الأربعاء، 14 مايو 2025

09:14 ص

مُنتجات ثورية بتصميمات غير مسبوقة من أبل قريبًا

آيفون

آيفون

تستعد شركة "أبل" لبدء فصل جديد في مسيرتها الطويلة بسوق التكنولوجيا، من خلال تبني استراتيجية جديدة تركز على طرح منتجات ذات تصميمات ثورية، في ظل مؤشرات لتراجع ملحوظ في وتيرة الابتكار لديها مقارنةً بالعقود السابقة، وهو ما انعكس سلبًا على أدائها المالي ومبيعاتها الأساسية.

ووفقًا لما ذكرته وكالة "بلومبرج"، تواجه الشركة تحديات متنامية، تشمل تصاعد المنافسة العالمية، وتغيرات هيكلية في قطاع التكنولوجيا، إضافة إلى ضغوط تنظيمية متزايدة على المستوى الدولي، فيما تستعد لإطلاق حزمة من المنتجات المبتكرة بحلول عام 2027.

انخفاض الابتكار وتراجع الإيرادات

وطرحت "أبل" مؤخرًا مجموعة من الأجهزة مثل "آيفون 16" و"أبل ووتش 10"، إلى جانب إصدارات جديدة من أجهزة "ماك"، ورغم أن هذه المنتجات حافظت على الجودة المعهودة، إلا أنها لم تحقق الطفرة التي اعتاد عليها جمهور الشركة في السنوات الماضية.

وفي الوقت نفسه، شكّل إطلاق نظارة "Vision Pro" أول دخول حقيقي لـ"أبل" في مجال الواقع المعزز، إلا أن المنتج لم يحقق انتشارًا واسعًا كما كان متوقعًا، مما دفع الشركة إلى تقليص حجم الإنتاج بسبب تراجع الطلب.

تراجع المبيعات وتأخر الذكاء الاصطناعي

وفي السوق الصينية، انخفضت مبيعات "آيفون" بنسبة 16% خلال الربع الأول من عام 2025، في ظل منافسة قوية من شركات محلية مثل "هواوي" و"شاومي" التي تقدم أجهزة بمواصفات عالية وأسعار أقل، مدعومة بتقنيات متقدمة في الذكاء الاصطناعي، كما سجلت مبيعات "أبل ووتش" تراجعًا بنسبة 14% خلال العام الماضي، ما يعكس ضعفًا في الطلب.

أما على صعيد الذكاء الاصطناعي، فتبدو "أبل" متأخرة مقارنة بمنافسين مثل "جوجل" و"ميتا" و"OpenAI"، لا سيما في ما يتعلق بتطوير المساعد الصوتي "Siri"، الذي تأجل تحديثه بالاعتماد على نماذج لغوية ضخمة حتى عام 2026.

وأثناء شهادته أمام محكمة مكافحة الاحتكار في قضية ضد "جوجل"، أعرب إيدي كيو، رئيس قسم الخدمات في "أبل"، عن قلقه من تكرار مصير شركات تكنولوجية كبرى سابقة مثل "HP" و"Sun Microsystems"، قائلًا إن بقاء "أبل" كعلامة بارزة في السوق بعد 10 أو 20 عامًا ليس مضمونًا، وقد لا يكون هناك حتى حاجة لهاتف آيفون في المستقبل، مهما بدا هذا السيناريو مستبعدًا حاليًا.

خطة استراتيجية للابتكار بحلول 2027

وعلى الرغم من التحديات، تعمل "أبل" على تنفيذ خطة طموحة تهدف إلى إطلاق جيل جديد من المنتجات المبتكرة بحلول عام 2027، احتفالًا بالذكرى العشرين لإطلاق أول هاتف "آيفون".

ويشمل هذا التحول إطلاق هاتف "آيفون" قابل للطي بتصميم فريد يخفي الانحناءات المعتادة، لتوفير تجربة أكثر سلاسة، كذلك، تعتزم الشركة طرح إصدار خاص من "آيفون" يعتمد بشكل أكبر على الزجاج، دون وجود فتحات ظاهرة على الشاشة، احتفالًا بالذكرى العاشرة لإصدار "آيفون X" الذي دشّن تصميم الهواتف ذات الشاشة الكاملة.

وتسعى "أبل" أيضًا إلى دخول سوق النظارات الذكية خلال العامين المقبلين، عبر جهاز يعتمد على شرائح معالجة داخلية مطورة خصيصًا لتوفير تجربة واقع معزز عالية التفاعل، تنافس من خلالها نظارات “Meta Ray-Ban”، وستدمج هذه النظارات مزايا "Apple Intelligence" للحصول على معلومات من البيئة المحيطة، شبيهة بميزة "Visual Intelligence" في هواتف "آيفون".

ابتكارات ذكية وتوسّع تقني

كما تعمل الشركة على تطوير إصدارات متقدمة من ساعات "أبل ووتش" وسماعات "AirPods"، مزودة بكاميرات وأجهزة استشعار تسمح لها بجمع البيانات من البيئة، مما يجعلها أدوات ذكية متنقلة.

وفي خطوة أخرى جريئة، تخطط "أبل" لدخول سوق الروبوتات المنزلية، من خلال جهاز جديد يحتوي على ذراع آلية ومساعد رقمي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، ليكون بمثابة مركز تحكم ذكي للمنزل.

وتشمل خطة التطوير كذلك تحديث المساعد الصوتي "Siri" ليعتمد على نماذج لغوية ضخمة (LLMs)، ما يمنحه قدرة أعلى على التفاعل والفهم والتجاوب مع المستخدمين، وهو ما من شأنه تعزيز مكانة "أبل" في سباق الذكاء الاصطناعي.

الاستثمار بالمستقبل وسرعة التنفيذ

وعلى الرغم من أن قطاع الأجهزة بشكل عام يواجه صعوبات في تحقيق قفزات ابتكارية، تظل "أبل" من الشركات القليلة القادرة على الاستثمار في التقنيات المستقبلية بفضل مواردها الهائلة وخبراتها الطويلة، فضلًا عن قدرتها على الاستحواذ على شركات ناشئة لتعزيز الابتكار.

لكن بحسب محللي الصناعة، فإن نجاح "أبل" في هذه المرحلة سيعتمد على مدى سرعة تنفيذ هذه الاستراتيجية، ومدى قدرتها على التكيّف مع التحولات السريعة في السوق العالمية.

search