الأربعاء، 14 مايو 2025

10:20 م

بعد عقد من الحظر.. تايلاند تتجه لتقنين السجائر الإلكترونية

السجائر الإلكترونية

السجائر الإلكترونية

حسن راشد

A .A

حظى تقرير اللجنة الخاصة المكلفة بدراسة تنظيم السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المسخن، بدعم غالبية أعضاء البرلمان التايلاندي، ما يعد خطوة حاسمة نحو تقنين هذه المنتجات، في ظل تزايد معدلات استخدامها، خاصة بين الشباب.

وأيد 26 من أصل 35 عضوًا في اللجنة البرلمانية أحد الخيارين الداعيين إلى إنهاء الحظر الحالي لصالح تقنين وتنظيم السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المسخن، سواء بشكل جزئي أو شامل، ومن المنتظر رفع التقرير إلى مجلس الوزراء لمزيد من الدراسة واتخاذ القرار النهائي.

حظر لأكثر من عقد

وقال ممثل مستخدمي السجائر الإلكترونية ومالك صفحة “رجل الدخان” على “فيسبوك”، ساريت سيتثيسيريشون، إن التقرير يشكل تحولًا محوريًا في السياسات المعتمدة تجاه السجائر الإلكترونية، التي ظلت محظورة في تايلاند لأكثر من عقد.

وأضاف: "رغم الحظر، لم تنخفض معدلات الاستخدام، بل زادت بمعدل عشرة أضعاف خلال عامين فقط، ما يؤكد فشل هذا النهج ويبرز الحاجة إلى تشريع منظم بدلًا من حظر غير فعال".

ثلاث خيارات مطروحة

وقدمت اللجنة في تقريرها ثلاث خيارات للسياسة العامة، هي: الإبقاء على الحظر القائم، أو تقنين وتنظيم منتجات التبغ المسخن فقط، أو تقنين وتنظيم السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المسخن معًا.

ونال الخياران الثاني والثالث دعم الغالبية، ما يشير إلى رغبة في تبني نهج تنظيمي مشابه لما هو مطبق في أكثر من 80 دولة حول العالم.

ولفت سيتثيسيريشون، إلى أن دولاً مثل نيوزيلندا والنرويج اتبعت سابقًا نهج الحظر، لكنها عدلت سياساتها لاحقًا بعد ظهور دلائل على فشل الحظر في الحد من الاستخدام، خصوصًا بين الشباب. 

وأشار إلى أن النقاشات داخل اللجنة البرلمانية أتاحت فرصًا متكافئة للمؤيدين والمعارضين لعرض وجهات نظرهم، لافتًا إلى أن اللجنة اعتمدت على البيانات الواقعية والدلائل العلمية، رغم محاولات بعض المنظمات غير الحكومية التأثير على النقاش من خلال حملات إعلامية للإبقاء على الحظر.

وتابع: "نُثمّن القرار الجريء الذي اتخذه البرلمان، القائم على الواقع وليس على التهويل أو المعلومات المضللة، ونأمل أن يكون ذلك مقدمة لتشريع فعال يخدم الصحة العامة والمجتمع التايلاندي".

أسباب تقنين السجائر الإلكترونية

وأوضح التقرير، أن السجائر التقليدية تحتوي على أكثر من 6000 مادة كيميائية، منها 100 مادة سامة معروفة بارتباطها المباشر بأمراض مزمنة.

وفي المقابل، تُنتج منتجات التبغ المسخن هذه المواد الضارة بكميات أقل نتيجة احتراقها في درجات حرارة أقل، ما يدعم الدعوات لتقنينها وتنظيمها كبدائل أقل ضررًا.

ومن المنتظر أن يدرس مجلس الوزراء التايلاندي، التقرير ويقرر بشأنه في المرحلة المقبلة، وسط تطلعات بأن يسهم هذا التوجه في إطلاق سياسة وطنية جديدة للتعامل مع منتجات النيكوتين، توازن بين حماية الصحة العامة والحد من المخاطر الناتجة عن السوق غير المنظم.

search