بـ"مركبات جدعون".. إسرائيل تتجنب "وحل غزة" أم تضغط لتحرير الرهائن؟

عملية مركبات جدعون
سيد محمد
بدأت إسرائيل اجتياحها الشامل لاحتلال قطاع غـزة الذي أطلقت عليه “مركبات جدعون”، وهي العملية التي تهدف لاستمرار الحرب ومحاولة إطالة عمر الحكومة الإسرائيلية الحالية، ما يثير التساؤلات حول ما تطمح إليه هذه العملية عسكريًا وسر ارتباطها بـ"جدعون".
كشف المحلل العسكري الإسرائيلي، آفي أشكينازي، أن خمس فرق عسكرية إسرائيلية في غـزة تضع مهلة قصوى لمهمتها في القطاع تتراوح بين 72 و96 ساعة لتحقيق الأهداف، وإلا فإن إسرائيل ستغرق في "وحل" القطاع.
وأكد أشكنازي في تحليله غبر صحيفة “معاريف” العبرية: يهدف هذا التقييم إلى تسليط الضوء على أن العملية العسكرية الحالية، التي أطلق عليها الجيش اسم "مركبات جدعون"، تهدف إلى الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن. ومع ذلك، يشير أشكينازي إلى أن المستوى السياسي في إسرائيل يفضل حربًا طويلة الأمد، بالتزامن مع تزايد العزلة الأمريكية لإسرائيل.
مهلة قصيرة وعواقب وخيمة
يؤكد أشكينازي أن وجود خمس فرق عسكرية إسرائيلية في غـزة، بمثل هذه القوة، يجب أن يعني أن الحرب في القطاع يجب أن تستمر لبضعة أيام فقط. ويشدد على أن أي تجاوز لهذه المهلة القصوى البالغة 96 ساعة سيؤدي إلى تورط إسرائيل "عميقًا في وحل غـزة". الهدف المعلن للعملية هو "ممارسة الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن".
ومع ذلك، يرى أشكينازي أن أي استمرار للعملية العسكرية يتجاوز بضعة أيام سيكشف عن "خدعة" يقودها هذه المرة ليس سياسي واحد أو آخر، بل هيئة الأركان العامة للجيش.
مخاطر الحرب الطويلة والصراع السياسي
يوضح المحلل العسكري أن القتال في غـزة هو "نوع من المغامرات التي يعرفون كيف يدخلونها، لكن ليس واضحًا كيف يخرجون منها أو حتى يعلقون داخل غـزة: احتلال القطاع، إقامة حكم عسكري، إقامة مستوطنات، إلخ".
ويؤكد أنه لا يمكن للجيش الإسرائيلي أن يستمر في إخبار الجمهور عن حرب طويلة الأمد لمدة عام وسبعة أشهر أخرى، يجب عليه العودة إلى "تحركات خاطفة"، فهذا هو النمط الذي بُني عليه الجيش الإسرائيلي ويجب أن يتصرف وفقه.
تكمن المشكلة، بحسب أشكينازي، في أن الجيش الإسرائيلي "مقيد" بالمستوى السياسي الذي يبدو أن لديه خططًا أخرى، مثل حرب طويلة الأمد، ويرى أن هذا يخدم استقرار الحكومة، ويمنع تشكيل لجنة تحقيق حكومية، وغير ذلك.
مفترق طرق حاسم
وقفت إسرائيل في الساعات الأخيرة أمام مفترق طرق، فهل تتجه نحو اتفاق مع حماس لإطلاق سراح نصف الرهائن الأحياء و16 جثـة أخرى، وخلال وقف إطلاق النار يتم التفاوض لإنهاء الحرب ومناقشة اليوم التالي في غـزة - أم أنها تتجه نحو حرب عنيفة داخل القطاع.
ووصلت إسرائيل إلى هذا المفترق بطريقة “إشكالية وغريبة بعض الشيء”، فمن الناحية العسكرية، وصلت قوية، بضربة أولية "مثيرة للإعجاب" شنها الجيش الإسرائيلي على حماس في الأيام الأخيرة. وهي خطوة دفعت “حماس” يوم السبت الماضي إلى طاولة المفاوضات.
تحديات داخلية ودولية
من ناحية أخرى، تجد تل أبيب نفسها في مواجهة عدة مشاكل خطيرة مثل الأزمة المتعمقة مع الإدارة الأمريكية، حيث تفتقد إسرائيل إلى فرصة التغير في الشرق الأوسط وهي ليست جزءًا منه، ومن المشكوك فيه ما إذا كانت ستتمكن من تحقيق المزيد من المكاسب من خلال التحرك العسكري، إذ إن هذه الخطوة الجديدة ستستنزف جميع أدوات الضغط المتاحة لها ضد حماس.
وانطلقت عملية "مركبات جدعون" أمس، بحسب الجيش الإسرائيلي. وتبقى الأسئلة حول من سيوقف هذه "المركبات"، ومتى، وكيف.
من هو جدعون؟
وسميت العملية على اسم جدعون بن يوآش وهو شخصية بارزة في التوراة، وهو خامس القضاة الذين حكموا بني إسرائيل في فترة القضاة، وفقًا لسفر القضاة.
وتتجلى قصته في الإصحاحات من السادس إلى الثامن من سفر القضاة، وجاء جدعون بعد دبورة النبية وانتصارها على الكنعانيين، وفي عهده أنقذ بني إسرائيل من ظلم المديانيين والعماليق وبني قديم.
وفقًا لسفر القضاة، عانى بنو إسرائيل من هجمات المديانيين والعماليق وغيرهم من شعوب الشرق (بني قديم)، وذلك كعقاب على خطاياهم. غزت هذه الشعوب الصحراوية بأعداد هائلة، ونهبت وأتلفت المحاصيل، ولم تترك مصادر رزق لبني إسرائيل. استخدمت هذه الشعوب، كونها تسكن الصحراء والسهول، الجمال كوسيلة للنقل والحرب. سيطر المديانيون على الأرض لمدة سبع سنوات.
ويُعتقد أن هجمات القبائل البدوية من الشرق على سكان البلاد المستقرين كانت نتيجة لاختراق الدفاعات بعد هزيمة الكنعانيين في فترة دبورة النبية. مع ضعف قوة الكنعانيين سكان الوديان وعدم استقرار بني إسرائيل في سهل يزرعيل وسهول بيت شان، تعرضت المداخل الشرقية للبلاد للغزاة.
ويُذكر انتصاره على المديانيين في الأجيال اللاحقة، بما في ذلك العديد من الإشارات في أسفار التناخ المتأخرة، كأحد أعظم انتصارات شعب إسرائيل.
وبعد وفاته، تولى ابنه أبيمالك بن جدعون الحكم على مدينة شكيم.

أخبار ذات صلة
الثاني بعد أمستردام.. حادث واشنطن يكشف الفشل الاستخباراتي لإسرائيل
22 مايو 2025 12:59 م
قبل ساعات من اجتماع الفائدة.. إلى أين تتجه بوصلة البنك المركزي؟
22 مايو 2025 10:49 ص
أكثر من وثائق كوهين.. ماذا قدم الشرع للتطبيع مع إسرائيل؟
21 مايو 2025 07:00 م
ارتفاع أسعار الفاكهة بأسواق المنوفية.. تجار يوضحون الأسباب
21 مايو 2025 06:45 م
أكثر الكلمات انتشاراً