الأحد، 08 يونيو 2025

09:23 م

اشتباكات لوس أنجلوس.. "العنوان العاشر" يفرض أحكامه أمام أصحاب الأقنعة

مظاهرات لوس أنجلوس

مظاهرات لوس أنجلوس

جهاد أشرف

A .A

أفاد مكتب شرطة مقاطعة لوس أنجلوس، بإصابة نائبين خلال مواجهات مع متظاهرين، أمس، مع نقلهما إلى مستشفى محلي لتلقي العلاج من إصابات غير خطيرة، قبل أن يغادرا لاحقًا.

وحسبما ذكرت "cnn"، اليوم الأحد، أشارت السلطات إلى احتراق مركبة من طراز "هيونداي"، واندلاع حريق في مركز تجاري سرعان ما تم احتواؤه، لكن لم تسجل إصابات مؤكدة بين المتظاهرين.

تظاهرات ضد التهجير من أمريكا

وأكدت سلطات المقاطعة اعتقال عدد من الأشخاص، بينهم معتقل واحد لم تُحدد التهم الموجهة إليه بعد.

وتأتي هذه التطورات على خلفية احتجاجات انطلقت مساء الجمعة، بعد تنفيذ عناصر وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك عمليات أمنية واسعة في لوس أنجلوس أسفرت عن اعتقال ما لا يقل عن 44 شخصًا.

ووصفت وزارة الأمن الداخلي الاحتجاجات بأنها أعمال شغب، مشيرة إلى أن نحو ألف متظاهر حاصروا مبنى اتحاديًا وهاجموا عناصر أمنية وألحقوا أضرارًا بالممتلكات العامة.

نشر الحرس الوطني

وأمر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بنشر 2000 من عناصر الحرس الوطني في لوس أنجلوس لمدة 60 يومًا أو بحسب تقدير وزير الدفاع، بموجب سلطة "العنوان العاشر" من الدستور الأمريكي. 

وأشاد ترامب بدور القوات في "استعادة النظام"، مؤكدًا أن بلاده "لن تتسامح مع احتجاجات اليسار المتطرفة، ولن يُسمح بارتداء الأقنعة بعد الآن".

وأكدت وزارة الدفاع أن معظم هذه القوات تابعة للحرس الوطني في ولاية كاليفورنيا، مع احتمالية نقل قوات إضافية من مشاة البحرية من قاعدة بندلتون في سان دييجو إذا استمرت الاضطرابات.

ترامب ينشر الحرس الوطني لمواجهة الاحتجاجات

حاكم كاليفورنيا: الحكومة تسعى لإحداث فوضى

وانتقد حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، قرار الرئيس بنشر قوات الحرس الوطني، واصفًا الخطوة بأنها "استفزاز متعمد يزيد من حدة التوترات". 

وقال نيوسوم إن سلطات لوس أنجلوس تملك الإمكانيات الكافية للتعامل مع الوضع دون تدخل فيدرالي، معتبرًا أن نشر الحرس الوطني دون تنسيق مع الولاية "سيقوض ثقة الجمهور".

وأشار في منشور على منصة "إكس" إلى أن الحكومة الفيدرالية "تسعى لإحداث الفوضى لتبرير تصعيدها"، مضيفًا أن دورية الطرق السريعة في كاليفورنيا أرسلت وحدات إضافية للحفاظ على النظام في المدينة.

اشتباكات في باراماونت واعتقال 118 شخصًا

وشهدت منطقة باراماونت جنوب شرق لوس أنجلوس، السبت، مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين رفع بعضهم أعلامًا مكسيكية وارتدوا أقنعة واقية وأظهرت لقطات بث مباشر صفوفًا من رجال الأمن وهم يواجهون الحشود وسط عبوات دخان وعربات تسوق مقلوبة.

وأوضح مكتب شرطة المقاطعة أن أفرادًا من قوات إنفاذ القانون الفيدرالية كانوا متواجدين في المنطقة، بينما تجمع المواطنون احتجاجًا على المداهمات.

وأظهرت لقطات تلفزيونية  قوافل من مركبات عسكرية غير مرقمة تنقل عناصر اتحادية إلى مناطق مختلفة في لوس أنجلوس.

وأكد مسؤولون فيدراليون أن عدد المعتقلين خلال أسبوع وصل إلى 118 شخصًا، وهو ما أثار موجة انتقادات من مسؤولين محليين.

اعتقالات باراماونت

بث الرعب بين السكان

اتهمت عمدة لوس أنجلوس، كارين باس، إدارة الهجرة بـ"بث الرعب" بين السكان، فيما قال المسؤول السابق في إدارة ترامب لشؤون الحدود، توم هومان، إن هذه الإجراءات تهدف إلى "جعل لوس أنجلوس أكثر أمانًا".

وفي المقابل، اعتبر حاكم الولاية أن الحملات الأمنية "قاسية وعشوائية" وتهدد النسيج المجتمعي، لا سيما أن نسبة كبيرة من سكان المدينة من أصول لاتينية ومولودين خارج الولايات المتحدة.

وفي ظل التوتر المتزايد، تبقى الأسئلة قائمة حول مدى دستورية قرار الرئيس ترامب بنشر الحرس الوطني دون موافقة حاكم الولاية، في ظل قانون Posse Comitatus الذي يقيد استخدام الجيش في إنفاذ القانون داخل الأراضي الأمريكية.

search