الأربعاء، 21 مايو 2025

05:09 م

الإفراط في الفحوصات الطبية.. تكلفة مرتفعة ومخاطر صحية تهدد المرضى

الاشعة

الاشعة

انتشرت في الأيام الماضية ظاهرة التوسع غير المبرر في طلب الفحوصات التشخيصية، مثل الأشعة والتحاليل المعملية، مما يؤدي إلى استنزاف صحي ومادي للمرضى، خاصة في ظل ارتفاع تكلفة الأشعة في مصر بنسبة كبيرة خلال العام الماضي.

تحذير من مخاطر الإفراط في الفحوصات

حذرت استشاري الأشعة بهيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية، الدكتورة جيهان التهامي، من هذه الظاهرة التي تشكل عبئًا متزايدًا على أنظمة الرعاية الصحية، خصوصًا في الدول ذات الموارد المحدودة، بالإضافة إلى المخاطر الصحية المباشرة التي يتعرض لها المرضى.

الإفراط في استخدام الفحوصات وأضراره الصحية

أكدت التهامي في تصريح خاص لـ"تليجراف مصر" أن الإفراط في إجراء الفحوصات بدون سبب طبي واضح يؤدي لهدر الموارد ويعرّض المرضى لمخاطر صحية، أهمها التعرض المفرط للإشعاع، ما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض مثل السرطان.

دراسة أمريكية عن مخاطر الأشعة

تشير دراسة أمريكية حديثة إلى أن الإفراط في استخدام الأشعة الطبية قد يكون مسؤولاً عن نحو 103 آلاف حالة سرطان سنويًا في الولايات المتحدة، منها 10 آلاف حالة لدى الأطفال، ما يعادل حوالي 5% من إجمالي حالات السرطان هناك. 

وعلقت الدكتورة جيهان بأن الأشعة المقطعية (CT) من أكثر الفحوصات التي يُساء استخدامها بسبب مخاطرها الصحية.

جهود وزارة الصحة واستثمارات القطاع الصحي

وأعلنت وزارة الصحة والسكان في مصر، في 9 أبريل 2025، إصدار أكثر من 803 ألف قرار علاج على نفقة الدولة بتكلفة تجاوزت 6 مليار جنيه خلال ثلاثة أشهر فقط، إضافة إلى إنشاء وتطوير 1300 مشروع صحي خلال العام الماضي بتكلفة 180 مليار جنيه.

مخاطر الإشعاع في غرف القسطرة القلبية

أشارت التهامي إلى أن غرف القسطرة القلبية والعمليات تشهد مستويات إشعاع مرتفعة، حيث كشفت دراسة بمستشفى جامعة القاهرة أن جرعة الإشعاع للمريض أثناء القسطرة تعادل ما بين 120 إلى 200 صورة أشعة صدرية، مما يزيد من خطر الإصابة بمشاكل جلدية وعينية وسرطان على المدى الطويل.

نقص الوعي والمخاطر المهنية للعاملين

لفتت إلى أن العاملين في مختبرات القسطرة من أطباء وممرضين وفنيين يعانون من نقص في الوعي بمخاطر الإشعاع، وقلة استخدام أدوات الحماية مثل المراييل الواقية، مما يعرضهم لأمراض مهنية خطرة مثل مشاكل العظام وإعتام عدسة العين وارتفاع خطر الإصابة بالسرطان.

ضرورة تطبيق مبادرة "الاختيار الحكيم"

دعت الدكتورة جيهان التهامي إلى تفعيل مبادرة "الاختيار الحكيم" (Choosing Wisely) التي تهدف إلى تقليل الفحوصات والإجراءات غير الضرورية، بالإضافة إلى أهمية تدريب الطواقم الطبية بانتظام على مخاطر الإشعاع ووسائل الحماية، وتشجيع استخدام تقنيات بديلة مثل الرنين المغناطيسي والموجات فوق الصوتية التي لا تعتمد على الإشعاع.

استشاري الأشعة الدكتورة جيهان التهامي

مراقبة الجرعات الإشعاعية ووضع بروتوكولات صارمة

شددت التهامي على ضرورة مراقبة جرعات الإشعاع للمرضى والعاملين، وتوفير أجهزة قياس فعالة، إلى جانب وضع بروتوكولات واضحة وصارمة لطلب الفحوصات، والتأكد من ضرورة كل إجراء قبل تنفيذه، بهدف حماية المرضى وتقليل الأعباء المالية على الدولة.

تعزيز منظومة الوقاية من الإشعاع

من جانبه، أكد مستشار رئاسة الجمهورية للأجهزة الطبية، العميد مهندس سمير عزب، على أهمية تعزيز منظومة الوقاية من الإشعاع داخل المؤسسات الصحية، والالتزام بالمعايير الدولية لسلامة الإشعاع، مع تكثيف جهود التوعية والتدريب للأطباء والفنيين المعنيين.

بناء منظومة وطنية للحماية الإشعاعية

أوضح عزب أن هناك العديد من الجهات الدولية التي وضعت أطرًا تنظيمية لحماية العاملين والمرضى من مخاطر الإشعاع، مشيراً إلى الحاجة الملحة لبناء منظومة وطنية متكاملة للحماية الإشعاعية في مصر.

خطوات عملية لرفع الوعي داخل القطاع الطبي

وشدد عزب على ضرورة رفع الوعي داخل القطاع الطبي، خاصة في أقسام الأشعة، داعيًا إلى:

  • إطلاق مبادرة وطنية للتوعية بمخاطر الإشعاع.
  • تنظيم محاضرات وبرامج تدريبية دورية حول إجراءات السلامة.
  • ضمان الالتزام الكامل بمتطلبات الحماية داخل أقسام الأشعة.
  • الاحتياطات الأساسية عند استخدام أجهزة الأشعة
    كما استعرض عزب عددًا من الاحتياطات الواجب اتباعها عند استخدام أجهزة الأشعة، منها:
  • الحد من التعرض غير الضروري والتأكد من وجود مبرر طبي لكل فحص.
  • الالتزام بجرعات آمنة باستخدام تقنيات متقدمة مثل نظام التحكم التلقائي في التعرض (AEC) وفق مبدأ ALARA.
  • استخدام الدروع الواقية لحماية الأعضاء الحساسة كالغدة الدرقية والأعضاء التناسلية.
  • تجنب تصوير النساء الحوامل إلا في حالات الضرورة القصوى.
  • إجراء صيانة دورية لأجهزة الأشعة للتأكد من سلامتها.
  • فحص غرف الأشعة سنويًا لضمان عدم وجود تسريبات إشعاعية.
  • منع دخول غير المختصين، خاصة الأطفال، إلى غرف الأشعة إلا للضرورة القصوى.
  • تسجيل كل فحص إشعاعي مع الجرعة المستخدمة في ملف المريض لضمان السلامة وتجنب التكرار غير الضروري.
search