ليس عرفة وحده.. 10 جبال حج يقدم إليها الناس حول العالم

يعتقد الكثير حول العالم أن جبل عرفة هو جبل الحج الوحيد الذي يفد إليه الناس ليؤدوا شعائرهم الدينية، ولكن الحقيقة أن الكثير من الديانات حول العالم لديها الجبل الذي يحجون عليه، وفي بعضها تكون الرحلة شاقة تتطلب صعود كيلومترات، وقد تصل إلى أيام. 

جبل عرفة 

«الحَجُّ عَرَفَةُ» يلخص هذا الحديث الشريف اهمية ومكانة جبل عرفة في شعائر الحج لدى المسلمين، حيث تُقام عنده أَهم مناسك الحج، والتي تسمى بوقفة عرفة، ويقف ألاف الحجاج من مشارق الأرض ومغاربها في مشهد مهيب فوق الجبل داعين ربهم ليغفر ذنوبهم

جبل حميثرة 

بالتزامن مع وقوف الحجاج المسلمين على جبل عرفة، يتجمع أتباع الطرق الصوفية على جبل حميثرة بمرسى علم في محافظة البحر الأحمر، ليؤدوا ما يسمونه "الحج الأصغر" في مولد أبو الحسن الشاذلي، أحد أبرز أقطاب الصوفية.

يعتقد المشاركون في هذا "الحج الأصغر" أن من يفوته الحج الأكبر في مكة، ينبغي عليه زيارة ضريح الشاذلي، أملاً في أن يمن الله عليه بزيارة بيته الحرام في المستقبل. 

 تُنظّم ساحات الذكر ليلاً، كما يصعدون يوميًا إلى جبل حميثرة الشهير في ذلك الوادي، ويجمعون أكوامًا من الحجارة، وفي يوم عرفة، يتواجد الجميع فوق جبل حميثرة، ويؤدون نفس شعائر  جبل عرفة.

جبل الكرمل 

يعد جبل الكرمل هو مركز الحج البهائي في العالم، حيث يقع عليه حدائق البهائيين والتي بها ضريح الباب ومركز الطائفة الروحي وهو المركز البهائي العالمي وبيت العدل الأعظم، حيث يعد إليه آلاف البهائيين سنويًا من أجل الحج، وتم تسجيله في اليونسكو كموقع للتراث.

لا يعتبر الجبل مقدسًا فقط لدى البهائيين، بل لدى العديد من الطوائف المسيحية، حيث عاش النبي إلياس، ويعتبرون أن عودة النبي إلياس ستسبق عودة المسيح، ولذلك أصبح مركز الرهبة الكرملية.

هضبة موريا

تعد الهضبة والتي تسمى جبل موريا أو جبل بيت المقدس، هي المكان  المقام عليه المسجد الأقصى، والذي يزعم اليهود أن هيكل سليمان بني فوقها.

يعد جبل موريا المكان الذي من المفترض أن يحج إليه اليهود  ثلاثة مرات في العام، وهو مكان مقدس للمسلمين، حيث إسراء النبي محمد وتشد الرحال إليه.

معبد لالش 

يقع معبد لالش في وادي أعلى منطقة جبلية في الموصل، حيث يحج الإيزيديون مرة واحدة خلال حياتهم على الأقل إلى لالش، ويستمر الحج مدة ستة أيام،  أما الإيزيديون القاطنون في المنطقة يقومون بحج سنوي خلال فصل الخريف من 23 يوليو.

وهناك عين ماء تدعى العين البيضاء (كاني سبي) ماؤها مقدس يستحم به المريدون القادمون لزيارة الوادي من الايزيديين، يسيرون فيه مشيا حتى (جسر الصراط) وعلى الزائرين عبور جسر الصراط هذا حفاة ثم الاغتسال والتبرك بمائه, ومن ثم إكمال الزيارة إلى الوادي

جبل جرزيم 

يعتبر جبل جرزيم هو مكان حج أصغر طائفة دينية في العالم وهي السامرة، ويصعدون إلى قمة "جرزيم" ثلاث مرات في العام، وذلك خلال أعياد "الفسح"، و"الحصاد"، و"العرش". 

ويبدأ الحج السامري بالصلاة في الكنيس السامري فجرا، ليصعدوا سيرًا على الأقدام، مصلين، مرتلين، بزيهم  الأبيض، وتستمر صلواتهم حتى الساعة التاسعة صباحا.

كومانو كودو

تعد مسارات الحج في كومانو كودو، الممتدة عبر جبال  كي في جزيرة هونشو اليابانية، واحدة من أبرز الطرق الروحية في العالم، وهي سبع مسارات.

