السبت، 31 مايو 2025

11:46 ص

استشهاد يقين حماد.. حكاية طفلة غزاوية أصبحت منارة للإنسانية

الطفلة يقين حماد

الطفلة يقين حماد

لم تكن يقين حماد مجرد طفلة في قطاع محاصر، بل كانت وجهًا للأمل والمقاومة، إذ اشتهرت ذات الأحد عشر عامًا بابتسامتها المشرقة، التي استطاعت أن تلهم عشرات الآلاف عبر منصات التواصل، وتقدم نصائح عملية للبقاء في ظل ظروف القصف.

استشهاد يقين حماد

رحلت يقين مساء الجمعة الماضية إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزل عائلتها في منطقة البركة بمدينة دير البلح وسط القطاع، حيث انتشل جثمانها من تحت الأنقاض، تاركة ورائها موجة من الحزن على منصات التواصل ورسائل نعي من النشطاء حول العالم وفقًا لصحيفة “الجارديان”.

الطفلة يقين حماد

في إحدى منشوراتها على “إنستجرام” كتبت يقين: “أحاول إدخال القليل من الفرحة إلى قلوب الأطفال الآخرين حتى يتمكنوا من نسيان الحرب”، وكأنها تحاول إعطاء ما افتقدته من مشاعر الأمان والسعادة.

وكتب أحد متابعيها على منصة “إكس”: “بدلًا من أن تكون في المدرسة وتستمتع بطفولتها كانت تشارك في حملات إنسانية لبث الأمل في القطاع”.

وعلق محمود بسام المصور الصحفي الفلسطيني: “قد يكون جسدها قد رحل، لكن أثرها يبقى منارة للإنسانية”.

ناشطة ميدانية رغم الصغر

لم تكن يقين صانعة محتوى عادية بل كانت ناشطة ميدانية رغم صغر سنها، تعمل مع شقيقها محمد حماد في تقديم الطعام والملابس للعائلات النازحة، كما كانت عضوًا فعالًا في جمعية “عونًا” وهي منظمة غير ربحية للإغاثة الإنسانية داخل القطاع.

فيديوهاتها التي كانت تحظى بآلاف المشاهدات لم تكن ترفيهية بقدر ما كانت توثيقًا مؤلما وصادقًا لحياة الأطفال في فلسطين تحت القصف، فقد كانت تنقل الواقع كما هو، لتعطي العالم لمحة عن طفولة تسرق يومًا بعد يوم.

الطفلة يقين حماد

وفي أحد مقاطعها قالت: “على الرغم من الحرب والإبادة الجماعية، جئنا اليوم لإسعاد الأطفال”، كاتبة في وصف الفيديو “هل هناك أجمل من ابتسامة أطفال غزة؟”.

وفي منشور آخر قدمت نصائح عن كيفية الطهي في غياب الغاز قائلة: “هل قطعوا الغاز؟ نحن من نصنع الغاز، في غزة لا للمستحيل”.

طفولة اغتالتها الحرب

ورغم الحرب والأوضاع المأساوية كانت يقين حريصة على مفاجأة شقيقها بعيد ميلاده، حاملة باقة من الزهور، وبعض الكلمات العذبة التي غنتها له وسط الخيام".

وبحسب وزارة الصحة في غزة، استشهدت يقين ضمن سلسلة غارات شنتها إسرائيل عبر مناطق متعددة في القطاع، أسفرت عن مقتل أكثر من 100 فلسطيني خلال نهاية الأسبوع، من بينهم 52 شهيدًا يوم الإثنين، و38 آخرين يوم الأحد.

وكانت الغارات قد طالت مدرسة كانت مأوى للنازحين، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى حرقًا أثناء نومهم، وكان من بين ضحايا القصف الذي استشهدت به يقين، أطفال الطبيبة آلاء النجار.

وأضافت وزارة الصحة: "عدد الشهداء منذ بدء الحرب في أكتزبر 2023 بلغ نحو 54 ألف فلسطيني، من بينهم 916 رضيعًا دون سن عام، و4,365 من الأطفال تتراوح أعمارهم بين سنة و5 سنوات، و6.101 طفل بين 6 و12 عامًا، و5.124 طفل بين 13 و17 عامًا.

أثر يقين لن يرحل

كتب الصحفي الفلسطيني عمرو طبش عبر “إنستجرام”: "رحيل يقين لم ينه رسالتها، فقد باتت رمزًا لطفولة مقموعة، وأمل لا ينكسر".

وأضاف: “استشهدت يقين، لكن اليقين يبقى في قلوبنا أن أطفال غزة هم نبض الإنسانية وانعكاس لصمت العالم”.

search