الإثنين، 12 مايو 2025

09:39 ص

د.طارق سعد
A A

يوم تفرَّق دم محمود عبد العزيز

يظل كثيراً ممن رحلوا أحياء بسيرتهم وذكراهم بين أقاربهم وأصدقائهم ومحبيهم ويزيد ذلك مع النجوم الذين يتركون ذكريات متشابكة مع الملايين من الجمهور الذي يرتبط بهم من خلال الشاشة وعندما يرحلون يظلون على الشاشة التي تحافظ على رابطتهم القوية مع جمهورهم وتجعل من استمرار تواجدهم نبضاً لا يتوقف.

"محمود عبد العزيز" نجم استثنائي في فنه وفي الإجماع على حبه وعشقه المستمر بالرغم من رحيله منذ سنوات إلا أنه مازال محافظاً على تواجده في قلوب جمهوره ولا تحتاج للبحث عن سبب أبسط من صدقه الفني واحترامه للجمهور فيما قدمه فحفر اسمه ومكانته حفراً راسخاً لا يُطمس ولا يُشوش.

لم يقدم "الساحر" فقط أعمالاً فنية مميزة تُزين اسمه وسيرته في غيابه ولكنه قدم أيضاً ولدين اجتمع الجميع على حبهما واحترامهما برابطة قوية مع الجميع تحمل اسمه ليظل "محمد وكريم" امتداداً طبيعياً لـ "محمود عبد العزيز" في الحياة والفن وحب الناس أيضاً وهو ما جعل اسمه يحافظ على مكانته وهالته وبريقه وكأنه لم يرحل منذ سنوات تطول ويشعر الجمهور دائماً بوجوده في غيابه ليبقى الغائب الحاضر دائماً بنفس قوته.

بعد هدوء وسكينة بذكرى عطرة لسنوات بعد الرحيل يعاد إحياء اسم "محمود عبد العزيز" من جديد ولكن هذه المرة بين أروقة المحاكم والنيابة في زلزال مفاجئ يهز الوسط الفني بعدما خرجت السيدة "بوسي شلبي" التي تعمل في مجال الإعلام بالتخصص في تغطية المهرجانات والزوجة "السابقة" للـ "الساحر" بحسب الأوراق الرسمية تعلن أن الجهات الحكومية ترفض إثبات استمرار زواجها منه في أوراقها الرسمية لعدم وجود دليل رسمي على ادعاءها سوى قسيمة طلاق رسمية وهو ما لم ترضى به "بوسي" وتوجهت للقضاء تطالب بأحقيتها بلقب "أرملة محمود عبد العزيز" واستمرت في التقاضي حتى استنفذت درجاته التي رفضت جميعها دعوتها وأقرت المحكمة بحكم رسمي نهائي منحها لقب "مطلقة" لتعود وتطعن في إمضاء "محمود عبد العزيز" على قسيمة الطلاق لتستدعي النيابة مساعد المأذون المدون اسمه على القسيمة بناء على طلب محامي "محمد وكريم" لترفض النيابة طعنها جملة وتفصيلاً بعد إقرار المساعد بصحة الطلاق لتصاب "بوسي" بصدمة وتملأ الدنيا صراخاً وعويلاً تطالب به بحقها الزوجي في "محمود عبد العزيز" وتفجر قنبلتها في وجه الجميع!

