الأربعاء، 14 مايو 2025

09:56 ص

غزة تحت النار والجوع.. تقرير دولي يكشف تفاصيل مريرة عن كارثة وشيكة

تقرير يؤكد أن غزة تواجه خطر إعلان المجاعة

تقرير يؤكد أن غزة تواجه خطر إعلان المجاعة

حذر تقرير لخبراء في الأمن الغذائي، اليوم، من أن قطاع غزة يواجه خطرًا وشيكًا بالمجاعة إذا لم ترفع إسرائيل حصارها المتواصل وتوقف عملياتها العسكرية.

وأكد التقرير الأممي الصادر عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) وهو مرجعية دولية معتمدة لتقييم شدة الأزمات الغذائية أن المجاعة التامة باتت السيناريو الأكثر احتمالًا في حال استمرار الوضع الراهن.

جوع كارثي

وأفاد التقرير بأن نحو 477 ألف فلسطيني أي حوالي 22% من سكان قطاع غزة يعانون مستويات "كارثية" من الجوع، بينما يواجه مليون شخص آخر نقصًا حادًا في الغذاء ضمن مرحلة "الطوارئ"، وفق التصنيفات الدولية. 

ويعتمد سكان غزة البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة اعتمادًا شبه كلي على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة بعدما دمرت الحملة العسكرية الإسرائيلية معظم البنية التحتية لإنتاج الغذاء في القطاع.

نفاد مخزون الطعام

وفي ظل تدهور الأوضاع، لم يتبق أمام السكان سوى المطابخ الجماعية كمصدر للطعام، إلا أنها بدورها تُغلق أبوابها بسبب نفاد الإمدادات، ويتدافع الآلاف يوميًا حاملين أوانيهم في طوابير تمتد لساعات أملًا في الحصول على وجبة تحتوي على العدس أو المكرونة.

في سياق ذي صلة، تقول ريهام شيخ العيد التي كانت تنتظر أمام أحد المطابخ العامة: "نقف لساعات تحت الشمس ونغادر بلا شيء... الطعام لا يكفي الجميع".

استخدام الجوع كسلاح حرب

فيما قال محلل الأمن الغذائي في مجموعة الأزمات الدولية، كريس نيوتن، إن غياب إعلان رسمي عن المجاعة لا ينفي الواقع القاسي الذي يعيشه السكان. 

وأضاف: "تستخدم الحكومة الإسرائيلية التجويع كأداة في محاولتها لتدمير حماس وإعادة تشكيل القطاع".

إسرائيل تشترط نظام مساعدات جديد

في المقابل، لم يصدر تعليق رسمي من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على التقرير في حين ادعى الجيش الإسرائيلي أن المساعدات دخلت غزة خلال هدنة سابقة انتهت في مارس.

ومن جانبها، طالبت إسرائيل بتطبيق نظام جديد لتوزيع المساعدات يخضع لرقابتها متهمة حركة “حماس” باختلاس الإمدادات.

لكن الأمم المتحدة تنفي أي تحويل كبير للمساعدات، معتبرة أن الخطة الإسرائيلية تعوق الاستجابة الإنسانية، وتُسهم في استخدام المساعدات كسلاح سياسي. كما ترفض المنظمة حتى الآن المشاركة في خطة تقودها الولايات المتحدة قائلة إنها لا تفي بالمعايير الإنسانية.

أزمة إنسانية عميقة خلفتها الحرب

وبدأت الأزمة عقب الهجوم غير المتوقع  الذي شنته حركة "حماس" في 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل وأسر 251 رهينة. 

وفي المقابل، ردت إسرائيل بشن حرب عنيفة شاملة أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 52 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة.

غزة تجاوزت أحد معايير إعلان المجاعة

من ناحية أخرى، نشر تقرير الأمن الغذائي معايير إعلان المجاعة، وقال إن غزة تجاوزت أحدها، حيث يعتمد إعلان المجاعة رسميًا على ثلاثة معايير أساسية، وهي أن تعاني 20% من الأسر من نقص حاد في الغذاء وأن يكون 30% من الأطفال دون الخامسة مصابين بسوء تغذية حاد، وأخيرًا أن تبلغ معدلات الوفيات شخصين يوميًا لكل 10 آلاف أو أربعة أطفال يوميًا لكل 10 آلاف طفل.

وبحسب التقرير، فإن غزة تجاوزت الشرط الأول بالفعل بينما لم تصل بيانات سوء التغذية والوفيات إلى العتبات اللازمة بعد رغم أن الخبراء يحذرون من أن آثار الجوع تظهر تدريجيًا.

search