 ويُعتقد أن الآلهة تسكن في منطقة كومانو في نسيج المناظر الطبيعية ذاته، خلال فترة هيّان (794-1185)، بدأ الأباطرة السابقون بالقيام برحلات شاقة إلى المنطقة بحثًا عن التنوير الروحي، واكتسب الحج  شهرة أوسع.

ماتشو بيشو 

كانت “ماتشو بيتشو” هي  مركز الحج في إمبراطورية "الإنكا" القديمة في أمريكا الجنوبية، على ارتفاع 2340 مترًا فوق سطح البحر، وكانت مدينة مخصصة لتقديم القرابين للآلهة،  أبرزها النساء حيث عثر على جثـث السيدات، قُدمن كقرابين "للشمس" لأنهم يعتقدون أن "حواء" هي "البنت المقدسة للشمس".

يستغرق حجاج "الإنكا" ثلاثة أيام في صعود الجبل للوصول إلى ضريح "اللورد كيلوريت" في وادي "سينكارا" جنوب كوزكو. تبدأ رحلتهم الشاقة في الساعة 6:30 صباحًا يوم 17 يونيو، سواء بالخيول أو سيرًا على الأقدام، ويحملون معهم جميع مستلزمات الرحلة من خيام ومعدات طهي ومواد غذائية.

 جبال تيان شان 

في ظاهرة روحية فريدة من نوعها، يتوجه بعض الأشخاص، بدءًا من 15 مايو من كل عام، إلى جبال تيان شان في جمهورية قرغيزيا، في "حج" خاص يهدف إلى التخلص من المشاكل النفسية، والشفاء من إدمان المخدرات والكحول، وتعزيز الإيمان بالله.

تبدأ هذه الرحلة الروحية في الممرات الجبلية المعروفة باسم "الإبل"، على ارتفاع 3400 متر، والتي تعني بمعظم اللغات التركية "الريدج الأبيض". 

يمتد مسار هذا الحج الفريد على مدار خمسة أيام، حيث يتعين على "الحاج" قطـع مسافة 250 كيلومترًا للوصول إلى نقطة النهاية: قمة جبل "الإنقاذ" تاشتاراتا.

يرتبط الجبل بأسطورة قديمة تحكي عن محارب شجاع دافع عن المنطقة ضد قوات العـدو لمدة 40 يومًا،  بعد أن خرج منتصرًا من المعركة، خارت قواه وسقط نائمًا إلى الأبد، وفي المكان بقيت صخرة ضخمة قائمة حتى اليوم، لتصبح رمزًا للصمود والقوة.

 جبل كايلاش كورا

في أقصى غرب التبت، يرتفع جبل كايلاش، كتلة صخرية سوداء مهيبة تتجاوز 22 ألف قدم، ليقف شامخًا كأحد أكثر الأماكن قدسية في العالم وأقلها زيارة في آن واحد. 

يعد الموقع المقدس لأربع ديانات كبرى يعتنقها المليارات من البشر، حيث يعتبر الهندوس، الجبل هو مسكن اللورد شيفا، إله اليوجا والزهد، يعيش على قمته، حيث يمارس التقشف اليوجي، ويصنع الحب مع زوجته الإلهية بارفاتي، ويدخن "الغانجا"، والجاينيين، يعتقدون أنه المكان الذي تحرر فيه ريشابا، أول  تيرثانكارا أو مخلص لهم.

بينما يعتقد أتباع ديانة بون، الديانة الشامانية التي سبقت البوذية في التبت، أنه مقر آلهة السماء "سيبايمن"، والبوذيون التبتيون يعتبرونه مسكن ديمشوج وزوجته دورجي فاغمو.

 لا يستقبل الجبل سوى بضعة آلاف من الحجاج سنويًا، لأنه لا تصل إليه معظم وسائل النقل، وحتى المركبات الوعرة تتطلب أسابيع من السفر الشاق والخطير.

بعد الرحلة الشاقة للوصول إلى كايلاش، يواجه الحجاج مهمة أخرى لا تقل صعوبة وهي الالتفاف حول القمة المقدسة، ويُعرف هذا الطواف حول الجبل بـ "كورا" أو "باريكراما"، ويستغرق عادةً ثلاثة أيام، يطوف البوذيون في اتجاه عقارب الساعة، بينما يطوف أتباع بون عكس اتجاه عقارب الساعة.

يكمل قلة من الحجاج ممن يمارسون أسلوب التنفس السري المعروف باسم "لونج-غوم"، الطواف حول الجبل في يوم واحد فقط، بينما يستغرق آخرون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع لأداء "كورا" من خلال السجود الكامل على طول الطريق، يُعتقد أن الحاج الذي يكمل 108 رحلة حول الجبل مضمون التنوير.