السبت، 02 أغسطس 2025

06:39 ص

"عدو المرأة".. فضيحة مدوية تُطيح بسفير نمساوي

توماس أوبررايتر

توماس أوبررايتر

أعلنت وزارة الخارجية النمساوية استقالة سفير البلاد لدى الاتحاد الأوروبي، توماس أوبررايتر، بعد مزاعم بتورطه في إدارة مدونة إلكترونية تحتوي على محتوى معادٍ للنساء وتفاصيل صادمة عن حالات اغتصاب واعتداءات جنسية، نشرت تحت اسم مستعار أنثوي.

إعفاء لأسباب شخصية

ووفقًا لما ورد في صحيفة “تليجراف” قالت الوزارة في بيان مقتضب إن أوبررايتر صاحب الـ59 عامًا طلب إعفاءه من مهامه لأسباب شخصية، وقد وافق وزير الخارجية ألكسندر ماينل رايزنجر على ذلك، مضيفة أنها لا تستطيع الإدلاء بمزيد من التفاصيل حرصًا على حماية البيانات، مؤكدة أن البيان لا يعد تأكيدًا للاتهامات.

مدونة معادية للنساء

فيما كشفت صحيفة دير ستاندرد النمساوية أن السفير هو المؤلف الفعلي للمدونة التي كانت تمزج بين وقائع واقعية وسرد خيالي، وتضمنت منشورات تحمل طابعًا جنسيًا صريحًا وعنيفًا في كثير من الأحيان، كما نشرت بعض المقالات خلال أوقات العمل، وتم تعقب المدونة إلى موقع وزارة الخارجية في فيينا، وفقًا لتقارير محلية.

إحدى المقالات التي عثر عليها في النسخة المؤرشفة من الموقع تحكي قصة امرأة تعرضت لاعتداء جنسي في ملهى ليلي، بينما تتضمن منشورات أخرى سردًا صادمًا يفتقر إلى أي حس إنساني تجاه ضحايا العنف الجنسي.

توماس أوبررايتر

ويشار إلى أن أوبررايتر، الذي ينفي الاتهامات بحسب ما نقلته الصحيفة، عمل في وزارة الخارجية النمساوية لنحو 30 عامًا، وتولى مناصب رفيعة أبرزها رئاسة مكتب وزير الخارجية السابق ألكسندر شالينبيرج، كما كان يشغل منصب الممثل الدائم للنمسا في بروكسل ويعد من أبرز المساهمين في رسم سياسات البلاد داخل الاتحاد الأوروبي.

تسريبات توماس أوبررايتر

وتعود أولى التسريبات إلى موقع التحقيقات النمساوي "Fass ohne Boden" الذي يديره المستشار السياسي السابق ألكسندر سورويك، ما منح القضية بعدًا سياسيًا، خصوصًا وأن أوبررايتر ينطر إليه كأحد المحسوبين على حزب الشعب النمساوي المحافظ.

ولا تزال القضية تثير جدلاً واسعًا في الأوساط الدبلوماسية والسياسية في النمسا، وسط مطالب بتحقيق شفاف ومحاسبة في حال ثبوت الاتهامات.

search