الإثنين، 12 مايو 2025

01:12 م

الإعلان خلال ساعات.. حماس وواشنطن تقتربان من هدنة جزئية في غزة

مخيمات النازحين

مخيمات النازحين

محمد لطفي أبوعقيل

A .A

كشفت وكالة "رويترز" نقلاً عن مسؤول فلسطيني، أن حركة "حماس" تُجري محادثات مع الإدارة الأمريكية بهدف التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، تشمل إدخال مساعدات إنسانية، وسط تحركات دبلوماسية مكثفة تقودها كل من مصر وقطر، بمتابعة مباشرة من مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين.

أجواءً من التفاؤل غير المسبوق

وأفادت مصادر من "حماس" بأن المفاوضات الجارية حاليًا تشهد أجواءً من التفاؤل غير المسبوق، مرجحة إمكانية إعلان اتفاق خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة، إذا ما تم التوافق على البنود المطروحة في الوقت الراهن، وفقًا لصحيفة "الشرق الأوسط".

وأكدت المصادر أن الإدارة الأمريكية تركز على التوصل إلى اتفاق مرحلي جزئي، فيما تصر قيادة "حماس" على أن يتضمن الاتفاق نصًا واضحًا بضمانة أمريكية مباشرة، وتحديدًا من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، يتعهد بالمضي نحو مرحلة ثانية تهدف إلى إنهاء الحرب بالكامل، دون السماح لإسرائيل بنقض الاتفاقيات كما حدث في وقت سابق.

إفشال مخططات إسرائيل

وأعربت "حماس" عن تفاؤلها بإمكانية التوصل إلى اتفاق من شأنه إفشال مخططات إسرائيل، الرامية إلى ترحيل السكان إلى رفح، وتوسيع نطاق الحرب البرية وتشديد الحصار على القطاع.

وتوضح المصادر أن الوفدين المصري والقطري قدما مجموعة كبيرة من المقترحات، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف، في ظل دعم أمريكي واضح، معتبرة أن الوصول إلى اتفاق جزئي قد يمهد الطريق نحو مرحلة ثانية أكثر شمولًا، تشمل وقفًا كليًا للعدوان، شريطة أن تُظهر تل أبيب وواشنطن مرونة وتفهمًا لمطالب فصائل المقاومة.

نقاط الخلاف.. مدة التهدئة وطبيعة صفقة الأسرى

بحسب مصادر من فصائل فلسطينية مطلعة على تفاصيل المفاوضات، فإن الخلافات الراهنة تدور حول مدة وقف إطلاق النار، التي جرى تقليصها من ستة أشهر إلى نحو 90 يومًا أو أقل، مقابل الإفراج عن 13 أسيرًا إسرائيليًا على قيد الحياة.

وترفض الفصائل الفلسطينية قصر صفقة التبادل على الأسرى الأحياء فقط، وتطالب بأن تشمل أيضًا جثامين الأسرى الإسرائيليين المحتجزين، ما يتيح امتلاك ورقة ضغط للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي يفترض أن تتناول هدنة طويلة الأمد وإنهاء الحرب.

كما طرحت "حماس"، بصفتها ممثلة للفصائل الفلسطينية، رؤية متكاملة لصفقة شاملة، تتضمن الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي دخلتها منذ الثاني من مارس الماضي، إلى جانب إدخال مساعدات إنسانية عاجلة، ووقف إطلاق نار لا يقل عن خمس سنوات، وتشكيل لجنة مؤقتة لإدارة قطاع غزة، تمهيدًا لتحقيق مصالحة وطنية شاملة تعيد ترتيب البيت الفلسطيني.

قضايا مؤجلة وملفات المرحلة الثانية

وتشير "حماس" إلى أن الملفات الكبرى مثل سلاح المقاومة، وهيكل القوة العسكرية، وترتيبات "اليوم التالي للحرب"، ستكون محل نقاش معمق خلال المرحلة الثانية من التفاوض، وأن هناك محاولات حالية لصياغة مبادئ تفاوضية عامة، تمهيدًا للانتقال نحو حل سياسي طويل الأمد.

ضغوط أمريكية على إسرائيل وتنسيق إقليمي مكثف

وأكدت المصادر أن هناك إشارات جدية من الجانب الأمريكي نحو ممارسة ضغوط فعلية على إسرائيل لدفعها نحو التوصل إلى اتفاق، في ظل مساعٍ حثيثة من الوسطاء المصريين والقطريين لدفع واشنطن للعب دور أكثر تأثيرًا.

وفي هذا السياق، يُسجَّل تنسيق مصري - قطري عالي المستوى، حيث لم يغادر الوفد المصري الدوحة منذ عدة أيام، وهو ما تسبب في تأجيل الاجتماعات المرتقبة للفصائل الفلسطينية التي كان من المفترض أن تُعقد في القاهرة.

search