السبت، 07 يونيو 2025

02:32 ص

من الحب إلى العداء.. جدول زمني لعلاقة إيلون ماسك ودونالد ترامب

ترامب وإيلون ماسك - خلاف بعد محبة

ترامب وإيلون ماسك - خلاف بعد محبة

A .A

دب الخلاف بين الرئيس دونالد ترامب وإيلون ماسك، بسبب مشروع القانون "Big Beautiful Bill" للرئيس الذي يتضمن سياسات ضريبية وإنفاقية واسعة النطاق، بعد أن ظهرا كحليفين مقربين خلال حملة 2024.

ودعم ماسك لترامب، وحتى إنفاقه الضخم على حملته الانتخابية، شكّل أحد أبرز قصص انتخابات العام الماضي، كما أن ماسك أصبح مرتبطًا بشكل متزايد بالإدارة من خلال عمله ضمن "هيئة كفاءة الحكومة" (DOGE)، وهي قوة مهام تهدف إلى تقليص الإنفاق الحكومي المهدَر.

لكن ماسك، الذي تراجع مؤخرًا عن مشاركته في العمل الحكومي، أصبح أكثر انتقادًا لمشروع القانون الأساسي للرئيس الأمريكي خلال الأيام الماضية، مما يسلّط الضوء على الانقسامات داخل الحزب الجمهوري بشأن رئاسة ترامب وسياساته المالية.

اقرأ أيضا.. اتهامات جنسية وتهديدات علنية.. ترامب وماسك من أصدقاء إلى خصوم

ترامب وماسك

ما الذي يجب معرفته؟

في الأيام الأخيرة، وجّه إيلون ماسك انتقادات متزايدة لدونالد ترامب بسبب مشروع قانون السياسة الداخلية الذي أقرّه الجمهوريون في مجلس النواب الأسبوع الماضي، الذي يتضمن تمديدًا لتخفيضاته الضريبية الشهيرة وتمويلًا لأولويات أخرى مثل تأمين الحدود، وذلك بسبب مخاوفه من تفاقم الدين العام.

وصعّد ماسك من لهجته، يوم الخميس، حيث كتب على منصته “إكس” أن الجمهوريين ما كانوا ليفوزوا في انتخابات 2024 لولا دعمه.

وقال ماسك: “من غيري، كان ترامب سيخسر الانتخابات، والديمقراطيون كانوا سيسيطرون على مجلس النواب، والجمهوريون كانوا سيحصلون على أغلبية 51-49 فقط في مجلس الشيوخ”.

وردّ ترامب عليه عبر منصة "تروث سوشيال"، قائلًا: "إيلون بدأ يثقل الكاهل، فطلبت منه المغادرة، وألغيت التفويض الخاص بالسيارات الكهربائية الذي كان يُجبر الجميع على شراء سيارات كهربائية لا يريدها أحد (وهو يعلم منذ شهور أنني سأقوم بذلك!)، فجنّ جنونه!"

وقال كوستاس باناجوبولوس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة نورث إيسترن، لمجلة نيوزويك، إن هذا الخلاف ليس مفاجئًا.

وقال باناجوبولوس: "يبدو أن ماسك غيّر ولاءه لترامب والحزب الجمهوري عندما كان ذلك يخدم مصالحه".

وأضاف: “عندما يقوم الأشخاص بتغييرات كهذه لأسباب نفعية، فمن غير المستغرب أن يقطعوا علاقتهم بتلك الجماعات أو الأفراد إذا لم تعد مصالحهم تُخدَم”.

ماسك: ترامب ليس "الشخص المناسب" ليكون رئيسًا

قبل تحوّله نحو اليمين السياسي في السنوات الأخيرة، كان إيلون ماسك من منتقدي ترامب خلال فترات من ولايته الأولى.

ففي عام 2016، قال الرئيس التنفيذي لشركة تسلا في مقابلة مع CNBC، إنه يشعر "بدرجة أكبر" أن ترامب "ليس الشخص المناسب" ليصبح رئيسًا، مضيفًا أنه "لا يبدو أنه يتمتع بشخصية تعكس صورة إيجابية عن الولايات المتحدة".

