الخميس، 29 مايو 2025

05:19 م

"الشاباك" على خط النار.. جدل ديني وسياسي بعد تعيين زيني

رئيس الشاباك الجديد اللواء ديفيد زيني

رئيس الشاباك الجديد اللواء ديفيد زيني

سيد محمد

A .A

كشف المحلل السياسي الإسرائيلي بن كاسبيت في صحيفة "معاريف" عن تصاعد موجة من ردود الفعل الغاضبة في الأوساط السياسية والأمنية، بسبب تعيين اللواء ديفيد زيني رئيسًا لجهاز الشاباك الإسرائيلي. 

وأوضح كاسبيت أن الانتقادات جاءت من مسؤولين أمنيين سابقين وحاليين، إضافةً إلى شخصيات عملت في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

خلفية دينية مثيرة للجدل

وأشار كاسبيت إلى أن نتنياهو كان قد أجرى مقابلة مع زيني سابقًا لمنصب السكرتير العسكري، إلا أنه استبعده آنذاك بسبب انطباعه بأنه "مسيحي جدًا"، بحسب توصية من الحاخام إيلي سادان.

وينتمي زيني إلى ما يُعرف بـ"اليهود المسيحيين"، وهم طائفة تؤمن بأن يسوع هو المسيح المنتظر والإله، ويتبنون العقائد المسيحية الأساسية مثل عقيدة الثالوث، مع احتفاظهم بالممارسات والطقوس اليهودية كأعياد الفصح ورأس السنة العبرية، ويرتدون ملابس دينية تقليدية مثل الكيباه وشال الصلاة، ويؤدون بعض الوصايا الدينية "الميتزفه"، ما لم تتعارض مع العقيدة المسيحية.

شبهات مصالح شخصية في التعيين

أبرز كاسبيت في تحليله السياسي شكوكًا حول خلفيات التعيين، إذ نقل عن مصدر سياسي قوله إن شقيق زيني يُعدّ "اليد اليمنى" للملياردير الأمريكي سيمون فاليك، الداعم المقرب من عائلة نتنياهو. وأضاف المصدر ساخرًا: "ما هي الخطوة التالية؟ تعيين يائير نتنياهو متحدثًا باسم الشاباك؟"

وأكد كاسبيت أن سارة نتنياهو لعبت دورًا مؤثرًا في تمرير التعيين، بسبب علاقة شقيق زيني المباشرة بفاليك، الذي يعتبر من أكبر ممولي العائلة.

من هو سيمون فاليك؟

يُعدّ سيمون فاليك أحد أبرز الأثرياء اليهود الأمريكيين المقربين من نتنياهو، ويمده بدعم مالي وسياسي واسع.
وبحسب "معاريف"، فإن نتنياهو لجأ للإقامة في فيلا فاليك بعد انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في أكتوبر الماضي، حيث أقام هناك مع زوجته وطاهٍ خاص. 

وتتميز الفيلا بأنها مجهّزة ضد الصواريخ وتخضع لتجديدات منذ عام 2021، وقد جُهزت خصيصًا لاستقبال نتنياهو في ظل التوترات الأمنية الأخيرة.

تحذيرات أمنية

وفي سياق متصل، حذّر مسؤول أمني سابق من تداعيات هذا التعيين، مشيرًا إلى أن نتنياهو "فقد السيطرة" ويقود البلاد نحو أزمة دستورية وصدامات داخلية، بحسب وصفه. 

وقال: "يريد إغلاق ملفات حساسة، وتفكيك وحدات أمنية، وهو يسير نحو حرب شاملة. هذا أمر خطير للغاية."

كما نقل كاسبيت عن مسؤول رفيع سابق في الشاباك قوله إن التعيين تم لإرضاء القاعدة الانتخابية لنتنياهو وليس استنادًا إلى كفاءة مهنية، مضيفًا: “هذا التعيين سيجعل رئيس الشاباك مدينًا بالكامل لنتنياهو، ولن يعارضه في أي ملف، سواء في غزة أو الضفة أو ملفات الأسرى أو حتى الاحتجاجات، لقد تم تحييد الجهاز لمصلحة عائلة نتنياهو.”

search