السبت، 10 مايو 2025

01:59 ص

البابا يطل بـ"الزي الأبيض".. لقطات من أول قداس لبابا الفاتيكان الجديد

أول قداس للبابا الجديد، ليو الرابع عشر

أول قداس للبابا الجديد، ليو الرابع عشر

جهاد أشرف

A .A

أقام البابا الجديد للفاتيكان، ليو الرابع عشر، أول قداس له، صباح الجمعة، في كنيسة سيستين بالفاتيكان، بعد أقل من 24 ساعة على انتخابه بابا الكنيسة الكاثوليكية، ليصبح الحبر رقم 267 وخليفة البابا الراحل فرنسيس. 

بدأ خطابه بالإنجليزية

وظهر البابا الجديد، الذي كان يُعرف سابقًا بالكاردينال روبرت بريفوست، بزي البابوية الأبيض المعروف هادئًا ومتماسكًا وهو يخاطب الكرادلة الذين انتخبوه في الكنيسة الشهيرة بلوحاتها الجدارية، وفقًا لرويترز.

وفي خطابه، الذي بدأه بكلمات بالإنجليزية ثم استكمله بالإيطالية بطلاقة، رسم صورة لكنيسة تتسم بالرحمة والانفتاح، مؤكدًا عزمه على أن يكون "مديرًا أمينًا للكنيسة جمعاء".

أول خطاب للبابا الجديد ليو

أول بابا من الولايات المتحدة

 وُلد البابا الجديد، البالغ من العمر 69 عامًا، في شيكاجو ويحمل أيضًا الجنسية البيروفية، بعد أن أمضى نحو عقدين مبشرًا في بيرو، حيث شغل لاحقًا منصب أسقف مدينة تشيكلايو. 

ويُعد أول بابا من الولايات المتحدة في تاريخ الكنيسة، وهو أمر شكل مفاجأة نظرًا للاعتقاد السائد بأن بابا الكاثوليك لا يأتي من "قوة عظمى".

وفي عظته الأولى، وجّه تحذيرًا من المخاطر الناجمة عن تراجع الإيمان، داعيًا إلى أن تكون الكنيسة "منارة تضيء الليالي المظلمة في العالم".

 وتحدث ليو عن النظرة السلبية التي تُواجه بها المسيحية في بعض الأوساط، واصفًا الإيمان أحيانًا بأنه "يُعتبر حكرًا على الضعفاء وغير الأذكياء"، مؤكدًا أن تراجع الإيمان غالبًا ما يصاحبه فقدان المعنى، وتراجع قيم الرحمة، وتزايد الانتهاكات ضد الكرامة الإنسانية، وأزمات اجتماعية مثل تفكك الأسرة.

تنصيب البابا رسميًا يوم الأحد 18 مايو

وسيقام قداس تنصيب البابا رسميًا يوم الأحد 18 مايو في ساحة القديس بطرس، بحضور زعماء دينيين وقادة عالميين، ومن المتوقع أن يستقطب الحفل حشودًا كبيرة، كما حدث عند تنصيب البابا فرنسيس في 2013، والذي حضره أكثر من 200 ألف شخص.

وأكد الفاتيكان أن البابا الجديد قرر الإبقاء على كبار مسؤولي الكوريا الرومانية (الإدارة المركزية للفاتيكان) في مناصبهم مؤقتًا، إلى حين اتخاذ قرارات بشأن تعيينات دائمة، وتُعد هذه الخطوة تقليدًا شائعًا عند تولي بابا جديد، لمنح وقت للتقييم قبل إجراء تغييرات في المناصب الحساسة.

خروج الدخان الأبيض

وجاء انتخاب البابا ليو بعد اجتماعات مغلقة استمرت يومين، وانتهت مساء الخميس بخروج الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستين، إيذانًا باختيار البابا الجديد، وأثار انتخابه السريع تساؤلات حول كيفية حصوله على أغلبية الثلثين المطلوبة في وقت وجيز.

تصاعد الدخان الأبيض دليل على إختيار بابا جديد

تحديات وانتقادات

ويواجه البابا الجديد مجموعة من التحديات الكبيرة، من بينها العجز المالي للفاتيكان، والانقسامات داخل الكنيسة بشأن قضايا حساسة مثل دور النساء، والمثليين، والمطلقين، فضلًا عن الاستعداد للعام المقدس المقبل الذي يتوقع أن يجذب ملايين الزوار إلى روما.

ويُعرف البابا ليو الرابع عشر بمواقفه المناصرة للعدالة الاجتماعية، وقد أظهر انتقادات سابقة للسياسات التي انتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه جيه دي فانس، بحسب منشورات نُسبت لحسابه على منصة "إكس" .

ليو الرابع عشر يحيي شعبه بعد إنتخابه

ماذا يعني “ليو”؟

اختياره لاسم "ليو" يعكس إشارة واضحة إلى البابا ليو الثالث عشر، الذي قاد الكنيسة بين عامي 1878 و1903 واشتهر باهتمامه بالقضايا الاجتماعية. 

وعلى الرغم من أن بريفوست لم يكن يُعرف إعلاميًا، إلا أن البابا فرنسيس اختاره قبل عامين لرئاسة مكتب الفاتيكان المختص باختيار الأساقفة، وهو ما جعله لاعبًا محوريًا في تشكيل قيادة الكنيسة حول العالم.

وفي مسقط رأسه في بيرو، خرج الأهالي إلى الشوارع احتفالًا بانتخاب "ابنهم" بابا للكنيسة، ودوّت أجراس الكنائس في مدينة تشيكلايو، حيث يُعد بريفوست شخصية محبوبة ومؤثرة في الحياة الدينية والاجتماعية المحلية.

وبهذا التنصيب، تبدأ مرحلة جديدة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية يقودها أول بابا أمريكي، يجمع بين الخبرة الميدانية في خدمة الفقراء والمعرفة العميقة بثقافات متعددة، في عالم يشهد تغيرات متسارعة وتحديات روحية وإنسانية متزايدة.

search