بعد تفجيرهم أزمة بإسرائيل.. من هم الحريديم المتمسكون بالإعفاء من التجنيد؟

المجتمع الحريدي في إسرائيل
ظهر صراع داخلي في إسرائيل بعد رفض المجتمع الحريدي أوامر التجنيد الصادرة إليه، مما يسلط الضوء على هذا المجتمع وتقاليده وسر رفضه للتجنيد.
تعتبر اليهودية الحريدية (الحريديم) من التيارات المتشددة في اليهودية الأرثوذكسية، حيث تتمسك بالشريعة الدينية (الهلاخاه) وبنمط حياة محافظ ومنعزل عن المجتمع العام.
تُعد هذه الطائفة من أكثر المجموعات تدينًا في العالم اليهودي المعاصر، وتتمسك بتقاليدها بدقة متناهية، خصوصًا في ظل التغيرات الاجتماعية والسياسية التي مرت بها المجتمعات اليهودية منذ القرن الثامن عشر.
النشأة كرد فعل على التنوير والحداثة
ظهرت الحريدية في أوروبا الوسطى والشرقية في أواخر القرن الثامن عشر، كرد فعل مباشر على حركة "الهَسْكالا" (التنوير اليهودي)، التي دعت إلى دمج اليهود في المجتمعات الأوروبية والتخفيف من تمسكهم بالتقاليد الدينية، كما واجهت الحريدية دعوات التحديث والعلمانية، وظلت متمسكة بالمجتمع التقليدي، محذّرة من الذوبان في التيارات القومية والعلمانية آنذاك.

ماذا يعني "حريدي"؟
كلمة "حريدي" مشتقة من التوراة، وتعبّر عن الشخص الذي "يرتعد" أو "يخشع" من أمر الله، كما ورد في سفر إشعياء: "اسمعوا كلام الرب، أيها المرتعدون من كلمته".
وقد استُخدمت الكلمة لوصف الملتزمين دينيًا، وظهرت لاحقًا كاسم شائع للتيار المحافظ في اليهودية الأرثوذكسية خلال القرن العشرين.
يتميز المجتمع الحريدي بالعزلة المتعمدة عن العالم الخارجي، بهدف حماية نفسه من تسلل القيم غير المقبولة لديه.
وتعمل المجتمعات الحريدية على عزل نفسها من خلال المدن والأحياء الحريدية، وإنشاء أنظمة تعليمية فريدة للمجتمع، وتجنب استهلاك وسائل الإعلام والثقافة غير الحريدية، ويتجلى ذلك، على سبيل المثال، في مقاومة مشاهدة التلفاز.

ومن بين القيم المركزية في المجتمع الحريدي هي الحياء، التي تشير في كثير من الأحيان إلى العلاقات بين الرجال والنساء، بهدف منع العلاقات المحتملة المحظورة وفقاً للشريعة اليهودية.
يحافظ المجتمع الحريدي على الفصل الصارم بين الجنسين، والذي يتضمن تجنب العلاقات الاجتماعية بين الرجال والنساء الذين ليسوا شركاء أو عائلة.
الملابس والجيش للحريديم
وكجزء من ثقافة الانفصال، هناك أيضًا تحفظ في الملابس، يلتزم معظم الرجال الحريديم بالملابس السوداء والبيضاء والمظهر المحافظ نسبيًا، الذي يذكرنا بالموضة الأوروبية في النصف الأول من القرن العشرين، وتشمل الملابس التقليدية: قبعة من اللباد الأسود، وبدلة داكنة قصيرة، وقميص أبيض بأزرار، وبنطلون طويل داكن، (بجانب العناصر المطلوبة بموجب القانون الهالاخي مثل الكيباه والطاليت الصغير).

