الجمعة، 23 مايو 2025

02:49 ص

لبست الأبيض قبل فرحها.. المرض يقضي على روان بعد 6 سنوات من الألم

لبست الأبيض والوجع سبَق فرحتها..  بورسعيد ودّعت روان بعد 6 سنوات من الألم

لبست الأبيض والوجع سبَق فرحتها.. بورسعيد ودّعت روان بعد 6 سنوات من الألم

شاما الريس

A .A

ودّعت مدرسة بورسعيد الثانوية بنات، صباح اليوم، روان علي شلبي محمد عمر، طالبة الثانوية العامة، والتي رحلت في عمر الزهور بعد صراع استمر ست سنوات مع مرض مناعي نادر يُدعى "متلازمة الساركويد".

ودّعت روان الحياة قبل أن تفرح بنتيجة اجتهادها، وقبل أن تزغرد أمها فرحًا بتفوقها، وقبل أن تبتسم مع صديقاتها في يوم النتيجة.

تحوّل بيتها من استعدادات للامتحان إلى مأتم كبير امتلأ بزملاء الدراسة الذين توافدوا حاملين كراساتهم وحقائبهم، لا ليُراجعوا دروسهم، بل ليودّعوا صديقتهم التي سبقتهم إلى دار البقاء.

انهارت والدتها، ودخلت شقيقاتها في نوبات بكاء، بينما وقف والدها مكسور القلب لا يصدق أن ابنته لن تعود إلى مقعدها الدراسي.

وتوافد المئات إلى العزاء، من طلاب الثانوية العامة، ومعلميها، وحتى من لم يعرفوها شخصيًا، فقط سمعوا عن قلبها الأبيض وكفاحها الصامت مع المرض.

أمضت روان سنوات من الألم والتنقل بين مستشفيات بورسعيد والمنصورة والقاهرة، في محاولة للوصول إلى تشخيص دقيق لما كانت تعانيه، تأخّر التشخيص، لكن الأمل لم يتأخر داخلها، فكانت تذاكر، وتحلم، وتُصارع الضعف كل يوم، وتحاول إخفاء ألمها بابتسامة صافية.

دخلت المستشفى قبل يومين فقط، بعد أن اشتدّ عليها المرض وهاجم جسدها بالكامل صرخت من الألم، لكنها صبرت كما فعلت طوال السنوات الماضية، حتى أسلمت روحها لربّها وسط ذهول من حولها.

سادت حالة من الحزن بين معلماتها وزميلاتها، وامتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بصورها وكلمات النعي والدعاء، وتحوّلت صور الطالبة الهادئة إلى رمز للحب والبراءة، وتداول الجميع قصتها باعتبارها مثالًا لطلاب تحدّوا الألم من أجل التعليم، وانتهت رحلتهم قبل أن يبدأ الحصاد.

وبين دموع الجميع، انهالت الدعوات من كل من سمع بالقصة:"اللهم ارحم روان، الطفلة التي حاربت الألم، ولم تنكسر، وعلّمت الجميع درسًا في الصبر".

search