السبت، 10 مايو 2025

06:35 ص

تحديات صحية ومهام خطيرة.. الاكتئاب يضرب الحمير في يومها العالمي

اليوم العالمي للحمير

اليوم العالمي للحمير

سيد محمد

A .A

يحتفل العالم باليوم العالمي للحمير، حيث كشفت بيانات حديثة لعام 2025 قائمة الدول الأعلى في أعداد الحمير عالميًا، وعلى الرغم من الاعتماد عليها في الأدوار الحيوية بتلك الدول، إلا أنها تعاني الاكتئاب أزمات صحية وتغذوية.

ووفقًا للإحصائيات، جاءت إثيوبيا في الصدارة بعدد ضخم بلغ 10,668,986 حمارًا، تليها السودان بـ7,666,017 حمارًا، ثم باكستان بـ5,830,000 حمار، ما يعكس اعتمادًا كبيرًا على هذه الكائنات في نقل الأحمال والعمل في الظروف القاسية، حسبما ذكر موقع “كونفرزيشن” الأمريكي.

وتُعدّ أفريقيا موطنًا لأكبر عدد من الحمير في العالم، حوالي ثلثي إجمالي عدد الحمير العالمي المُقدّر بـ 53 مليون حمار في عام 2020.

قيمة الحمير

يُقدَّر أن الحمير تُعيل حوالي 158 مليون شخص في أفريقيا، وفي المناطق الريفية، يُسهم وجود الحمار في المنزل في تخفيف حدة الفقر وتحرير النساء والفتيات من عبء العمل المنزلي الشاق، بحسب موقع “المحادثة” الأمريكي.

الحمير من أبسط وسائل نقل الأشخاص والبضائع ومدخلات ومخرجات المزارع وأكثرها استدامةً وفعاليةً، من المنزل إلى المزرعة إلى السوق وبالعكس، وكذلك إلى آبار المياه وغيرها. 

حتى في البيئات القاسية، تستطيع الحمير قطع مسافات طويلة بحمولة ثقيلة، وكمية محدودة من السوائل، ودون أن تظهر عليها علامات التعب، إنه ثروة منزلية متينة.

يزيد امتلاك الحمير من الإنتاجية ويخفف من مشقة العمل، على سبيل المثال، من خلال تخفيف الأعباء التي تتحملها النساء، ففي غانا، على سبيل المثال، وُجد أن امتلاك حمار يوفر على البالغين حوالي خمس ساعات عمل أسبوعيًا، وعلى الأطفال عشر ساعات، كما أن وجود حمار يُتيح للفتيات فرصة الذهاب إلى المدرسة.

تحديات صحية في إثيوبيا

تكشف دراسة بحثية بعنوان "نظرة عامة على استخدام وإدارة الحمير في إثيوبيا"، دور الحمير في الاقتصاد الريفي الإثيوبي، خاصة في المناطق الزراعية.

تشير الدراسة إلى أن إثيوبيا تمتلك واحدة من أكبر أعداد الحمير في العالم، تُستخدم بشكل رئيسي في نقل البضائع والسلع في المناطق الريفية، حيث تقوم بحمل ما بين 60 إلى 100 كجم لمسافات تصل إلى 20 كم يوميًا.

تُبرز الدراسة أهمية الحمير في دعم دخل الأسر الريفية، خاصة من خلال نقل الحطب والرمل والسلع الأخرى، على سبيل المثال، في منطقة "إجيرسا"، يقوم الحمار بنقل ما يصل إلى 4 أمتار مكعبة من الرمل يوميًا، مما يدر دخلًا يصل إلى 90 بير إثيوبي في اليوم.

ومع ذلك، تواجه الحمير تحديات صحية وتغذوية، بالإضافة إلى نقص في السياسات الداعمة لتحسين استخدامها وإدارتها.

وانتهت الحرب رسميًا في نوفمبر 2022، لكن منطقة تيجراي لا تزال في حالة خراب، وقد نزح مليون شخص من شمال إثيوبيا.

 تُعدّ الحمير مصدرًا رئيسيًا للمساعدات للأسر النازحة، إذ تُمكّنها من الحصول على الماء والمواد الغذائية والحطب، وهي موارد لا يستطيع الناس الوصول إليها سيرًا على الأقدام لولاها.