الحقيقة أنك لا تستطيع أن تلوم "محمد وكريم" على خروجهما للرأي العام بعد فصل القضاء في ادعاءات طليقة والدهما "بحكم محكمة" للدفاع عن حقهما في والدهما والرد عليها "قانوناً" وهو حقهما الأصيل في ما هما أدرى به من أي أحد وإصرارهما أنها ليست زوجة سابقة لوالدهما منذ سنوات طويلة ولا يحق لأحد أن يتهمهما بتشويه صورة والدهما بأي شكل لأنهما لم يبادرا ببيانهما ضد "بوسي" ولكنهما كانا رد فعل لما يحدث وبيانهما القانوني رداً قانونياً على حكم قضائي نهائي اختارا قبله الصمت طوال فترة التقاضي احتراماً لمنصة القضاء وانتظاراً لكلمته الفصل فمن يهاجمون "محمد وكريم" نسوا أو تناسوا أنه لن يكون هناك أحداً على وجه الأرض أكثر حباً لـ "محمود عبد العزيز" وأكثر حرصاً على سمعته من ولديه اللذان يحافظان على حقهما الشخصي والقانوني من وجهة نظرهما بعدم انتساب "بوسي شلبي" لعائلتهما واستغلال اسمه إعلامياً .. ولكن .....

هناك العديد من المواضع الغامضة في هذا الصراع الغريب من نوعه والذي ربما نصادفه للمرة الأولى يوم تفرق دم "محمود عبد العزيز" وتتولد أسئلة مهمة ومفصلية للبحث عن سبب تفجر هذه الأزمة فجأة بعد 9 سنوات من رحيل "الساحر" ...

-    لماذا تذكرت فجأة "بوسي شلبي" أنها زوجة وليست مطلقة؟  
قالت أنها ذهبت لتجديد البطاقة فرفض السجل المدني إثبات صفة "أرملة" في البطاقة رغم تأكيدها أنها كانت زوجته للنهاية وملأت الدنيا صراخاً لا يجدي أمام "بيانات السيستم" المسجل بها الطلاق بمستند رسمي لا تمتلك ضده لإدعائها مقابل سوى نفس قسيمة الطلاق!

-    كيف استمرت "بوسي شلبي" في تجديد بطاقتها قبل الواقعة لمدة 20 سنة والتعامل مع جهات حكومية في أوراق رسمية بصفة زوجة دون وجود أي مستند رسمي؟
هذا هو السؤال الأخطر والأهم الذي يحتاج لإجابة واضحة فالتعاملات الرسمية لا تتم إلا بأوراق رسمية موثقة فكيف لمطلقة 20 سنة تجدد بطاقتها وجواز السفر وفي كل تعاملاتها بصفة زوجة وهو ما سيفتح المجال أمام اختيار من اثنين .. إما "التزوير" أو التعامل الـ "حِبي" بصفتها الإعلامية واسم "محمود عبد العزيز" وهو في الحقيقة "تزوير مقنن" ولا يتم إلا بسياسة "الدرج المفتوح" وهو ما يستدعي تحقيقاً رسمياً عاجلاً في هذا الأمر معها ومع المسئولين الموقعين على أوراقها الرسمية في هذه الفترة الزمنية!

- لماذا لا تتواجد "بوسي شلبي" في إعلام الوراثة الشرعي الرسمي لعائلة "محمود عبد العزيز"؟  
وهو سؤال جوهري وهام جداً والتصور في هذا الأمر إجاباته متشابكة فقد يكون "الساحر" عندما قرر توزيع أملاكه على حياة عينه أنهى لها أية تعاملات مع "محمد وكريم" تماماً منعاً لأية صراعات تؤثر على اسمه وعليهما ولو تم الأمر بهذا الشكل فمؤكد أنه برضا كل الأطراف واتفاق بينهم على ذلك .. أو أن عدم وجودها ضمن الورثة الشرعيين لزوال الصفة الشرعية عنها كزوجة طبقاً للأوراق الرسمية وربما باعتراف أسري ضمني "عالضيق" .. وسواء كان هذا أو ذاك فالسيدة "بوسي شلبي" لم تعترض على هذا الوضع القانوني لمدة 5 سنوات حتى قررت التقاضي!


-    أما السؤال الأهم .. هل "بوسي شلبي" ظلت زوجة "محمود عبد العزيز" فعلاً أم أن هناك وجهاً آخر للحقيقة؟
خسرت "بوسي شلبي" كل درجات التقاضي وكل السُبل القانونية لإثبات رجعتها إلى عصمة زوجها بحكم نهائي بناء على ما هو أمام القاضي من أوراق ومستندات للبت فيها .. وهي الأوراق الرسمية ولكن ..

