الأحد، 18 مايو 2025

03:35 ص

رئيس إعلام الشيوخ: السيسي عبّر عن موقف المصريين من التطبيع

الدكتور محمود مسلم

الدكتور محمود مسلم

A .A

أكد رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشيوخ الدكتور محمود مسلم، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال القمة العربية الـ34 في بغداد حملت رسائل بالغة الأهمية، مشيراً إلى أنها لاقت صدىً واسعًا لدى الشعب المصري، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضح أن أبرز ما جاء في كلمة الرئيس السيسي هو تصريحه: "حتى لو نجحت السللطات الإسرائيلية في إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية، فإن السلام الدائم والعادل والشامل في الشرق الأوسط، سيظل بعيد المنال ما لم تُقم الدولة الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية".

كلمة مصر.. صوت ثابت وموقف راسخ

وصف مسلم الكلمة بأنها كانت لسان حال المصريين ومعبّرة عن مواقفهم، خاصة في ظل حالة الإحباط التي أعقبت القمة بسبب ضعف تمثيل بعض الدول العربية، وغياب مواقف واضحة من غالبية كلمات الزعماء، على عكس كلمة مصر التي أكدت على موقفها الثابت.

وأشار إلى أن كلمة الرئيس السيسي أوضحت أن التطبيع مع إسرائيل لا يمكن أن يكون بديلاً عن تحقيق السلام العادل، وأن الطريق الوحيد للاستقرار في المنطقة يبدأ من إقامة دولة فلسطينية.

قراءة في رؤية مصر لخطط إسرائيل

أوضح مسلم أن كلمة الرئيس حملت دلالات قوية، خاصة أنها تكشف وعي مصر بالمخططات الإسرائيلية للتطبيع مع الدول العربية، محذراً من أن تلك الخطط لن تجلب الاستقرار ما لم تُقم الدولة الفلسطينية. 

ولفت إلى أن مصر تدرك أن إسرائيل لا تعي معادلة السلام الحقيقي، وتستند إلى سياسة "غرور القوة" المدعومة أمريكياً.

مخططات التهجير.. رفض عربي وشعبي واسع

وحول المحاولات المستمرة لتهجير الفلسطينيين، أشار مسلم إلى أن إسرائيل وأمريكا تروّجان لحلول بديلة مثل التهجير، وكان آخرها اقتراح تهجير الفلسطينيين إلى ليبيا، رغم الأزمات الداخلية التي تمر بها. 

وعلق قائلاً: "هل يمكن أن يقبل الأخوة الفلسطينيون التهجير إلى ليبيا وسط كل هذه المشكلات؟"

وأكد أن هذه المخططات قوبلت برفض فلسطيني وعربي واسع، مشدداً على أن الحل الوحيد هو إقامة دولة فلسطينية على أراضيها وفق القرارات الدولية.

إحباط شعبي من القمة العربية

وفي تحليله لمجريات القمة، أشار مسلم إلى أن الكلمة المصرية لقيت دعمًا كبيرًا من الشعب المصري، لكنها جاءت في ظل حالة إحباط عربي عام من القمة، سواء بسبب مستوى التمثيل أو غياب قرارات حاسمة. 

وقال: "أصبحت فكرة العروبة نفسها محل انتقاد من الشعوب العربية".

مصر.. أكبر داعم للقضية الفلسطينية تاريخيًا

أكد رئيس لجنة الثقافة والإعلام أن مصر كانت دومًا أكثر دولة عربية قدمت تضحيات من أجل القضية الفلسطينية، سواء من أرواح أبنائها أو من استقرارها الاقتصادي.

وأشار إلى أن القضية الفلسطينية متجذرة في وجدان الشعب المصري، وأن موقف الرؤساء المتعاقبين يعبر عن هذا الوجدان الشعبي، مستشهدًا بمواقف مثل رفض النقابات المصرية التطبيع مع إسرائيل، واستمرار الدراما المصرية في التعبير عن رفض الاحتلال.

دور السادات ومواقف مصر المستمرة

كما أشار إلى دور الرئيس الراحل أنور السادات في دعم القضية، حيث حرص على إدراج الملف الفلسطيني ضمن اتفاقية السلام، رغم رفض الفلسطينيين حينها الجلوس على مائدة التفاوض.

واختتم مسلم حديثه بالتأكيد على أن مصر دفعت فاتورة غالية منذ 7 أكتوبر 2023، سواء على مستوى السياحة أو قناة السويس بسبب الأوضاع غير المستقرة في البحر الأحمر، ومع ذلك لم تتوقف عن تقديم المساعدات الإنسانية لغزة، مؤكدة التزامها التاريخي والأخلاقي تجاه القضية الفلسطينية.

search