه رياك مشار، ما يعزز مخاوف تجدد الحرب الأهلية هناك أيضًا.

الأكثر قراءة
-
بيان مهم من "الرعاية الصحية" بعد إصابة إمام عاشور بـ"فيروس A"
-
مفاجأة في تحاليل عينات لاعبي الأهلي بعد إصابة إمام عاشور
-
رغم افتتاحه رسميا.. تصريف المياه أزمة تهدد سد النهضة
-
مترجم مصري يعيد طفلة تائهة في تونس لأسرتها.. كيف ساعده ChatGPT؟
-
تخفيض سعر شيري تيجو 7 موديل 2026 بقيمة 81 ألف جنيه
-
بعد صراخ واستغاثة.. الأهالي يساعدون في إنقاذ 11 مصابا على صحراوي الفيوم
-
خريف نيبال وربيع العرب
-
"الحاضر الغائب".. رونالدو الهداف التاريخي لمواجهات مدريد ومارسيليا

أخبار ذات صلة
إسرائيل تحرق غزة وترامب يهدد بفتح أبواب الجحيم على "حماس"
16 سبتمبر 2025 05:41 م
بضغط من أمريكا.. هل يُبرم الشرع اتفاقًا أمنيًا مع إسرائيل؟
16 سبتمبر 2025 09:52 م
ما هدف بوتين من مناورات "زاباد 2025"؟
16 سبتمبر 2025 09:28 م
تقارب "سعودي - إيراني".. بن سلمان يستقبل لاريجاني في قصر اليمامة
16 سبتمبر 2025 07:37 م
"سأشارك في التفاوض".. ترامب يدعو زيلينسكي للتوصل مع اتفاق مع بوتين
16 سبتمبر 2025 07:17 م
إسرائيل تقصف ميناء الحديدة.. والحوثي: "انتهاك للسيادة اليمنية"
16 سبتمبر 2025 05:27 م
نتنياهو يتجاهل العزلة: من يملك "موبايل" يحمل قطعة من إسرائيل بين يديه
16 سبتمبر 2025 07:01 م
بعد بدء الاجتياح البري لـ غزة.. ماذا حدث ليلة القمة العربية؟
16 سبتمبر 2025 02:36 م
أكثر الكلمات انتشاراً