الجمعة، 01 أغسطس 2025

05:13 م

هياكل غامضة تشعل جدل أتلانتس من جديد.. هل عُثر على المدينة المفقودة؟

هياكل  غارقة تحت الماء

هياكل غارقة تحت الماء

تقى أيمن

A .A

في عام 2001، كشفت المهندسة البحرية بولينا زيليتسكي وزوجها بول وينزويج من شركة الاتصالات الرقمية المتقدمة "ADC"، أنهما عثرا على مجموعة من الهياكل الحجرية على عمق يزيد عن 2000 قدم تحت الماء بالقرب من كوبا، وهي جزيرة في منطقة الكاريبي.

أهرامات وهياكل دائرية

وأظهرت عمليات مسح السونار للمنطقة ما يشبه العديد من الأهرامات، والهياكل الدائرية، وغيرها من المباني التي يبدو أنها تنتمي إلى مدينة مفقودة في منطقة البحر الكاريبي، بحسب موقع "ديلي ميل".

وصرح زيليتسكي بعد الاكتشاف: "إنه بناء رائع ويبدو وكأنه كان من الممكن أن يكون مركزًا حضريًا كبيرًا"، وأشار الباحثون إلى أن المدينة الغامضة قد يكون عمرها أكثر من 6000 عام، مما يجعلها أقدم بكثير من الأهرامات المصرية.

وأضاف بولينا زيليتسكي في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عام 2001، "سيكون من غير المسؤول على الإطلاق أن نقول ما حدث قبل أن يكون لدينا أدلة".

الهياكل المكتشفة

ولكن لسوء الحظ، لم يتم جمع المزيد من الأدلة، حيث لم يتم إرسال رحلة متابعة إلى شبه جزيرة جواناهاكابيبيس في كوبا.

واعترف الجيولوجي الكوبي مانويل إيتورالدي فينينت، من متحف التاريخ الطبيعي، بأن هذه الهياكل "غريبة للغاية"، لكنه أكد أن العمق يشكل مشكلة كبيرة.

وأكد لصحيفة “واشنطن بوست” أن هذه الاكتشافات غريبة ولم يشاهد مثلها من قبل، كما أنه لا يكون أي تفسير لهذه الاكتشافات.

وقدر إيتورالدي أن الأمر سيستغرق ما يصل إلى 50 ألف عام حتى يغرق قاع البحر إلى هذا المستوى، وهو وقت مبكر للغاية عن أي حضارة متقدمة معروفة.

تشكيك واسع حول المدينة الغارقة

رغم أهمية الاكتشاف إلا أن الغموض ازداد بعد العثور على ما يعتقد أنه مدينة مفقوده تحت الماء، وما زاد من غرابة الموقف أنه لم يعد أحد لفحص الموقع واستكمال الأبحاث الميدانية لمدة تجاوزت العقدين، ما أثار العديد من علامات الاستفهام.

وكان من أبرز العوائق أمام استكمال الابحاث، هو استمرار تشكيك العلماء الذين قالوا إن الموقع لا يمكن أن يكون مدينة غارقة بالفعل، مؤكدين أن نزولها لهذا المستوى تحت سطح الماء يستغرق نحو 50 ألف عام، ما يجعل الفرضية غير منطقية.

وفي المقابل ذهب منتقدون آخرون إلى أن الهياكل المكتشفة ليست إلا تكوينات صخرية طبيعية، مشككين في صحة صمود مدينة بأكملها تحت الماء حتى وإن غرقت نتيجة كارثة زلزالية ضخمة.

هل هذه هي أتلانتس؟

ومؤخرًا عادت صور الهياكل البحرية لتنتشر على وسائل التواصل، حيث تداولها عدد كبير باعتبارها دليل على العثور على أنقاض أتلانتس المفقودة، المدينة الاسطورية التي لطالما حيرت المؤرخين والباحثين.

وأثار ظهور هذه الصور تساؤلات جديدة بين مستخدمي مواقع التواصل، حول السبب الحقيق وراء التوقف المفاجئ عن البحث في هذا الموقع الغامض، وقد ذهب البعض إلى ما هو أبعد من ذلك، مدعين أن هذه المدينة قد تكون أقدم من الحضارة المصرية، وأنه ربما جرى التستر على الاكتشاف  لإخفاء ما قد يغير التاريخ المعروف.

مدينة كوبا المفقودة غير حقيقية

وعلى الرغم من التكهنات المنتشرة حول وجود مؤامرة أثرية، فقد زعم العلماء أن هناك أسبابًا مشروعة تجعل مدينة كوبا المفقودة غير حقيقية.

واتفق مايكل فوجت، خبير الآثار تحت الماء في جامعة ولاية فلوريدا ، مع هذا الرأي وأعرب عن شكوكه في أن هذه الهياكل من صنع الإنسان.

وقال فوجت لصحيفة "صن سينتينيل"، أنه سيكون من الرائع لو كان زيليتسكي وواينزويج محقين، لكن الأمر سيكون متقدمًا جدًا بالنسبة لأي شيء سنراه في العالم الجديد خلال تلك الفترة الزمنية، هذه الهياكل خارجة عن زمانها ومكانها".

وزعم علماء آخرون أن هذه التكوينات ربما تكون عبارة عن هياكل صخرية طبيعية.

ورغم الشكوك، لا يزال الاكتشاف يغذي نظريات المؤامرة على الإنترنت، إذ كتب أحد الأشخاص على موقع "X" تدوينه “الحضارات التي كانت موجودة قبل العصر الجليدي، ربما كان هناك حضارات متعددة نشأت ثم انهارت)”.

وزعم آخر: "هناك الكثير من التاريخ المخفي أجده مثيرًا للاهتمام كل ما تعلمناه كذب"، كما أُلقي باللوم على مشاكل التمويل والسيطرة الصارمة التي تفرضها كوبا على البعثات الاستكشافية الأجنبية في عدم إجراء المزيد من التحقيقات .

search