الأحد، 08 يونيو 2025

11:54 م

بئر وتوابيت ومصنع جعة.. الأقصر تبوح بأسرار أثرية جديدة

بئروتوابيت وسور ضخم الإعلان عن أحدث بالإكتشافات الأثرية بالأقصر

بئروتوابيت وسور ضخم الإعلان عن أحدث بالإكتشافات الأثرية بالأقصر

الأقصر: أحمد العطيفي

A .A

تفقد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار محمد إسماعيل خالد، مشروع ترميم وتأهيل "المقاصير الجنوبية" لمعبد “أخ منو” بمنطقة معابد الكرنك في الأقصر، وهو المشروع الذي جرى تنفيذه بالتعاون مع المركز المصري الفرنسي لدراسة معابد الكرنك (CFEETK).

عشاق السياحة الثقافية

وأكد خالد أهمية هذا المشروع الذي أسفر عن الانتهاء من ترميم وافتتاح موقع أثري جديد أمام حركة الزائرين وهو ما يأتي في إطار تكليفات وزير السياحة والآثار شريف فتحي بفتح مزارات أثرية جديدة بما يسهم في دفع مزيد من الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، لا سيما عشاق السياحة الثقافية.

وأعرب الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، عن كامل تقديره للتعاون مع الجانب الفرنسي في عدد من المشروعات الهامة في مجال الآثار والذي يعد هذا المشروع أحد أوجه هذا التعاون، والذي ساهم في صون جزء من التراث المصري القديم.

وأضاف أن أعمال ترميم المقاصير الجنوبية بمنطقة “آخ منو” شملت أعمال التنظيف والترميم الإنشائي والدقيق، بالإضافة إلى التوثيق الكامل للنقوش والمناظر الدينية.

إظهار عدد من النقوش الهامة بالمقاصير الجنوبية 

من جانبه، قال رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، محمد عبدالبديع، إن أعمال التنظيف ساهمت في إظهار عدد من النقوش الهامة من بينها نقوش توضح الطقوس التي كان يؤديها الملك تقربًا للإله آمون، بينما زُيّنت جدران الممر الرئيسي بمشاهد من احتفال "حب سد" (عيد اليوبيل) لتحتمس الثالث، إضافة إلى نقش تأسيسي طويل يصف المعبد بأنه "معبد لملايين السنين"، مكرّس للإله “آمون-رع” وآلهة الكرنك.

فيما أشار مدير عام آثار الأقصر مدير المركز المصري الفرنسي من الجانب المصري، عبدالغفار وجدي، إلى أن أعمال التطوير بالمقاصير شملت أيضًا رفع كفاءة الخدمات المقدمة للزائرين بهدف تحسين التجربة السياحية، حيث تم وضع لافتات إرشادية ومعلوماتية حول تاريخ المقاصير الجنوبية بالإضافة إلى تيسير الزيارة لذوي الهمم عن طريق عمل رامبات خاصة لهم.

منطقة شعائرية مكونة من سبع مقاصير

وأضاف أن تاريخ معبد “أخ منو” يعود إلى عهد الملك تحتمس الثالث (حوالي 1479–1425 ق.م)، ويُعد من أهم المعابد المخصصة لعبادة الإله “آمون-رع” في الكرنك خلال الدولة الحديثة. وتوجد "المقاصير الجنوبية" مباشرة إلى يمين المدخل الرئيسي للمعبد، وهي منطقة شعائرية مكونة من سبع مقاصير وغرفتين كبيرتين ذات أعمدة، متصلة عبر ممر داخلي.

ويمتاز هذا المبنى المعماري بحالة حفظ ممتازة؛ حيث لا تزال أجزاء كبيرة من الجدران والأسقف قائمة، وتحتفظ النقوش الملونة على الجدران بوضوحها وزهو ألوانها، ما يجعله من أبرز المعالم المحفوظة في معابد الكرنك.

حفائر البعثة المصرية  

وحرص الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار خلال تواجده بمحافظة الأقصر على تفقد أعمال الحفائر التي تجريها عدد من البعثات المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار، بعدد من المواقع الأثرية والتي جاء من بينها موقع حفائر البعثة المصرية بمنطقة العساسيف بالقرنة، وحفائر البعثة الأثرية المصرية بمنطقة “نجع أبو عصبة” في الكرنك.

توابيت خشبية 

وأوضح محمد إسماعيل خالد، أنه البعثة تمكنت من الكشف عن مجموعة من التوابيت الخشبية الصغيرة المخصصة للأطفال في العساسيف، معظمها في حالة سيئة من الحفظ، وجميع التوابيت خالية من النقوش والكتابات.

وأشار إلى أنه خلال الفترة المقبلة سيتم الاستعانة بمتخصص في العظام الآدمية والتوابيت الخشبية لتحديد العصر الذي تعود إليه هذه التوابيت، وكذلك دراسة العظام الموجودة بداخلها لتحديد العمر والجنس وأسباب الوفاة، الأمر الذي يسهم في معرفة أعمق لموقع الحفائر عمومًا.

من جانبه، قال محمد عبدالبديع أن البعثة المصرية كشفت عن مجموعة من الأوستراكات من الحجر الجيري والفخار، وخاتمين مخروطين الشكل فاقدي بعض الأجزاء يقرأ عليه (المشرف على البيت خونسو)، بالإضافة إلى الكشف عن بئر بداخلها عدد من تماثيل الأوشابتي الصغيرة من الفيانس الأزرق، فضلًا غرفة يتوسطها عمود عليه بقايا ملاط ولا توجد عليه أي كتابات.

الكشف عن سور ضخم من الطوب اللبن

وفيما يتعلق بحفائر البعثة المصرية في منطقة “نجع أبو عصبة”، أوضح عبدالغفار وجدي أن أعمال الحفائر أسفرت عن الكشف عن سور ضخم من الطوب اللبن يرجع تاريخه إلى عهد الملك (من خبر رع) أحد ملوك الأسرة الـ21.

وأشار إلى أن السور مبني من قوالب الطوب اللبن الذي ختم كل قالب فيه باسم الملك مع اسم زوجته.

كما تم العثور على بوابة من الحجر الرملي في قلب هذا السور، بالإضافة إلى بعض الورش المختلفة وأفران صناعة تماثيل البرونز، وكذلك عدد من التماثيل الأوزويرية المصنوعة من البرونز مختلفة الأحجام وبعض العملات والتمائم.

كما تم العثور على ورشة كبيرة لصناعة الجعة، التي توضح وظيفة المنطقة في فترات زمنية مختلفة والتي ربما كانت تمثل منطقة صناعية.


 

search