وكان ماسك دعم وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في انتخابات 2016، ثم دعم الرئيس جو بايدن في انتخابات 2020، لكنه تعاون مع ترامب في بعض الفترات خلال ولايته الأولى.

وقال ماسك في 2017، إن مهاجمة ترامب بشكل مباشر "لن تحقق شيئًا"، ودعا إلى "فتح قنوات تواصل" مع الرئيس.

ماسك يعلن إنهاء دعمه للحزب الديمقراطي

قبيل انتخابات التجديد النصفي لعام 2022، أعلن إيلون ماسك عبر منشور على منصة "إكس"، أنه لن يدعم الحزب الديمقراطي بعد الآن، في خطوة تعكس تحوّله نحو اليمين واصطفافه المتزايد مع الحزب الجمهوري.

وكتب ماسك: "في الماضي كنت أصوّت للديمقراطيين، لأنهم كانوا (في الغالب) حزب الطيبة، لكنهم أصبحوا الآن حزب الانقسام والكراهية، لذلك لم أعد قادرًا على دعمهم وسأصوّت للجمهوريين. والآن، ترقّبوا حملتهم القذرة ضدي..."

وفي يونيو من نفس العام، صرّح ماسك بأنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيدعم حملة ترامب الرئاسية لعام 2024، أو سيتجه لدعم حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، الذي كان يُنظر إليه حينها كبديل محتمل لترامب.

اقرأ أيضا.. حرب تكسير العظام بين ترامب وماسك تهبط بأسهم تسلا 14%

ترامب وخلفه ماسك

ماسك يدعم مرشحًا جمهوريًا للرئاسة... لكن ليس ترامب

في البداية، أعلن إيلون ماسك، دعمه لحاكم فلوريدا رون ديسانتيس في عام 2023، بل إن ديسانتيس أطلق حملته الانتخابية خلال نقاش مباشر مع ماسك على منصة "إكس" في مايو 2023.

ومع ذلك، واجه ديسانتيس صعوبة في كسب الزخم داخل الانتخابات التمهيدية، في ظل استمرار شعبية ترامب بين الناخبين الجمهوريين، لكن ماسك سرعان ما حوّل اهتمامه إلى مرشح آخر — الرئيس السابق نفسه.

ماسك يؤيد ترامب رسميًا ويصبح من كبار ممولي حملته

في 13 يوليو 2024، أعلن ماسك تأييده الرسمي لدونالد ترامب، وذلك عقب محاولة اغتيال الرئيس السابق خلال تجمع انتخابي في مدينة باتلر بولاية بنسلفانيا.

وقال ماسك: "أعلن دعمي الكامل للرئيس ترامب، وآمل له الشفاء العاجل".

وفي الأسابيع التالية، أصبح ماسك من أبرز ممولي حملة ترامب، وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن ماسك أنفق 288 مليون دولار دعمًا لترامب وغيره من المرشحين الجمهوريين قبل انتصاراتهم في انتخابات نوفمبر.

كما شارك ماسك في الحملة الانتخابية لترامب، حيث ظهر في تجمعات دعائية في ولايات حاسمة مثل بنسلفانيا، التي فاز بها ترامب لاحقًا في نوفمبر.

وخلال مرحلة الانتقال الرئاسي، لاحظ بعض النقاد، أن ماسك أصبح أكثر حضورًا ووضوحًا في المشهد السياسي، حتى أن البعض بدأ يطلق عليه لقب "الرئيس ماسك"، رغم استمرار تحالفه الوثيق مع ترامب.

ولعب ماسك، دورًا رئيسيًا في إفشال مشروع قانون لتمويل الحكومة كان مدعومًا من الحزب الجمهوري، وهو ما اعتبره كثيرون دلالة واضحة على مدى نفوذه داخل إدارة ترامب.

ترامب يُدخل ماسك رسميًا إلى الإدارة

بعد فوزه في الانتخابات، أعلن الرئيس ترامب، تأسيس هيئة جديدة تُدعى DOGE (هيئة كفاءة الحكومة)، على أن يقودها إيلون ماسك إلى جانب المرشح الرئاسي السابق فيفيك راماسوامي، الذي فضّل بدوره الترشح لمنصب حاكم ولاية أوهايو بدلًا من المشاركة في قيادة الهيئة.

