الجمعة، 06 يونيو 2025

03:01 م

"الإفتاء" توضح كيفية تقسيم الأضحية

الأضحية

الأضحية

محمد لطفي أبوعقيل

A .A

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يتردد سؤال شائع حول كيفية توزيع الأضحية في الإسلام، وما هي الطريقة الشرعية المتبعة في ذلك.

كيف توزع أضحية العيد في الإسلام؟

في هذا الإطار، أوضحت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي أن الأئمة الأربعة أجازوا لصاحب الأضحية أن يأكل من لحمها، وأن يطعم منها الأغنياء والفقراء، كما يجوز له أن يدخر منها. 

وتابعت أما عند المذهب الحنفي، فيُفضل أن يُقسم اللحم إلى ثلاثة أجزاء: الثلث يُخصص للضيافة للأقارب والأصدقاء، والثلث يُتصدق به، والثلث يُدخر للاستخدام المستقبلي. ويندب عند الحنفية أن يوسع على عياله إن كان له، بحيث لا يتصدق على غيرهم، لأن الإنفاق عليهم يعد صدقة.

تقسيم الأضحية

وواصلت عند المذهب الحنبلي، يُستحب تقسيم الأضحية إلى أثلاث كذلك، أما الشافعية، فيرون الأفضل أن يتصدق بأكملها، وإن قل، فيفضل أن يأكل ثلثها، ويتصدق بثلثها، ويهدي الثلث الباقي. بينما عند المالكية، يُستحب الجمع بين الأكل منها والتصدق والإهداء دون التقيد بتقسيم محدد.

كما أوجب المذهب الشافعي وابن حزم التصدق بجزء من الأضحية ولو كان قليلاً.

مستحبات يجب على المضحي الالتزام بها قبل ذبح الأضحية

في جانب آخر، بيّن العلماء عدة مستحبات يجب على المضحي الالتزام بها قبل ذبح الأضحية، منها:

استحضار النية: ينبغي للمضحي أن يكون لديه نية التقرب إلى الله تعالى وامتثال أمره وطلب مرضاته، فالنية هي الأساس في قبول العمل. فقد روى البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو إلى امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه”. 

ويشير الإمام النووي في شرحه إلى أن الأعمال تحسب بالنية ولا تحتسب بلا نية.

النية عند الذبح

كما يُستحب أن يستحضر المضحي هذه النية عند الذبح، حتى لو كانت حاضرة من قبل، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: “ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، إنه ليأتي يوم القيامة بقرونه وأشعارها وأظلافها، وأن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض، فطيبوا بها نفسًا”.

الإتقان في الذبح: يجب أن يسرع المضحي في ذبح الأضحية، وأن يكون السكين حادًا لتخفيف الألم على الذبيحة. عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرتَه، فليريح ذبيحته”.

هذه التعاليم تأتي لتؤكد أن الأضحية ليست مجرد ذبح فقط، بل هي عبادة تقوم على الإخلاص، والإتقان، والتصدق، والاهتمام بحقوق الآخرين، لتحقيق مقاصد شرعية سامية في تقوى الله وإظهار الرحمة والتكافل الاجتماعي.

search