الإثنين، 09 يونيو 2025

11:10 م

الجانب المظلم للهواتف الذكية.. ترفيه مُضلل وفخ للصغار

استخدام الأطفال للهواتف الذكية

استخدام الأطفال للهواتف الذكية

في عصر تتسلل فيه الشاشات إلى كل زاوية من حياتنا، من الهواتف الذكية إلى الألعاب الإلكترونية، يتساءل كثير من الآباء، لماذا لم يعد أطفالهم يستمعون إليهم؟ ولماذا يعبّرون عن غضبهم بالصراخ والركل؟
الإجابة، كما يكشفها تحليل جديد نشر في مجلة Psychological Bulletin التابعة للجمعية الأمريكية لعلم النفس، تكمن على الأرجح في الطريقة التي يستخدم بها وقت الشاشة داخل المنزل.

نتائج صادمة

وحلل باحثون من جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية بيانات مأخوذة من 117 دراسة شملت أطفالًا تقل أعمارهم عن 10 سنوات ونصف، النتائج كانت واضحة فكلما زاد وقت استخدام الطفل للشاشات، زادت احتمالية ظهور مشاكل اجتماعية وعاطفية، مثل القلق، والاكتئاب، والعدوانية، وفرط النشاط.
ورغم أن بعض هذه التأثيرات كانت بسيطة من حيث الحجم، فإنها كانت ذات دلالة خاصة بين الفتيات، ما يشير إلى أن تأثير التكنولوجيا قد يكون أكثر تعقيدًا مما نعتقد.

أرقام تحذيرية

وأظهر التحليل أن المشاكل تبدأ من سن مبكرة جدًا على النحو التالي:

  • الأطفال دون العامين: لا ينصح بأي وقت للشاشة (باستثناء مكالمات الفيديو).
  • بين 2 و5 سنوات: ساعة يوميًا هي الحد الأقصى.
  • فوق 6 سنوات: ساعتان كحد أقصى.

وكلما زاد الاعتماد على ألعاب الفيديو، ارتفعت معدلات الخطر، خاصةً بين الأطفال الأكبر سنًا.

الهروب إلى الشاشة

من جانبها قالت الباحثة الرئيسية، روبرتا بيريز فاسكونسيلوس: "الاستخدام المفرط للشاشات ليس دائمًا سببًا للمشاكل؛ في بعض الأحيان، يكون أحد أعراضها".
بمعنى آخر، الأطفال الذين يعانون أصلًا من مشكلات نفسية أو اجتماعية، غالبًا ما يهربون إلى الشاشة، خصوصًا الألعاب، بحثًا عن راحة مؤقتة، ولكن على المدى الطويل، قد تتحول هذه الآلية إلى دوامة تفاقم الأعراض النفسية وتضعف مهارات التأقلم.

التهدئة اللحظية.. فخ تربوي لا يرى

ويلجأ الكثير من الأهل إلى إعطاء الشاشات لأطفالهم لتهدئتهم أثناء الأزمات – سواء أثناء العمل أو في المطاعم – لكن الباحثين يحذرون من هذا السلوك.
قد تمنح الشاشات هدوءًا مؤقتًا، لكنها تمنع الأطفال من تعلّم كيفية التعامل مع مشاعرهم"، ففي كل مرة يمنح فيها الطفل شاشة بدلًا من حوار أو احتواء، يفوت فرصة لتطوير مهارات ضبط النفس والتفاعل الصحي مع المشاعر.

ألعاب الفيديو.. الترفيه المضلل

وبحسب التحليل فالألعاب الإلكترونية ليست مجرد تسلية، بل هي أيضًا منصات تواصل اجتماعي في كثير من الأحيان، ما يجعلها أكثر إدمانية.

التحليل رأى أن هذه الألعاب تمتد حتى بعد الخروج منها، مما يشعر الطفل بضغط دائم للعودة، كما تؤثر في النوم، والدراسة، والأنشطة الواقعية، كما تتطلب رقابة صارمة وحدودًا واضحة من الأهل.

قواعد صارمة

وأوصى الباحثون بوضع قواعد واضحة وثابتة لاستخدام الشاشة، على أن تكون مفهومة ومتفقًا عليها مع الطفل.
ومن أدوات المساعدة الفعالة التالي:

  • أدوات الرقابة الأبوية على الأجهزة.
  • تقنين التطبيقات الترفيهية مثل منصات الفيديو.
  • تقديم بدائل جذابة كالمحتوى التعليمي أو الأنشطة العائلية.
search