من بروتوكول البعوض للدبابير.. هل استخدمت إسرائيل فلسطينيين دروعًا بشرية؟

استخدام الفلسطينيين كدروع بشرية
جهاد أشرف
كشفت وكالة “أسوشييتد برس” عن شهادات عديدة لفلسطينيين وجنود إسرائيليين تؤكد لجوء جيش الاحتلال بشكل منهجي إلى استخدام مدنيين فلسطينيين كدروع بشرية خلال عملياته العسكرية في قطاع غزة، حيث يُجبرون على دخول المباني والأنفاق للتحقق من خلوها من المتفجرات أو المسلحين.
دروع بشرية
تحدثت الوكالة مع سبعة فلسطـــينيين أكدوا استخدامهم كدروع بشرية في غــزة والضفة الغربية، إلى جانب جنديين إسرائيليين سابقين قالا إنهما شاركا بشكل مباشر في هذه الممارسات التي يحظرها القانون الدولي.
وأعربت منظمات حقوقية عن قلقها، مؤكدة أن استخدام الدروع البشرية بات ممارسة متكررة في هذه الحرب، بشكل غير مسبوق منذ عقود.
وقال ناداف فايمان، المدير التنفيذي لمنظمة “كسر الصمت” المعنية بجمع شهادات من جنود إسرائيليين سابقين، إن "ما يحدث ليس مجرد حالات فردية، بل يعكس فشلًا منهجيًا وانهيارًا أخلاقيًا مروعًا".
وأضاف: "تدين إسرائيل حركة حــماس لاستخدام المدنيين كدروع بشرية، لكن جنودنا يروون أنهم يفعلون الشيء نفسه".
شهادات لجنود إسرائيليين
وبحسب الشهادات، أطلق الجنود الإسرائيليون على هذه الممارسة أسماء رمزية مثل "بروتوكول البعوض"، فيما أطلق على المدنيين الفلسطينيين المشاركين قسرًا أسماء مثل "الدبابير".
وأشار الجنود إلى أن استخدام المدنيين ساهم في تسريع العمليات، وتوفير الذخيرة، وتقليل الخسائر في صفوف الكلاب المدربة عسكريًا.
أحد الضباط الإسرائيليين، يبلغ من العمر 26 عامًا، أوضح أن هذه الممارسة بدأت بعد فترة قصيرة من هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، وتوسعت لتصبح شائعة بحلول منتصف عام 2024. وأكد أنه بحلول نهاية خدمته في غزة، كانت كل وحدة مشاة تقريبًا تستخدم مدنيين فلسطينيين لإخلاء المباني.
الضابط ذاته كشف عن اجتماع تخطيطي عُقد عام 2024، عُرضت خلاله شريحة كتب عليها "إحضار بعوضة" كمصطلح داخلي يُستخدم لتكليف الفلسطينيين بالمخاطر.
وأفاد بأنه كتب تقريرين وثّقا حالات استخدام الدروع البشرية، أحدها يتعلق بإنهاء حياة مدني فلسطيني برصاص وحدة لم تكن على علم باستخدامه، ما دفعه للتوصية بإلباس المدنيين ملابس عسكرية للتمييز.
وفي شهادة مؤثرة، تحدث رقيب إسرائيلي عن استخدام فتى يبلغ من العمر 16 عامًا ورجل ثلاثيني، قائلًا إنهما "كانا يرتجفان ويرددان اسم مدينة رفح"، مضيفاً أنهما كانا في حالة من الرجاء لتحريرهما.
من جهته، روى الفلسطيني مسعود أبو سعيد، البالغ من العمر 36 عامًا، أنه أُجبر على العمل كدرع بشري لمدة أسبوعين في مارس 2024، قائلًا إنه توسل للجنود: “لدي أطفال، وأريد أن أراهم”، مؤكدًا أنه أجبر على دخول مبانٍ ومستشفى لحفر أنفاق مشبوهة، وكان يرتدي سترة طبية ويحمل أدوات يدوية.
وفي حادثة مؤلمة أخرى، قال أبو سعيد، إنه التقى شقيقه خلال إحدى المهام، إذ كانت وحدة إسرائيلية أخرى قد استخدمته أيضًا كدرع بشري، وأضاف: "ظننت أن الجيش قد أعدمه"، في مشهد اختلط فيه الخوف بالدهشة.
ووفقًا للعديد من التقارير الحقوقية، لم يقتصر استخدام الدروع البشرية على غزة فحسب، بل امتد أيضًا إلى الضفة الغربية، في استمرار لممارسات وثّقتها منظمات حقوق الإنسان على مدى عقود، رغم حظر المحكمة العليا الإسرائيلية لهذه الممارسة عام 2005.
هذه الشهادات، التي تتزايد مع مرور الوقت، تسلط الضوء على ممارسة تثير جدلًا أخلاقيًا وقانونيًا واسعًا، وتضع علامات استفهام كبيرة حول مدى التزام جيش الإحتلال بالقانون الدولي الإنساني.

أخبار ذات صلة
بدأت بالأحمر.. كيف تطورت ألوان سيارات الإسعاف في مصر؟
24 مايو 2025 02:11 م
حرب الجليد والنار.. الإسبان يواجهون بركان أنتاركتيكا الثائر
24 مايو 2025 02:00 ص
بعد هجوم واشنطن.. هل أصبحت أمريكا أكثر رفضًا للإسرائيليين؟
24 مايو 2025 01:00 ص
ترامب ينتقم من الطلاب الأجانب بالطرد من "جنة هارفارد".. والحكم للقضاء
23 مايو 2025 05:21 م
أكثر الكلمات انتشاراً