عم حارث الإيطالي.. يرحل مارادونا والأساطير ويظل "ستاراتشي" روح نابولي

تومي ستاراتشي
محمود موسى
على خطى عم حارث عامل غرفة خلع الملابس في الفريق الأول بالنادي الأهلي، الذي مر عليه أجيال وأساطير بالقلعة الحمراء، وكان شاهدًا على البطولات والألقاب في مملكة الجزيرة، سار توماسو ستاراتشي عامل غرفة الملابس في نادي نابولي، على نفس الدرب.
كرة القدم شيء، والقهوة شيء آخر، لكن عندما يلتقيان يُشكّلان فنًا حقيقيًا، هذا هو ظهر تأثيره على توماسو ستاراتشي، عامل غرفة الملابس في نادي نابولي، الذي يعشق القهوة المصنوعة على الطريقة الإيطالية وتعشقه الجماهير في المدينة.
ستاراتشي، البطلٌ المحبوبٌ في نادي نابولي، كان كل يوم وعلى مدار 45 عامًا في النادي، يرتدي ألوان الفريق بابتسامةً رائعة، وهو يتجول في ملعب التدريب وغرفة الملابس قبل المباريات، ويوزّع قهوة الإسبريسو على اللاعبين.
وفاز نادي نابولي بلقب الدوري الإيطالي لموسم 24-2025، وتغلّب الفريق على نظيره كالياري بهدفين مقابل لا شيء، في مباراة أُقيمت على أرض ملعب "دييغو أرماندو مارادونا"، الجمعة، ضمن منافسات الجولة الأخيرة بالبطولة.
وتستعرض “تليجراف مصر” قصة توماسو ستاراتشي عامل غرفة الملابس في نابولي الذي اشتهر بين الجماهير كالتالي:
يستيقظ توماسو ستاراتشي كل صباح في السادسة صباحًا، ليبدأ رحلةً بطول 85 كيلومترًا من منزله إلى ملعب تدريب كاستل فولتورنو التابع لنابولي، ويعد دائمًا أول من يدخل إلى أرض التدريب، ودائمًا ما يكون آخر من يخرج أيضًا.
ورغم طول مسافة الطريق، فهي رحلةٌ ممتعة بالنسبة له إذ يطل على الطبيعة الجميلة في إيطاليا.
40 عامًا من الثبات وسط العواصف
ودخل ستاراتشي نادي نابولي لأول مرة عام 1977، إذ بدأ حياته في مطابخ مقرّهم الرئيسي في وسط المدينة، قبل أن ينتقل إلى غرفة الملابس عام 1986.
وظلّ هناك منذ ذلك الحين، مع أن أحدًا لا يعرف دوره تحديدًا، فحين يسأل الجميع ما هو دوره؟ يقول الجميع إنه رجل الملابس، صانع القهوة، الأب، الصديق ونبض نادي نابولي.
على مدار 45 عامًا الماضية، تعاقب على نابولي 9 رؤساء، وتغير أكثر من 45 مدربًا، وشهد النادي أيضًا رحيل عشرات اللاعبين.
وبلغ نابولي قمة المجد المحلي والأوروبي في ثمانينيات القرن الماضي، لكنه عانى من الإفلاس عام 2004، ثم شهد انتعاشًا في السنوات الأخيرة، بعد الفوز بلقب الدوري الإيطالي، لكن يبقى الثابت الوحيد خلال تلك الفترة الطويلة هو تومي ستاراتشي.
القهوة أولًا ثم تبدأ الحكاية
وتعد أول مهمة لتومي في ملعب التدريب، تجهيز زي اللاعبين قبل وصولهم، ثم الاستعداد للتدريب بالمشاركة مع مساعدي المدربين، وإعداد القهوة.

ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الجمهور معتادًا على رؤية صور تومي بإبريق قهوة فضي في يده وابتسامة رائعة على وجهه، إذ يتابعه على منصة إنستجرام 180 ألف مشجع.
يتضح عمق العلاقة بين تومي واللاعبين، فهو ليس مجرد موظف، بل هو جزء لا يتجزأ من عائلة نابولي.
يُشارك اللاعبين مشاعر الفرح والحزن، كما يطلق نكاته المحبوبة على اللاعبين والمدربين ليضفي جوًا من المرح على غرفة الملابس.
ففي عام 2019، وصف تومي لصحيفة "لا جازيتا ديلو سبورت" كيف تطورت علاقته باللاعبين على مر العقود، قائلاً: "في عهد دييجو مارادونا، كنت أخًا للاعبين، أما الآن فهم جميعًا أبنائي".
حذاء مارادونا
تزامن انتقال ستاراتشي إلى غرفة ملابس نابولي، مع بلوغ الأسطورة الأرجنتينية دييجو مارادونا قمة مجده، وكان الرجل المسؤول عن أحذية مارادونا، وهو يقود نابولي إلى لقبه الأول في الدوري الإيطالي.
كانت العلاقة بين الثنائي قوية للغاية، لدرجة أن تومي انضم إلى معسكر الأرجنتين كمسؤول عن الملابس في كأس العالم بإيطاليا عام 1990.
وبقي مع المنتخب الأرجنتيني لمدة شهرين، حتى أنه عاد إلى دوره الأساسي كطاهي في بعض المرات بسبب مرض الطاهي الأساسي للمنتخب.

ويُمثل تومي حضورًا مميزًا في معسكر نابولي، إذ يتذكره الناس حتى بعد رحيلهم عن النادي، على سبيل المثال بعث له ماريك هامسيك تهنئة خاصة لعيد ميلاد رجل غرفة الملابس من الصين، ولا يزال تومي يتلقى اتصالاتٍ من مدرب نابولي السابق، جيجي سيموني.
رقصة ميرتنز
من بين الجيل الجديد من اللاعبين، كوّن ستاراتشي علاقة مميزة مع دريس ميرتنز، هداف نابولي التاريخي، إنها صداقة استمرت على مدار 9 سنوات قضياها معًا في النادي.
يُعدّ احتفال ميرتنز المميز بتسجيل الأهداف، بالرقص مع إخراج لسانه تقليدًا وتكريمًا لحركات صديقه تومي.
ويقول ميرتنز عنه “توماسو ستاراتشي؟ أمرٌ لا يُصدق، فهو لا يُحضّر القهوة فحسب، بل يفعل كل شيء، إنه قصة نابولي، كان حاضرًا عندما فازوا بالسكوديتو، إنه شخصٌ رائعٌ حقًا، يدخل الغرفة ويُسعدك، هذا ما يُعجبني فيه”.

يُجسّد ستاراتشي روح نادي نابولي، بفضل حضوره في كل لحظات، سواء النجاح والفشل في تاريخ الناجي الحديث، فكان حاضرًا عام 1987، محتفلًا بأول لقب تاريخي له، وكان حاضرًا في آخر تتويج عام 2025.
بقدر جمال العلاقات التي بناها، فإن ستاراتشي يجسّد أكثر من ذلك، إنه يجسّد ببراعة شخصية كرة القدم الحقيقية، وكيف ينبغي أن يعمل أي نادٍ لكرة القدم.
كرة القدم فقدت بعض من روحها باعتزال بعض الأساطير، لكن شخصيات مثل ستاراتشي في غرفة الملابس تُبقيها حية لفترة أطول، فهو ملك نابولي الحقيقي.

أخبار ذات صلة
هدية عيد الأضحي.. شركة “عالمية” تصمم ملابس الزمالك
29 مايو 2025 07:04 م
جلسة مرتقبة بين محافظ بورسعيد وكامل أبو علي لحل أزمة رئاسة المصري
29 مايو 2025 06:55 م
ناصر منسي يلاحق إمام عاشور على لقب الهداف.. والإصابة تهدد موقفه
29 مايو 2025 06:40 م
الأهلي ينافس "الخيار الأول" لـ رونالدو على ضمه في الصيف
29 مايو 2025 03:55 م
كواليس الصلح بين إمام عاشور وحسام حسن قبل معسكر المنتخب
29 مايو 2025 05:03 م
"المصري" يودع فخر الدين بن يوسف برسالة مؤثرة
29 مايو 2025 04:50 م
تأكيدا لـ"تليجراف مصر".. حسام حسن يرحب باعتذار إمام عاشور
29 مايو 2025 03:34 م
زيزو ولاعب الزمالك ضمن قائمة "ملوك المراوغات" في الكونفدرالية
29 مايو 2025 12:05 م
أكثر الكلمات انتشاراً