العديد من الحمير في إثيوبيا تموت مبكرًا بسبب نقص الغذاء والماء، وبسبب الضغط الهائل الذي تُسببه على أجسامها أثناء عملها، وقد وجدت دراسة أجريت عام 2016 أن عمر الحمير في إثيوبيا يتراوح بين أربع وست سنوات فقط. في المقابل، ويمكن أن يصل في إثيوبيا إلى 30 عامًا حيث تكون معايير الرعاية الاجتماعية أعلى.

أجسام هزيلة ومكتئبة في السودان

تحتل  السودان ثاني أكبر دول العالم بـ7,666,017 حمارًا، وأظهرت دراسة بحثية لتقييم رعاية الحمير في نيالا، أن  47% من الحمير العاملة كان لديهم درجات حالة الجسم المثالية، بينما كان 13% من الحمير العاملة هزيلة، من بين العاملة وغير العاملة، كان 33% و19% تعاني مشاكل في الحوافر. 

كان لدى 15% من الحمير العاملة إفرازات عينية، وكان لدى 25% جروح، في الحمير العاملة لوحظت استجابات سلوكية اكتئابية وعدوانية بنسبة 7% و5% على التوالي. 

ولا يستخدم سوى 33% من المالكين العصا والسوط، لضرب الحمير العاملة، ويُطعم 82% من المالكين حميرهم من مرة إلى ثلاث مرات يوميًا (50% من الحمير العاملة و32% من الحمير غير العاملة).

حمير باكستان وأخطر مهمة في العالم

لا توجد في باكستان آلات متطورة لاستخراج الفحم، بل عمال مناجم فقراء مع حميرهم، حيث يؤدي الحمار أشق وأخطر الأعمال في العالم، وهي البلد الذي يحتل المرتبة الثالثة في أعداد الحمير بالعالم، حيث يعملون لساعات في ظروف خطرة لكسب ما يكفي لإطعام عائلاتهم - 1.50 جنيه استرليني فقط يوميًا، بحسب موقع منظمة بروك التي تعني بالخيول والحمير في العالم.

على عمق خمسة آلاف قدم داخل جبال "سولت رينج" في باكستان، حيث الهواء خانق والظلام دامس والغبار خانق، تظهر من العتمة حمير مرهقة تجرّ أجسادها بصعوبة، من بينها "سُدهر"، الحمار الذي يعيش أيامه بين الألم والعمل الشاق في نقل أكياس الفحم الثقيلة من داخل الأنفاق المظلمة.

لا يتجاوز حجم مدخل المنجم مترًا ونصفًا عرضًا وارتفاعًا، ما يُجبر الحمار على الانحناء للدخول، ومع كل خطوة داخل النفق، تزداد الطرق وعورة وضيقًا.

الحمار المكسيكي.. العودة للحياة من جديد

كثيرًا ما يُسخر من الحمار المكسيكي، ولكنه متأصلٌ بعمق في الحياة الريفية المكسيكية، حيث لدى البلاد 4 ملايين حمار، وفقًا لمجلة “ناشيونال جيوجرافيك”، أمر نائب الملك الإسباني في المكسيك عام 1531بـ “أخذ ثلاثمائة حمار لتوزيعها على الهنود، بالإضافة إلى بعض الأغنام”، وهكذا بدأت تربية ماشية البغال/الحمار في أمريكا القارية، ولاحقًا، تكاثرت الحمير بشكل كبير حتى أنها شوهدت تتجول في الجبال في قطعان برية.


ويوضح موقع “ميكسيكو نيوز دايلي” المكسيكي، أنه في عام 1991 بلغ عدد الحمير في المكسيك 1.5 مليون.

وبحلول عام 2000، اختفى الحمار تقريبًا من البرية ولم يتبق منه سوى أقل من نصف مليون حيوان، ولكن قامت المكسيك بجهود لإعادة الاعتناء بالحيوان.

وتوجد في المكسيك محمية خاصة غير ربحية للحمير تُدعى "بورولانديا"، تديرها عائلة فلوريس منذ عام 2006، والتي تزعم أنها أول منظمة من نوعها في الأمريكتين، حيث تضم حاليًا 57 حمارًا، معظمها من عمليات الإنقاذ، وحوالي 10% منها وُلدت في المحمية.

تعاونت جامعة UNAM مع مشروع "محمية الحمير" في المملكة المتحدة للعمل في 13 ولاية تضم حوالي 75% من إجمالي الحمير في البلاد، ومن بين أنشطتها تعزيز رعاية الحمير في مدارس الطب البيطري الحكومية.

search