هناك عدة تصورات في وضع "بوسي" .. الأول أنها مطلقة رسمياً بقسيمة مثبتة .. أو أنها عادت "شفهياً" بغير أوراق مثبتة وهنا تبقى عودتها فقط أمام الله وليس لها الحق في مطالبة المجتمع بالاعتراف بأمر ليس له أي سند قانوني خاصة أنها هي نفسها ظلت عمراً كاملاً تحمل قسيمة طلاق تنهي موقفها القانوني والاجتماعي موافقة على هذا الوضع ولم تسعى أبداً لتصحيحه وهو ما يقره أمراً واقعاً ثبَّتته المحكمة بحكم قضائي نهائي ..
وهنا ستبحث في النوايا .. وقد تذهب لتسأل لو كان "الساحر" فعل ذلك حفاظاً على مشاعر أولاده أو غفل أصلاًعن التوثيق ...

أو أن السيدة "بوسي شلبي" عادت لزوجها بشكل عرفي وهو ما سيجعلك تطالبها بأية وثيقة تثبت ذلك وإلا كانت قدمتها للمحكمة من باب "التعلق بقشاية"!

الحقيقة أن كل الطرق تؤدي إلى منزل عائلة "محمود عبد العزيز" وحق "محمد وكريم" في الدفاع عنه وعن مكونات حياتهما بالأوراق الرسمية خاصة في وجود حكم قضائي نهائي فاصل ولا تملك "بوسي شلبي" أمام كل ذلك إلا ذكرياتها من صور وحكايات وشهادات أصدقاءها من الوسط يوم تفرق دم "محمود عبد العزيز" من عينة "قالوله" ..

"قالوا قصادنا .. قالوا لفلان .. قالوا لعلان .. قالوا مسافرين .. قالوا قاعدين ..." وقالت في لقاء معه " زوجي العزيز".. ولو كان إقرار الزواج بهذه الجملة فيمكن للطرف الثاني إقرار الانفصال بجملة الرد منه بعد صمته لحظة "أهلاً وسهلاً" فلم يقابلها بأية حميمية وعندما ختمت لقائها بحضن وقبلة لا علاقة لهما بأية مهنية مما يعكس أنها كانت رغبة صريحة ومتعمدة منها في إثبات حالة!

أما محاولة الترويج من بعض صديقاتها الفنانات أن المشكلة تفجرت بسبب قطعة أرض لم يتم توزيعها خرج "محمد" لينفيها تماماً حتى اللحظة ويؤكد توزيع "الساحر" لكل الممتلكات قبل وفاته والتأكيد على عدم وجودها في إعلام الوراثة" بالإضافة لحكم قضائي نهائي يؤكد صفتها كمطلقة بتاريخ الوثيقة الرسمية.

صراع غريب من نوعه يحاول فيه "محمد وكريم محمود عبد العزيز" الرد بعقلانية في إطار قانوني وقطعاً هناك حلقة مفقودة خافية علينا لكنها مؤكد ليست خافية على أطراف الصراع ففي الوقت الذي يحاول المحيطون بهما دفعهما للتراجع عن الرد بدعوى أن ذلك يسيء لاسم والدهما إلا أنهما يؤكدان أنهما بذلك يحافظان فعلاً على اسمه ولم يكونا يريدا وصول الأمر لهذه النقطة فربما يقبضا على القطعة الناقصة في الصورة وهو الحفاظ الحقيقي على اسم "الساحر"!

رحم الله النجم "محمود عبد العزيز" أحد أساطير وعلامات الفن المصري الذي ودعه الجميع في رحيله قائلاً "أرقد في سلام" ولكن يبدو أن هناك من لا يريد له هذا السلام في مرقده!   
 

search