وأصبح ماسك أحد أبرز الشخصيات في إدارة ترامب، وربما الشخصية الأكثر شهرة بعد الرئيس نفسه، حيث كان كثيرًا ما يثير الجدل والاهتمام بسبب اقتراحاته الجذرية لخفض الإنفاق الحكومي.

واستمر ماسك وترامب في تبادل عبارات المديح في الأشهر الأولى من الولاية الثانية، حيث قال ترامب في أبريل إنه يرغب في أن "يبقى ماسك يعمل معه لأطول فترة ممكنة".

ووفقًا لما يُعرف بـ"جدار الإيصالات" الخاص بـ DOGE، فإن الهيئة تقول إنها وفّرت ما يُقدَّر بـ 180 مليار دولار منذ يناير، وقد أعلنت عن مجموعة متنوعة من إجراءات الخفض، شملت العقارات وتسريح موظفين فيدراليين.

ورغم العلاقة الوثيقة بين ترامب وماسك، فإن الأخير واجه تشككًا من بعض حلفاء ترامب الآخرين، مثل ستيف بانون، الذي صرّح في ديسمبر 2024 بأنه يختلف مع ماسك في معظم القضايا السياسية.

ماسك يتنحّى تدريجيًا عن DOGE

في أبريل، أعلن إيلون ماسك أنه يعتزم التراجع عن دوره في هيئة DOGE والتركيز مجددًا على شركة تسلا، في ظل التحديات المالية التي تواجه الشركة وردود الفعل السلبية من بعض المستهلكين المعترضين على دوره في إدارة ترامب.

وفي الأسبوع الماضي، أعلن ماسك رسميًا مغادرته للهيئة، لكنه أكد أن عملها سيستمر، كما أشار إلى نيّته تقليص إنفاقه السياسي في المرحلة المقبلة.

وبعد فترة وجيزة من مغادرته، أعرب ماسك، عن قلقه بشأن تأثير "مشروع القانون الكبير والجميل" الذي يطرحه ترامب على الدين القومي، مما فجّر الخلاف العلني بين الطرفين.

وكتب ماسك على منصة "إكس": "أنا آسف، لكن لم أعد قادرًا على تحمّل هذا الأمر. مشروع القانون هذا، المليء بالإنفاق الفاحش والمشاريع المليئة بالهدر، هو جريمة تشريعية مقززة. عارٌ على كل من صوّت لصالحه — أنتم تعلمون أنكم ارتكبتم خطأً، وتعلمون ذلك جيدًا".

يوم الخميس، كتب إيلون ماسك على منصة "إكس"، أن ترامب ما كان ليفوز بإعادة انتخابه لولا دعمه، ما أثار ردًا سريعًا من الرئيس الأمريكي.

ترامب وماسك

ماسك يصعّد ويفجر مفاجأة ملف إبستين

في تصعيد مفاجئ مساء الخميس، نشر ماسك تغريدة كتب فيها: "حان وقت القنبلة الحقيقية: حقيقة دونالد ترامب.. هو موجود في ملفات إبستين. وهذا السبب الحقيقي الذي يجعلهم لا يعلنون عنها.. يومك سعيد يا DJT!".

ردود الفعل

كوستاس باناجوبولوس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة نورث إيسترن، قال لمجلة نيوزويك: "انتقادات ماسك لترامب خطيرة، لأنها جاية من شخص كان قريب جدًا منه ومن طريقة تفكيره واستراتيجيته، وده شيء نادر في السياسة الأمريكية. وبالنظر لتعاونهما الوثيق في بداية الولاية الثانية، ماسك في موقع فريد يقدر يخليه من أقوى المنتقدين لترامب، لو قرر كده فعلاً".

النائب توماس ماسي، جمهوري عن ولاية كنتاكي، على منصة "إكس": "بعض السياسيين يدخلون عالم السياسة بهدف الإثراء الشخصي. يمكن علشان كده مش قادرين يتخيلوا إن في حد ممكن يقيّم مشروع قانون بناءً على مصلحة البلد، مش مصلحة جيبه".
 

search