الخميس، 08 مايو 2025

06:17 ص

حملة إعلامية من صعيد مصر تهز جدار الصمت حول صحة نساء الريف

حملة إعلامية من صعيد مصر تهز جدار الصمت حول صحة نساء الريف

حملة إعلامية من صعيد مصر تهز جدار الصمت حول صحة نساء الريف

A .A

في مبادرة طلابية جريئة، كسرت نوران محمود السماسيري، الطالبة بالفرقة الثالثة بقسم الإعلام جامعة سوهاج، حاجز الصمت المطبق على المعاناة الصحية التي تجزرت في قرى ونجوع صعيد مصر، رغم أن المرأة الريفية هي الأكثر إنتاجًا والأكثر إهمالًا أيضًا.

فعلى مدى ثلاثة أشهر عكفت نوران في تدريسها وتدريبها على تصميم وتنفيذ الحملات الإعلامية الرقمية كمقرر دراسي، تحت إشراف أستاذ الإعلام والرأي العام بكلية الآداب جامعة سوهاج، الدكتور صابر حارص، أنتجت خلالها العديد من أشكال المحتوى الرقمي، وخصصت حسابًا رسميًا لحملتها على “فيسبوك” باسم الحملة "تُنتج وتُهمل".

وقال الدكتور صابر حارص، إن الحملة كشفت النقاب عن الإهمال الصحي المزمن والجسيم الذي يهدد حياة هؤلاء النسوة اللاتي يُعتبرن عماد الإنتاج في مجتمعاتهن.

وألقت الضوء على التضحيات الجسام التي تقدمها المرأة الريفية في الزراعة وتربية الماشية والأعمال المنزلية، تلك التضحيات التي تقابل بإهمال صحي جسيم يرقى إلى وصفه "بالموت البطيء" في ظل غياب الرعاية الطبية والتثقيف الصحي للأسرة الريفية بصعيد مصر.

وأضاف حارص أن نوران لم تطلق حملتها من فراغ، بل استندت إلى حقائق مؤلمة كشفت عنها نتائج دراسات علمية وإحصاءات ميدانية، مؤكدة أن: “أكثر من 62% من النساء الريفيات محرومات من الرعاية الصحية المنتظمة، وأن مناطق الريف تشهد تفشيًا واسعًا لفقر الدم والأمراض المزمنة”.

وأثبتت كذلك “ارتفاع نسب الوفيات بين الأمهات أثناء الحمل والولادة مقارنة بالمدن، وأن هناك فجوة هائلة في الوعي الصحي والخدمات الطبية التي تصل إلى القرى والمناطق النائية”.

وأوضح أن الحملة استطاعت بجهود مضنية تحويل هذه الحقائق الصادمة إلى محتوى رقمي مؤثر، شمل: فيديوهات قصيرة تخترق القلوب، وتجسد معاناة النساء الريفيات، وبوسترات توعوية بصرية لافتة، تحمل رسائل قوية بلغة بسيطة تصل إلى الجميع، وإنفوجرافات تفاعلية وجذابة، تحول الأرقام والإحصائيات إلى قصص بصرية سهلة الفهم.


وأكد أن الحملة تكشف عن إهمال ثلاثي الأبعاد صحي وبدني ونفسي، تتعرض له المرأة الريفية في صمت مطبق، وسط تجاهل مجتمعي يكاد يرقى إلى جريمة صامتة بحق فئة تقوم بخدمة  الزوج والأبناء ورعاية المنزل والمساهمة في الإنتاج الزراعي والحيواني، ومع ذلك تحرمها التقاليد الضارة من أبسط حقوقها الإنسانية في الصحة والعافية.

ووصف أستاذ الإعلام الحملة بأنها "المسكوت عنه في صعيد مصر" عندما تكون المرأة الأكثر إنتاجًا هي الأكثر إهمالًا، واصفًا الإهمال بأنه إهمال ممنهج يهدد حياة آلاف النساء الريفيات في صعيد مصر.

واختتم بأن مبادرة نوران السماسيري غير مسبوقة إعلاميًا كحملة كشفت المستور في الريف المصري، وأثبتت بمفردها أن صوت الشباب الواعي قادر على إحداث تغيير حقيقي.

search