الجمعة، 30 مايو 2025

08:05 ص

مذكرات سرية فضحته.. جراح يتحرش بـ 299 طفلًا تحت تأثير "البنج"

جويل لو سكوارنيك

جويل لو سكوارنيك

أصدرت محكمة فرنسية، الأربعاء، حكمًا بسجن الجراح السابق جويل لو سكوارنيك (74 عامًا) لمدة 20 عامًا، بعد اعترافه بارتكاب اعتداءات جنسية طالت ما يقارب 300 طفل ومريض بين عامي 1989 و2014.

الجراح الذي وصف بأنه "أكثر المتحرشين بالأطفال عنفًا في تاريخ فرنسا"، وقف مرتديًا ملابس سوداء في قاعة المحكمة، دون أن تظهر عليه انفعالات تذكر، أثناء تلاوة القاضي أود بوريسي للحكم، بحسب تقرير نشرته BBC.

تم رفع لافتة طويلة تمثل العديد من ضحايا لي سكوارنيك بالقرب من المحكمة 
 

ضحايا مخدرون ومذكرات مفصلة

اعترف لو سكوارنيك خلال محاكمته المغلقة في مارس الماضي، بالاعتداء على 299 ضحية، بينهم أطفال كانوا تحت تأثير التخدير أو في مرحلة الاستفاقة من العمليات الجراحية.

ما كشف عمق الجريمة هو عثـور الشرطة على مذكرات شخصية احتفظ بها الجراح، دون فيها تفاصيل دقيقة عن انتهاكاته، مما ساعد في تحديد ضحاياه، وكثير منهم لم يكونوا يتذكرون شيئًا عن تلك الاعتداءات.

سجل إجرامي طويل

يذكر أن الجراح كان يقضي بالفعل حكمًا بالسجن مدته 15 عامًا صدر في ديسمبر 2020، لإدانته باغتصاب أربعة أطفال من بينهم اثنتان من بنات أخيه، لكن هذه المحاكمة الأوسع، التي استمرت 14 أسبوعًا في بريتاني، كانت الأكبر والأكثر صدمة للرأي العام، خاصة بعد ظهور شهادات عشرات الضحايا الذين تحدثوا عن أثر الانتهاكات على حياتهم.

اعترافات الطبيب الفرنسي أمام المحكمة

في تصريحاته الأخيرة أمام المحكمة، قال لو سكوارنيك: "لم أعد أستطيع أن أنظر إلى نفسي بنفس الطريقة، أنا متحرش بالأطفال ومغتصبهم".

وأضاف: "ما شهدته في المحكمة هو معاناة، وأنا أتحمل المسؤولية عنها، لا أتوقع أي تخفيف، ولا أريده".

الغضب يتصاعد والنظام متواطئ

زاد من فداحة الملف أن عائلتين اتهمتا الجراح بالتسبب في انتـحار اثنتين من ضحاياه نتيجة الصدمة النفسية الشديدة، إحداهما الطفل ماتياس فينيت الذي توفي قبل أربع سنوات.

كيف واصل الجراح العمل رغم إدانته؟

الفضيحة الأكبر لم تكن فقط في أفعال الجراح، بل في صمت المؤسسة الطبية، فلو سكوارنيك كان قد أدين عام 2005 بتنزيل مواد إباحية للأطفال، ورغم ذلك سمح له بمواصلة علاج المرضى، وبينهم أطفال.

قال أحد محاميه، ماكسيم تيسييه: "لم يكن لو سكوارنيك وحده من يتحمل المسؤولية، بل منظومة كاملة سمحت له بالاستمرار".

الهيئة الوطنية للأطباء الفرنسية بدورها اعترفت بفشلها، وقالت في بيان إنها تأسف "لأنه لم يمنع من ممارسة الطب في وقت مبكر"، مشيرة إلى وجود ضعف في التواصل بين كيانات النقابة.

محاكمة بلا أثر سياسي

أعربت مجموعة الضحايا عن خيبة أملها لضعف التفاعل السياسي والإعلامي مع القضية، وقالت والدة أحد الضحايا:"هذه أول مرة أرى فيها هذا العدد من الصحفيين يغطي المحاكمة، لكننا كنا منسيين طوال الطريق".

وأضافت: "رسالتي ليست لجيلنا، بل لأحفادنا، آمل أن تتحرك المؤسسات أخيرًا".

search