الأربعاء، 04 يونيو 2025

03:01 ص

بسكو مصر.. صفقة برخص التراب تكتب فصلًا جديدًا لأصل الطعامة

أحد منافذ بسكو مصر

أحد منافذ بسكو مصر

"كعك وغريبة من أصل الطعامة بسكو مصر".. كلمات لها صدى في ذاكرة المصريين منذ نحو 68 عامًا وحتى وإن كانت ملكية بسكو مصر مع مرور الوقت انتقلت إلى مستثمرين أجانب إلا أن علامتها التجارية ستظل مصرية الأصل والذاكرة.

للمرة الثانية انتقلت ملكية الشركة المصرية للأغذية "بسكو مصر" إلى شركة أجنبية، إذ أعلنت البورصة المصرية مطلع هذا الأسبوع تنفيذ عرض الشراء الإجباري المقدم على أسهم بسكو مصر لصالح شركة نايل فالي المملوكة لمجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه اليمنية. 

صفقة برخص التراب

جرى تنفيذ صفقة استحواذ نايل فالي على 100% من أسهم بسكو مصر بقيمة 241.03 مليون جنيه (ما يعادل 4.84 مليون دولار) بسعر شراء للسهم الواحد بنحو 1.46 جنيه للسهم الواحد، وهو سعر أقل بكثير من قيمة الشركة التي تمتلك 3 مصانع وأكثر من 20 خط إنتاج لمجموعة متنوعة من المنتجات الغذائية والمخبوزات بالإضافة إلى أكثر من 40 فرع ومنفذ بيع.

تأتي هذه الصفقة بعد موافقة جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية في نوفمبر الماضي، على طلب شركة نايل فالي اندستريز المحدودة بشأن الاستحواذ على 98.6% من أسهم بسكو مصر عن طريق عرض شراء إجباري على أسهم شركة كيلوج وهي المساهم الرئيسي في شركة المصرية للأغذية.

ومن المفارقات أن شركة كيلوج المعروفة حاليًا باسم كيلانوفا استحوذت في 2015 على نحو 89.9% من أسهم بسكو مصر بسعر 89.86 جنيه (ما يعادل 12.7 دولار)  للسهم، في صفقة بقرابة 124.2 مليون دولار وذلك بعد حرب أسعار خاضتها طوال عام كامل أمام شركة أبراج الإماراتية التي سعت للاستحواذ على بسكو مصر بسعر شراء بنحو 12 دولار للسهم الواحد مقابل سعره حاليا الذي لا يتجاوز 0.029 دولار فقط. 
رغم أن بسكو مصر اختارت الدخول في صفقة استحواذ جديدة بعد أن تحولت للخسارة في 2022 و2023 إلا أن لديها محفظة أراضي كانت قيمتها تتجاوز الـ900 مليون جنيه في 2014، ويعود تراجع تقييمات سعر السهم الواحد في عرض نايل فالي إلى عدة عوامل أهمها تراجع قيمة الجنيه نفسه نتيجة لمروره بعدة محطات من تحرير سعر الصرف منذ 2014 ووصولا إلى مارس 2024، عندما خفض البنك المركزي المصري قيمته بأكثر من 60% تاركا سعره للتحرك وفق العرض والطلب. 

كيلوج تتفق مع مجموعة هائل سعيد اليمنية على بيع حصتها في بسكو مصر

وفقا لخبيرة أسواق المال منى مصطفى: تحرير سعر الصرف ساهم في تعزيز جاذبية السوق المصرية لصفقات الاستحواذ، إلا أن تراجع قيمة الجنيه تسبب في بيع بعض الشركات مقابل صفقات متواضعة أقل من قيمتها الحقيقية سواء على صعيد حجم الأصول أو نتائج الأعمال. 

وأوضحت منى مصطفى لـ"تليجراف مصر" أن العديد من الشركات المدرجة في البورصة المصرية لا تزال تتداول عند مستويات أقل كثيرا من قيمتها الحقيقية ما يشكل فرصا لصفقات استحواذ جاذبة. 

تاريخ بسكو مصر 

بسكو مصر ليست مجرد شركة للصناعات الغذائية بل هي علامة أيقونية في السوق المصرية يعود تاريخها للعام 1957، عندما تأسست بهدف دعم الصناعات الوطنية وتوفير وجبات خفيفة للمدارس الحكومية وإمداد صفوف الجيش بأغذية غنية بالطاقة.

وسرعان ما تطورت الشركة وأصبحت مشهورة بأنواع مختلفة من المخبوزات أشهرها أصناف البسكوت المعبأ آليا كـ"لوكس" و"ماري" وغيرها من الأطعمة التي أصبحت جزءا من طفولة غالبية المصريين. 

وفي عام 1999 وصلت بسكو مصر إلى محطة الخصخصة وفي مطلع 2005 تخارجت الحكومة نهائيًا من بسكو مصر لتتحول ملكيتها إلى القطاع الخاص، وفي 2018 قررت إدارة الشركة شطب أسهمها من البورصة المصرية شطبا اختياريا بقيمة اسمية قدرها 8 جنيه للسهم.

نتيجة لسلسة من الخسائر ووصول مديونية الشركة بنهاية 2023 إلى نحو  365.55 مليون جنيه، أعلنت شركة كليوج بيع كامل حصتها في بسكو مصر العام الماضي لمجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه اليمنية التي تتخذ من الإمارات مقرا لها، ليبدأ فصل جديد في رحلة بسكو مصر. 

تعمل مجموعة هائل سعيد في مصر من خلال شركة نايل فالي التي يندرج تحتها مجموعة شركات أبرزها آرما للصناعات الغذائية وآرما للزيوت وسي باك لصناعة الكرتون وشركة هاي باك لصناعة الكرتون وشركة جلوبال جلاس لتصنيع الزجاج.

قال عضو مجلس إدارة مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه، منير هائل في وقت سابق، إن الإرث العريق لشركة بسكو مصر يتماشى بشكل مثالي مع رؤية المجموعة وخبراتها الواسعة في صناعة البسكويت، مؤكدا التزام المجموعة بفتح آفاق نمو مذهلة لـ"بسكو مصر" ضمن خططها للتوسع في مصر. 

search