الخميس، 29 مايو 2025

11:29 ص

من التشرد إلى السجن.. قصة "مهرب بشر" مصري في لندن

 أحمد عبيد

أحمد عبيد

أصدرت محكمة ساوثوارك الجنائية في العاصمة البريطانية لندن حكمًا بالسجن لمدة 25 عامًا على أحمد عبيد، طالب لجوء مصري يبلغ من العمر 42 عامًا، بعد إدانته بإدارة شبكة دولية لتهريب البشر عبر البحر المتوسط، حققت أرباحًا تجاوزت 12 مليون جنيه إسترليني.

من اللجوء إلى الجريمة

تعود بداية القصة إلى أكتوبر 2022، عندما تقدم عبيد بطلب لجوء إلى بريطانيا، ليحصل على سكن فاخر في منطقة إيزلوورث غربي لندن، بتمويل من دافعي الضرائب البريطانيين، بينما كان يُخطط من هناك لإدارة واحدة من أخطر شبكات تهريب البشر إلى أوروبا.

تنظيم 7 رحلات بحرية غير شرعية

كشفت التحقيقات أن عبيد قام بتنظيم سبع رحلات تهريب غير شرعية من شمال أفريقيا إلى أوروبا بين عامي 2022 و2023. 

واستخدم قوارب متهالكة حملت على متنها آلاف المهاجرين، بينهم نساء وأطفال، في ظروف مأساوية وغير إنسانية.

ولإبعاد الشبهات، أطلق على نفسه لقب “الكابتن أحمد” على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما أمر أعوانه بقتل أي مهاجر يُضبط بحوزته هاتف محمول، خوفًا من تتبع المكالمات، وهو ما سرّع من وتيرة التحقيقات ضده.

أدلة حاسمة تربطه بشبكة التهريب

استطاعت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة البريطانية (NCA) تتبع رقم هاتف عبيد في لندن وربطه باتصالات استغاثة صدرت من هواتف أقمار صناعية استخدمها المهاجرون في عرض البحر. وفي يونيو 2023، داهمت السلطات منزله، لتعثر على أدلة دامغة تؤكد تورطه المباشر في الاتجار بالبشر.

طفولة قاسية وتاريخ إجرامي

قال مصدر مقرّب من عبيد لصحيفة "تليجراف مصر" إن الأخير عاش طفولة قاسية ومشردة، ما أسهم في تشكيل "شخصيته الإجرامية" وتلذذه بالاتجار بالبشر، واصفًا إياه بـ"المهووس بظلام البحر".

وتبيّن أن عبيد ليس غريبًا عن عالم الجريمة، إذ سبق أن سُجن في إيطاليا لمدة 6 سنوات بتهمة محاولة تهريب طن من الحشيش، ما يضعه ضمن قائمة "ذوي السوابق" في قضايا الجريمة المنظمة.

المهاجرون "كأنهم كراتين"

وفق بيانات المحكمة، كان عبيد يتقاضى 3272 جنيهًا إسترلينيًا عن كل مهاجر، ليجمع ما يقارب 12.3 مليون جنيه إسترليني. 

ووصف القاضي آدم هيدلستون طريقة تعامله مع المهاجرين بقوله: "كانوا يُعاملون كما لو كانوا كراتين تُشحن من بلد إلى آخر".

وأكد القاضي في حيثيات الحكم أن عبيد أظهر استغلالًا وقسوة بالغين، معتبرًا الحكم رسالة رادعة لكل من تسوّل له نفسه الاتجار بالبشر أو استغلالهم.

محاولة فاشلة لتخفيف الحكم

وأثناء المحاكمة، حاول عبيد تبرئة نفسه بالادعاء أنه كان مجرد "مستشار ملاحي" ولم يجْنِ من العمليات سوى 12,600 جنيه إسترليني فقط، لكن الأدلة التي جمعتها السلطات أثبتت أنه العقل المدبر للعملية، المسؤول عن التمويل، وتوفير القوارب، وتجنيد الطواقم، والإشراف الكامل على التنفيذ.

search