وزير الخارجية السوري: لن نشكل تهديدًا لإسرائيل

أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، خلال كلمته أمام مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، أن سوريا لا تشكل تهديدًا لأي دولة في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل، مشددًا على أن استقرار سوريا يرتبط ارتباطًا وثيقًا باستقرار المنطقة بأسرها.

وانتقد الشيباني الهجمات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، واصفًا إياها بانتهاكات صارخة للقانون الدولي ولسيادة سوريا، ومحذرًا من أنها تُعرّض الأمن الإقليمي للخطر، ودعا مجلس الأمن إلى ممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل للانسحاب من الأراضي السورية.

وأشار الوزير إلى أن إسرائيل، عقب سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، أرسلت قوات برية إلى جنوب سوريا، وسعت، بالتعاون مع واشنطن، لإبقاء البلاد في حالة من الانقسام والضعف دون سلطة مركزية.

 توحيد كافة الفصائل العسكرية دون استثناء

وفيما يتعلق بالملف الكيميائي، قال الشيباني إن بلاده "تتعاون بشكل مستمر مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية"، مشيرًا إلى أن الحكومة تمكنت من توحيد كافة الفصائل العسكرية دون استثناء.

وكشف الوزير إطلاق حوار وطني واسع شارك فيه أكثر من 1000 سوري، مؤكداً أن خطوات جدية ستُعلن قريبًا لتشكيل برلمان وطني يعكس تطلعات السوريين.

كما أشار إلى أن الحكومة السورية تواصل إرسال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، خاصة عبر قاعدة حميميم، مؤكدًا في الوقت نفسه أن العقوبات الدولية لا تزال تهدد استقرار البلاد وتُفاقم معاناة السكان.

لحظة رمزية في نيويورك

في خطوة رمزية وصفها بـ"التاريخية"، رفع وزير الخارجية السوري العلم الوطني الجديد أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك، للمرة الأولى منذ أكثر من 14 عامًا من النزاع المدمر، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".

وقالت الوكالة إن الشيباني رفع العلم ثلاثي النجوم الذي بات يمثل الدولة السورية الجديدة، بدلاً من علم النظام السابق.

إطلاق عملية سياسية شاملة تضمن حقوق جميع السوريين

من جهته، أعرب المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، جير بيدرسون، خلال جلسة مجلس الأمن، عن قلقه إزاء ما وصفه بـ"السلوك العدواني غير المبرر" من قبل إسرائيل ضد سوريا، محذرًا من أن هذه الانتهاكات تُقوّض المسار السياسي وتعرقل جهود الانتقال السلمي في البلاد.

وطالب بيدرسون بوقف الهجمات الإسرائيلية فورًا، داعيًا المجلس إلى إلزام تل أبيب بعدم السعي لتحقيق مكاسب إقليمية على حساب دمشق.

كما شدد على أهمية وحدة مجلس الأمن في مقاربة الملف السوري، مشيرًا إلى أن الوضع في الساحل السوري يفرض تحديات ملحة، تتطلب إطلاق عملية سياسية شاملة تضمن حقوق جميع السوريين.

وختم بيدرسون بالدعوة إلى محاسبة مرتكبي العنف في سوريا، مطالبًا السلطات المؤقتة بحماية كافة مكونات المجتمع السوري دون استثناء.