الزرنيخ.. وحش نائم في الكهوف الكندية قادر على إنهاء البشرية

منجم جاينت
تواجه منطقة يلونيف الكندية وحشًا نائمًا في أحد كهوفها، الواقعة في منطقة القطب الشمالي، حيث يكمن 237.000 طن متري من مادة ثالث أكسيد الزرنيخ، وهو ناتج ثانوي عن مخلفات الذهب الذي تم استخراجه في عقود سابقة، حيث تحتوي المادة على سم يكفي لقتل 1.7 تريليون شخص حول العالم، ما يعادل أكثر من 100 مرة ضعف سكان الكرة الأرضية.
ثالث أكسيد الزرنيخ
أنتجت كندا في الفترة بين عامي 1948و 2004، 7.6 مليون أونصة من الذهب المخلط بالزرنيخ من منجم جاينت، والتي تقدر قيمتها ب 20 مليار دولار بأسعار اليوم، تاركه خلفها 237 طن من ثالث أكسيد الزرنيخ السام.
ووفقًا لصحيفة " ذا وول استريت جورنال"، كان يأمل المسؤولون والحكومة أن يبقى الزرنيخ متجمدًا تحت الأرض، لكن مع تغير المناخ ونشاط عمليات التعدين في المنطقة، أصبح تسرب الزرنيخ في مياه بحيرة جريت -عاشر أكبر مسطح مائي عذب في العالم- خطر يهدد المدينة التي يبلغ عدد سكانها 20 ألف نسمة.

مسار تسمم الزرنيخ
من بحيرة جريت سيلف، قد يمتد التسمم لمسافة 1000 ميل، على طول نهر ماكنزي إلى بحر بوفورت في المحيط المتجمد الشمالي، ما قد يؤدي بالتبعية إلى تسميم الحياة البرية والأرض على طول مساره، ومن جانبهم قال دعاة حماية البيئة إن المنجم العملاق يعد بمثابة تحذيرًا للحكومات والشركات التي تريد استخراج ثروات الشمال.
تنظيف المنجم
استخراج المعادن من المنجم طوال هذه الفترة أنطوى على مخاطر وتكاليف باهظة ومستمرة، حيث قدرت تكلفة تنظيف المنجم من أكسيد الزرنيخ السام حوالي 3.2 مليار دولار، ما يجعلها أغلى عملية إصلاح منجم في تاريخ كندا، ومع إفلاس آخر مالك للمنجم تُركت الفاتورة للحكومة الكندية، ومن المتوقع أن تزداد قيمة التنظيف التي تحتاج إلى رعاية دائمة، ما يعني أن كندا عليها مراقبة المنجم لمائة عام قادمة، علاوة على ذلك يخشى العلماء أن يبقى الخطر قائمًا إلى الأبد.
وتقدر الحكومة الكندية أن هناك ما يقرب من 24 ألف موقع ملوث في جميع أنحاء العالم وهو ما سيكلف الحكومة 10 مليارات دولار كندي.
مضاعفات تسمم الزرنيخ
تسمم الزرنيخ في منجم جاينت هو إرث خمسة عقود من التعدين، حيث كان المعدن النفيس مندمجًا مع الزرنيخ، ولفصله كان يقوم العمال بتحميص الصخور وهي عملية تحول فيها الزرنيخ الصلب إلى غاز سام، لكن الدخان تكثف وسقط على الأرض كغبار ناعم، ما أدى إلى مرض الأبقار والماشية ووفاة طفل صغير من السكان الأصليين، عام 1951.

حاول العمال حل الأزمة حينها من خلال تجميع الغبار ودفنه تحت الأرض، معتقدين أن الزرنيخ سيبقى متجمدًا في التربة ذات الطبيعة الباردة، وبالفعل نجح النظام لعقود، لكن مع ارتفاع درجات الحرارة في شمال كندا بدأت الأرض المتجمدة في الذوبان، مع أعاد الأزمة إلى الواجهة، وسط مخاوف من تسرب الزرنيخ في بحيرة جريت سيلف ومنها إلى العالم.
حلول تجميد الزرنيخ
في الوقت الحالي تعمل مضختان صناعيتان على إبقاء مستويات المياه على عمق 750 قدمًا تحت مستوى سطح الأرض، أي بعيدًا عن غرف الزرنيخ الموجودة في الكهف.
تبني الحكومة حاليًا محطة لمعالجة المياه، من المتوقع أن تبدأ العمل العام المقبل، وفور انتهائها من المخطط حفر 858 أنبوبًا معدنيًا لسحب الحرارة من المنجم وتوجيه الغاز البارد إلى 16 حجرة تحت الأرض مليئة بالزرنيخ لتجميدها، ريثما يتم إيجاد حل أفضل.
قالت نتالي بلاتو، مدير مشروع معالجة منجم جاينت، إن إخراج الزرنيخ من المنجم أمر غير وارد لأنه سيشكل خطرًا غير مقبول على العمال، لكن بتجميده سيحبس الزرنيخ في كمية كبيرة من الجليد، من الصعب ذوبانها حتى في أشد سيناريوهات الاحترار للقطب الشمالي.
-
12:00 AMالفجْر
-
12:00 AMالشروق
-
12:00 AMالظُّهْر
-
12:00 AMالعَصر
-
12:00 AMالمَغرب
-
12:00 AMالعِشاء


أخبار ذات صلة
محمد عبد الجليل يحتفل بعقد قران ابنته في دار ضباط النقل
06 مايو 2025 10:16 م
"حمرا ومرملة".. 4 نصائح لشراء بطيخة مثالية
06 مايو 2025 09:03 م
تضرب الجهاز المناعي.. حشرة تربك حسابات أمريكا
06 مايو 2025 05:44 م
صديق المعتدي على قطط الجيزة يفجر مفاجأة: "كان شغال في شركة فرنسية"
06 مايو 2025 02:54 م
أكثر الكلمات انتشاراً