الخميس، 26 يونيو 2025

07:29 م

على خط دبلوماسي.. بكين ترفض ذريعة "الناتو" في آسيا والمحيط الهادئ

صورة تذكارية لزعماء حلف الناتو

صورة تذكارية لزعماء حلف الناتو

نهى رجب

A .A

بين دفوف التصعيد الغربي وطبول المواجهة، يرفع حلف الناتو من نفقاته العسكرية، واضعًا الصين وروسيا في مرمى الاتهامات بالتهديد للأمن الدولي.

في المقابل، تتحرك بكين على خط دبلوماسي دقيق، محاولة الخروج من إطار “العدو” الذي رسمته لها قمة لاهاي، حيث ترفع الصين شعار التنمية والتعاون، رافضة الانجرار إلى لعبة الاصطفافات.

الصين تعارض استخدام “الناتو” بكين ذريعة للتوسع

وبحسب “فوكس نيوز”، عارضت الصين، اليوم الخميس، إقدام حلف شمال الأطلسي “الناتو” على استخدامها كذريعة لتوسيع نفوذه في آسيا والمحيط الهادئ.

وجاء هذا ردًا على تصريحات الأمين العام للناتو، مارك روته، الذي قال إن الحلف يرفع إنفاقه العسكري لمواجهة تهديدات بكين وموسكو، مؤكدًا على مواصلة دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا.

“الناتو” ينفق 5% على الدفاع

وكان أعضاء “الناتو”، تعهدوا أمس الأربعاء، بإنفاق 5% من الناتج المحلي على الدفاع بحلول عام 2035، مؤكدين مجددًا التزامهم بالدفاع الجماعي، قائلين إن "الهجوم على أي عضو يُعد هجومًا على الجميع".

وفي الإعلان الصادر عنهم، حيث انعقاد القمة في مدينة لاهاي بهولندا، أوضح قادة الحلف أن التعهد الدفاعي يشمل استثمارات لا تقل عن 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي سنويًا في متطلبات الدفاع الأساسية.

كما تعهدوا بإنفاق ما يصل إلى 1.5% إضافية من الناتج المحلي الإجمالي على نفقات أمنية، تشمل حماية البنية التحتية الحيوية، وتعزيز القاعدة الصناعية الدفاعية للحلف.

وأكد قادة الناتو أن هذه الاستثمارات ضرورية لمواجهة ما وصفوه بـ"التهديدات الأمنية الهائلة"، في إشارة خاصة إلى "التهديد طويل الأمد الذي تمثله روسيا على الأمن الأوروبي الأطلسي"، إضافة إلى "الخطر المستمر للإرهاب".

وكان الحد الأدنى للإنفاق الدفاعي المعتمد حتى الآن هو 2% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو هدف تم الاتفاق عليه عام 2014 ولم يتحقق بالكامل إلا خلال العام الجاري.

الصين تلتزم بـ3 مبادئ في علاقاتها مع أمريكا

وكانت وزارة الخارجية الصينية، دعت إلى ضرورة بناء الثقة وتنظيم العلاقات الثنائية بين واشنطن وبكين.

ونقل الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الصينية، عن وزيرها وانج يي، تأكيده أن الصين تلتزم بثلاثة مبادئ أساسية في علاقاتها مع الولايات المتحدة، وهي الاحترام المتبادل، التعايش السلمي، والتعاون المربح للطرفين، مشيرًا إلى أهمية بناء سردية جديدة تنظم التفاعل والتبادل بين القوتين العالميتين في المرحلة المقبلة.

تعزيز الشراكة الدفاعية بين الصين وروسيا

وعلى صعيد العلاقات الثنائية بين الصين وروسيا، أشاد وزير الدفاع الروسي، أندريه بيلاووسوف، خلال اجتماعه، مع نظيره الصيني دونج جون، أمس الأربعاء، بمستوى العلاقات بين البلدين.

وقال بيلاووسوف: "تشهد العلاقات الودية بين روسيا والصين، تطورًا متصاعدًا في جميع المجالات، وهي في مستوى عالِِ غير مسبوق".

وتابع بيلاووسوف: "تلعب الاتصالات القائمة على الثقة بين رئيسي البلدين، دورًا محوريًا في تعزيز علاقاتنا الاستراتيجية، ونحن عازمون على تنفيذ جميع الاتفاقات التي تم التوصل إليها".

وأشار إلى أن "الجانب الروسي يتوقع تعاونًا وثيقًا ومثمرًا مع الجانب الصيني، بما في ذلك في إطار منظمة "شنغهاي للتعاون"، معربًا عن ثقته بأن “المحادثات ستسهم في تعزيز الشراكة الاستراتيجية الثنائية في المجال الدفاعي”.

فرض رسوم جمركية على إسبانيا

وعلى الصعيد ذاته، هاجم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إسبانيا بعد رفضها زيادة النفقات الدفاعية إلى 5% من ناتجها المحلي الإجمالي في إطار حلف الناتو.

وهدد ترامب، إسبانيا، خلال مؤتمر صحفي في ختام قمة “الناتو”، أمس الأربعاء: "نجري مع إسبانيا مفاوضات حول صفقة تجارية، وسنجبرها على دفع ضعفي الثمن، وأنا أقول ذلك بجدية".

وأضاف: "سيضطرون للتعويض عن ذلك في مجال التجارة، لأنني لن أسمح بذلك. وهذا أمر غير عادل"، مشيرًا إلى أنه سيجري مباحثات مع إسبانيا  بهذا الخصوص.

وقال ترامب: "عليهم الانضمام إلى جميع الدول (في الناتو) التي تدفع 5%"، واصفًا رفض إسبانيا زيادة النفقات الدفاعية بأنه “أمر فظيع”، موضحًا  أن الاقتصاد الإسباني "بحالة جيدة جدًا".

بدوره، أعلن رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، أن استثمارات بلاده في القطاع الدفاعي تعتبر "كافية وواقعية"، مشيرًا إلى أن بلاده ستخصص 2.1% فقط من ناتجها المحلي الإجمالي للنفقات الدفاعية.

search