الإثنين، 19 مايو 2025

08:50 م

الصحة ويونيسيف: التقزّم ليس قدرا.. والوقاية مسؤولية مشتركة

أرشيفية

أرشيفية

عبدالمجيد عبدالله

A .A

حذّرت وزارة الصحة والسكان من خطر ما يُعرف بـ"التقزّم الخفي"، وهو أحد أشكال اضطرابات النمو التي قد تمر دون ملاحظة، خصوصًا عندما يقترن بنمو مفرط في الوزن، ما قد يعرض الأطفال لخطر الإصابة بأمراض مزمنة في المستقبل، مثل السكري وأمراض القلب.

المتابعة المنتظمة لنمو الأطفال

وأوضحت الوزارة، في منشور توعوي نشرته عبر صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك"، أن الاعتماد على المظهر الخارجي للطفل لا يُعد مؤشرًا دقيقًا على حالته الصحية، مشددة على ضرورة المتابعة المنتظمة لنمو الأطفال من خلال زيارات دورية للطبيب المختص، تشمل قياس الطول والوزن ومراقبة مؤشرات النمو.

ويأتي هذا التحذير في إطار حملة "مستقبل بلا تقزّم" التي تنفذها الوزارة، تحت شعارات: "التقزّم الخفي" و"جيل بكرة يكبر بصحة"، بهدف رفع الوعي المجتمعي بمخاطر التقزّم وأهمية الوقاية منه منذ وقت مبكر.

الوقاية من التقزّم

وأكدت الوزارة أن الوقاية من التقزّم تبدأ من فترة الحمل، وتستمر عبر مراحل النمو الأولى للطفل، موضحة أن تحقيق النمو السليم يتطلب تكامل الرعاية الصحية والتغذوية، من خلال عدة خطوات رئيسية، أبرزها:

- تناول الأم لغذاء صحي ومتوازن أثناء الحمل لتلبية احتياجاتها واحتياجات الجنين.

- الرضاعة الطبيعية المطلقة خلال أول 6 أشهر، مع الاستمرار حتى عامين إلى جانب تقديم غذاء تكميلي مناسب.

- المتابعة الطبية المنتظمة لقياس الطول والوزن وتلقي التطعيمات في مواعيدها المحددة.

- توفير بيئة نفسية داعمة وآمنة مليئة بالحب والرعاية الإيجابية.

- الاهتمام بالنظافة الشخصية ونظافة البيئة المحيطة بالطفل، للوقاية من الأمراض المعدية التي قد تؤثر على النمو.

واختتمت وزارة الصحة منشورها بالتأكيد على أن الوقاية والتشخيص المبكر يمثلان حجر الأساس لحماية الأطفال من مخاطر التقزّم والسمنة المصاحبة له، بما يسهم في بناء جيل سليم وقادر على النمو بصحة واستقرار.

مستقبل بلا تقزّم

ونشرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) عبر صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك" إعلانًا عن إطلاق حملة توعوية جديدة بعنوان "مستقبل بلا تقزّم"، تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي بخطورة التقزّم لدى الأطفال، وتسليط الضوء على أهمية العناية بصحة وتغذية الأمهات الحوامل والأطفال في السنوات الأولى من العمر.

وأكدت "يونيسف مصر" أن التقزّم (Stunting) هو تأخر في النمو الجسدي يظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، لا سيما خلال أول 1000 يوم من حياة الطفل، نتيجة سوء تغذية مزمن، أو تكرار الإصابة بالأمراض، أو ضعف في الرعاية الصحية. ويظهر هذا التأخر عندما يكون طول الطفل أقل من المعدّل الطبيعي لعمره، ما يؤثر سلبًا على نموه العقلي وتحصيله الدراسي، وقد تستمر آثاره مدى الحياة.

نمو صحي وسليم للأطفال

وأوضحت المنظمة أن التقزّم قابل للوقاية، نظرًا لارتباطه بعوامل بيئية وتغذوية، مما يجعل التدخل المبكر أمرًا ضروريًا لضمان نمو صحي وسليم للأطفال.

وفي إطار حملتها، فرّقت "يونيسف" بين التقزّم والقَزَامَة (Dwarfism)، مشيرة إلى أن القَزَامَة هي حالة طبية نادرة ناجمة عن أسباب وراثية أو اضطرابات هرمونية، تؤدي إلى قصر دائم في القامة (أقل من 147 سم لدى البالغين)، وقد تكون مصحوبة بمشكلات صحية أخرى.

وتهدف الحملة إلى تشجيع الأسر، خاصة الأمهات، على اتباع أنماط تغذوية وصحية سليمة منذ بداية الحمل وحتى بلوغ الطفل عامه الثاني، للحماية من التقزّم وتبعاته الصحية والاجتماعية.

search