في إسرائيل، الغالبية العظمى من الرجال الحريديم لا ينضمون إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي، كجزء من ترتيب "التوراة هي فنه"، بدأ إلغاء التجنيد الإجباري لطلاب المدارس الدينية بعد ترتيب مؤقت كان قائمًا أثناء نكبة 1948، وسمح ديفيد بن جوريون بتأجيل التجنيد لطلاب المدارس الدينية.
خروج النساء الحريديات للعمل
رغم أن مصطلحات مثل "نسوية" و"مسيرة مهنية" لا تزال نادرة الاستخدام في المجتمع الحريدي، فإن هناك تحولًا داخليًا كبيرًا، ورغم الطابع المحافظ، تشهد نساء هذا المجتمع صحوة مهنية واضحة، بل ويتحدثن علنًا عن الملل من الوظائف التقليدية والرغبة بتطوير الذات لكنهن ما زلن يتقاضين أجورًا أقل بكثير من نظيراتهن في المجتمع العام، بحسب صحيفة “ذا ماركر” الإسرائيلية.
ففي عام 2014 تم الإعلان بالفعل عن أن معدل النساء الحريديات العاملات أصبح يساوي معدل النساء العاملات في القطاع العام، في حين كان هدف الحكومة في توظيف النساء الأرثوذكسيات المتشددات لعام 2020 هو 63%، فقد قفز المعدل بالفعل إلى أكثر من 70%.
ارتفاع في استخدام الإنترنت
كشفت دراسة مشتركة بين جمعية الإنترنت الإسرائيلية والمعهد الحريدي للشؤون العامة عن تحول تدريجي في مواقف المجتمع الحريدي تجاه الإنترنت.

أظهرت الدراسة أن نسبة مستخدمي الإنترنت بين الحريديم ارتفعت إلى 70%، مقارنة بـ 93% بين باقي اليهود في إسرائيل، وهذا يشير إلى تقليص الفجوة الرقمية بين المجتمع الحريدي وبقية المجتمع الإسرائيلي.
رغم الزيادة في الاستخدام، لا يزال هناك تحفظات دينية وثقافية قوية تجاه الإنترنت داخل المجتمع الحريدي. تُعتبر الإنترنت مصدرًا للمحتوى غير الملائم، مما يدفع العديد إلى استخدام "إنترنت مُفلتر" يقتصر على المحتوى المسموح به دينيًا.
تلعب النساء الحريديات دورًا متزايدًا في استخدام الإنترنت، خاصة في مجالات العمل والتعليم. يساهم ذلك في تعزيز مشاركتهن الاقتصادية والاجتماعية، مع الحفاظ على القيم الدينية والثقافية.

الأكثر قراءة
-
الرقصة الأخيرة.. لحظة القبض على "طارق ميشو" بالإسكندرية (صور)
-
مشاجرة بأكياس الشطة.. "خناقة" في الشروق تنتهي بإصابة أسرة كاملة
-
عمرهما 5 سنوات.. ضبط مدرس خدش براءة صغيرتين بحضانة مدرسة دولية بأكتوبر
-
ما يحدث تهديد لاتفاقية السلام القائمة.. رسالة حاسمة من السيسي لـ إسرائيل
-
لماذا امتنعت تونس والعراق وإيران عن التصويت على حل الدولتين؟.. أستاذ علوم سياسية يوضح
-
"المشردة المثقفة".. "ولاء" أنهكتها قسوة الحياة فقررت عشق الشارع
-
جدة ضحايا دلجا تصرخ في المحكمة: "موتت لي 7.. عايزة حقهم"
-
وزنها 600 جرام.. تحقيقات موسعة حول سرقة أسورة الملك بسوسنس الأول

أخبار ذات صلة
التضامن مع قطر وفلسطين.. ماذا شمل البيان الختامي لقمة الدوحة؟
15 سبتمبر 2025 11:32 ص
فلاشة وحرز.. دفاع المتهمة بقضية "أطفال دلجا" يتقدم بـ8 طلبات للمحكمة (فيديو)
15 سبتمبر 2025 12:12 م
5 أعوام من العطش.. الفشل الكلوي يتفشى بين أهالي عزبة الصعايدة بالمنيا
14 سبتمبر 2025 04:38 م
من طالبة صفر الثانوية بالمنيا لـ أحمد الدجوي.. مفاجأة بشأن تقرير منى الجوهري
14 سبتمبر 2025 04:46 م
ارتفعت 35 جنيهًا في أسبوع.. إلى أين تتجه أسعار الذهب؟
14 سبتمبر 2025 03:25 م
زيادة مصروفات المدارس التجريبية تغضب أولياء الأمور.. والتعليم ترد
14 سبتمبر 2025 03:30 م
جوائز الإيمي 2025.. كل ما تريد معرفته عن الحفل الأمريكي
14 سبتمبر 2025 02:52 م
هوس الشكل المثالي.. لماذا تحقن الفتيات الوجه بـ "الفيلر"؟
14 سبتمبر 2025 04:51 م
أكثر الكلمات انتشاراً