بوب كلامبيت.. العبقري الذي أطلق سراح "دافي دك" من القفص

رسام الكرتون بوب كلامبيت مع شخصية باجز باني
في الزمن الذي كانت فيه الرسوم المتحركة مجرد مشاهد عابرة لتمضية الوقت، ظهر شاب يحمل في يده قلما وفي عقله وقلبه أحلاما تكفي لعالم كامل من الفانتازيا، إنه بوب كلامبيت، أحد الذين علمونا أن الكرتون ليس فقط مجرد لهو أطفال، بل فنا يمكن أن يصنع ثورة، حتى لو كانت على قوانين الفيزياء والمنطق والعقل.

"Looney Tunes" وطفولة على ورق كرتون
ولد بوب كلامبيت في 8 مايو 1913، في سان دييغو بكاليفورنيا، ومنذ نعومة أظافره كان يعرف أنه لا يشبه أقرانه، ولم يكن يحلم بأن يصبح رائد فضاء أو شرطي مرور، بل كان يصنع دمى ويتخيل لها حوارات، ويرسم شخصيات تتحرك في خياله.
لم ينتظر الشاب كثيرا، ففي 1931، وقبل أن يكمل دراسته الثانوية، انضم إلى استوديوهات "Harman-Ising" حيث ولدت أولى ملامح شخصيات "Looney Tunes" و"Merrie Melodies".
تمرد بوب كلامبيت الذي خلق أيقونات
انتقل كلامبيت عام 1933 إلى "Leon Schlesinger Productions"، الذراع الإنتاجية لـWarner Bros، وهناك بدأت الفوضى الجميلة، فبحلول 1937 أصبح مخرجا رسميا، وأخرج على مدى 15 سنة، 84 فيلما كرتونيا، بينها أعمال لا تزال تدرس في معاهد الفن وتعرض على اليوتيوب كمراجع في العبقرية.
لم يكن صانع كرتون عادي، كان فوضويا، مشاغبا، يكره القوالب، رسم "بوركي بيج" وهو يتلعثم بثقة، و"دافي دك" وهو يتصرف كأن الحياة مسرح عبثي، و"تويتي" الصغير الماكر الذي أتعب "سلفستر" أكثر مما فعل "جيري" مع "توم"، وأخرج تحفا مثل Porky in Wackyland (1938) وThe Great Piggy Bank Robbery (1946).
كلامبيت والتلفزيون.. حين تعانق الدُمى الشاشات
بعد أن قال وداعا لـ "Warner Bros" في 1946، اتجه بوب إلى التلفزيون، وأنشأ برنامج الدمى الأشهر في الخمسينيات "Time for Beany"، الذي تحول لاحقا إلى سلسلة رسوم متحركة بعنوان "Beany and Cecil"، وصنع فيه عالما خاصا بالكامل، أشبه بعالم ستان لي في "مارفل" ولكن بنسخة كرتونية.
نهاية الجسد.. وبداية الخلود
توفي بوب كلامبيت في 5 مايو 1984، لكن تركته ما تزال حية تصرخ من أفواه الشخصيات التي أطلقها، وفي عام 2000، دخل فيلمه "Porky in Wackyland" سجل مكتبة الكونجرس الأمريكية كعمل "يحمل قيمة ثقافية وفنية خالدة".
وتمنح سنويا "جائزة بوب كلامبيت الإنسانية" ضمن جوائز "آيزنر" تقديرا لإسهاماته الفنية والإنسانية في مجال الرسوم المتحركة.
-
12:00 AMالفجْر
-
12:00 AMالشروق
-
12:00 AMالظُّهْر
-
12:00 AMالعَصر
-
12:00 AMالمَغرب
-
12:00 AMالعِشاء


أخبار ذات صلة
رشيدي يكيني.. "الأسد الهادئ" الذي عانق الشباك وبكاه الجميع
04 مايو 2025 04:50 م
إنت هتعلمني العيب.. خناقة تحت قبة البرلمان بسبب "الإيجار القديم"
04 مايو 2025 03:49 م
بين أبنية الأغنياء وحمام الفقراء.. الجواهر المخفية في القاهرة الفاطمية
04 مايو 2025 03:44 م
محمود السعدني.. مثقف ساخر تمرد على عائلته الأهلاوية لأجل الدراويش
04 مايو 2025 12:43 م
أكثر الكلمات انتشاراً