الجمعة، 30 مايو 2025

10:17 ص

مراكز توزيع المساعدات.. سلاح إسرائيل الجديد للفتك بسكان غزة

 ألية جديدة لتوزيع المساعدات

ألية جديدة لتوزيع المساعدات

سيد مصطفى

A .A

أصبح الجوع عنوانا للكارثة الإنسانية التي خلفها الجيش الإسرائيلي، والذي فاقمت منه إسرائيل عبر ابتكار آلية جديدة لتوزيع المساعدات، حيث شهدت في اليوم الأول من عملها إطلاق النار على الجوعى من سكان قطاع غزة لتختلط الدماء بالأمعاء الخاوية، فهل تصبح الآلية وسيلة الإبادة الحديثة من قبل إسرائيل.

وشهد مركز توزيع المساعدات في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، والذي تديره شركة أمريكية بدعم من الجيش الإسرائيلي، حالة من الفوضى العارمة إثر تدافع آلاف الفلسطينيين الجوعى، ما أدى إلى فقدان السيطرة على الموقع، وإطلاق نار في الهواء، واستدعاء مروحيات لإخلاء طاقم الشركة.

إطلاق نار وإخلاء بطائرات مروحية

وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن الجيش الإسرائيلي أطلق أعيرة نارية في الهواء عند مركز توزيع المساعدات الإنسانية. 

وأضافت أن مروحيات عسكرية تم استدعاؤها إلى المنطقة "لإنقاذ أفراد الشركة الأمريكية" بعد تجمع حشود كبيرة من السكان في الموقع.

إصابات فلسطينية وحكومة غزة تُحمل إسرائيل المسؤولية

وعلّق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة على الحادثة، مؤكدًا إصابة عدد من الفلسطينيين نتيجة إطلاق النار من قبل الجيش الإسرائيلي، وحمّل المكتب إسرائيل مسؤولية ما وصفه بـ"الفشل الذريع" في إدارة توزيع المساعدات.

وأضاف المكتب في بيان له أن "مشروع الاحـتلال لتوزيع المساعدات في ما يسمى المناطق العازلة فشل تمامًا، وفق ما أوردته التقارير الميدانية ووسائل الإعلام الإسرائيلية نفسها".

"حرب إبادة وتجويع"

"استمرار لسياسة التجويع والتعطيش" بتلك الكلمات علقت القيادية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نسرين أبو عمرة على الآلية الجديدة لتوزيع المساعدات، واصفة الوضع بأنه "وصل لأكثر المراحل سوءًا التي نعيشها في القطاع".

وأكدت أبو عمرة، في تصريح لـ"تليجراف مصر"، أن "الحرب دمرت كل مناحي الحياة"، وأن قطاع غزة يعاني "حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتـلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني".

وأوضحت القيادية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن إغلاق المعابر وعدم إدخال المساعدات والأدوية، بالإضافة إلى قصف آبار المياه، فاقم الأزمة بشكل كبير، مما أدى إلى انتشار الجوع والعطش والأمراض بسبب غياب العلاجات.

نقطة توزيع المساعدات: حلم الخبز وكأس الماء

وأشارت أبو عمرة إلى أن "نقطة التوزيع التي تم فتحها كانت بمثابة اختبار لكيفية توزيع المساعدات، وفي ظل هذا الوضع المأساوي، أصبح "حلم الطفل رغيف خبز وكأس ماء"، ووصفت ما حدث اليوم بأنه "مفاجأة لم يتوقعها لا إسرائيل ولا أمريكا"، حيث تحول الناس إلى سباق للحصول على "الكابونة" (حصص المساعدات).

وقالت إن الناس "قطعوا مسافات من أجل الحصول على لقمة عيش لأبنائهم"، مؤكدة أن "الكابونة بسيطة لا تكفي ليومين" في ظل ممارسة الاحـتلال سياسة "التنقيط بالمساعدات".

مأساة النوم في الشوارع

ألقت أبو عمرة الضوء على المعاناة الإنسانية الفظيعة، مشيرة إلى أن "الناس ينامون في الشوارع وغير قادرين على توفير خيمة ينامون فيها"، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يواجهها سكان القطاع.

“الجوع هو عنوان الحدث”

"الجوع عنوان الحدث" بتلك الكلمات وجهت رئيسة الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة والقيادية في حركة فتح، ريم أبو جامع، اتهامات شديدة لإسرائيل باستخدام التجويع كسلاح حرب.

وصفت ريم الوضع في غزة بكلمات قاسية، مؤكدة أن "الموت عنوان اليوم"، و"الذل هو ما حدث عن مركز توزيع المس". 

هذه التصريحات جاءت في سياق الحديث عن الآلية الجديدة لتوزيع المساعدات في القطاع، والتي يبدو أنها لم تُخفف من حدة الأزمة، بل كشفت عن أبعادها المأساوية.

أكدت رئيسة الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة والقيادية في حركة فتح، أن إسرائيل تقوم بعملية تجويع للقطاع عبر المساعدات، مشددة على أن القتل والإبادة أشد من الجوع، ولكن التجويع أصبح حلقة من سلسلة القتل".

search