الثلاثاء، 13 مايو 2025

02:29 م

27 سنة بدون شهادة ميلاد.. معاناة أسرة بلا أوراق

الطفلين

الطفلين

في أروقة الدولة، حيث تعتبر الأوراق الرسمية بمثابة جواز المرور إلى الحياة، يعيش العديد من الأشخاص بعيدًا عن دائرة الاعتراف، فهم يفتقرون إلى بطاقة هوية أو شهادة ميلاد، وحتى حق الدفن بكرامة، خلف قصصهم تكمن تفاصيل مؤلمة، تبدأ بخطأ بسيط أو غياب في المسؤولية، وتنتهي بحياة كاملة "خارج السجل".

من عمق هذه المعاناة، شارك المهندس رامي الجبالي، مؤسس صفحة "أطفال مفقودة"، قصة مؤلمة تُعد واحدة من العديد من القصص التي تكشف جانبًا خفيًا من الحياة. 

بداية القصة

كتب الجبالي عبر صفحته على “فيسبوك”، حيث أشار إلى أن سيدة تواصلت معه وأخبرته بأنها وأطفالها بلا أوراق ثبوتية، ما يعني أنهم لا يملكون ما يثبت أنهم على قيد الحياة، وأنه في حال وفاة أي منهم، لن يتمكنوا من دفنه.

حياة في الشارع

وأشار إلى أن القصة بدأت قبل 27 عامًا عندما أنجبت سيدة طفلة من شخص يُدعى "عثمان" بعقد زواج رسمي، لكن فجأة، اختفى الرجل، ودخلت السيدة مستشفى العباسية للأمراض النفسية، حيث قضت 15 عامًا، وبعد خروجها، لم يكن لديها مكان لتعيش فيه، فاضطرت للعيش في الشار مع ابنتها.

وتابع، أن شقيقتها، عندما رأت حالتها، قررت أن تأخذها وابنتها لتعيش معهما، وظلوا معًا حتى بلغت الفتاة 15 عامًا، لكن القدر لم يمهلهم، وتوفيت الخالة.

محاولات فاشلة

وأضاف أن الأم واصلت حياتها مع ابنة أختها وابنتها الصغيرة، وتحسنت حالتها النفسية والتحقت بعمل، لكن الفتاة، مع تقدمها في العمر، كانت تحاول استخراج شهادة ميلاد لتتمكن من العيش مثل الآخرين، لكن للأسف، كانت جميع الأبواب مغلقة.

وأوضح: “لم يكن هناك أي وثيقة تثبت وجودها، ولا معلومات عن والدها عثمان، ولا العائلة تعرف عنها شيئًا، الأم الوحيدة التي تمتلك شهادة زواج وشهادة وفاة الزوج، لكن لا يوجد أي مستند يثبت أن الطفلة وُلدت أصلاً”.

زواج عرفي

وأكمل: “تزوجت الفتاة منذ 7 سنوات بعقد عرفي، وحاول زوجها الحصول على أوراق رسمية لتوثيق وضعهم وتمكينهم من استخراج أوراق لأبنائهم، لكن جميع محاولاته باءت بالفشل، حتى اليوم، لا يزال يسعى لتحقيق ذلك”.

أنجبت الأم طفلين، ولد يبلغ من العمر 6 سنوات وبنت تبلغ 3 سنوات، وكلاهما لا يمتلك أوراقًا رسمية، نظرًا لعدم وجود أوراق للأم نفسها، وهذا يعني أنه لا توجد تطعيمات أو مدارس، ما يؤثر سلبًا على حياتهم.

أمل أخير

وناشد الجبالي، النيابة العامة ونجدة الطفل لمساعدة هذه الأم في استخراج أوراق ثبوتية، حتى يتمكن أبناؤها من العيش بشكل طبيعي وتستطيع هي أيضًا تحسين ظروف حياتها.

search