السبت، 14 يونيو 2025

02:48 م

كيف أنقذت مصر حركة الطيران العالمية من فوضى الضربة الإسرائيلية على إيران؟

المجال الجوي المصري

المجال الجوي المصري

محمد سامي الكميلي

A .A

في فجر اليوم الجمعة، كانت سماء العاصمة الإيرانية "طهران" تضج بأصوات الانفجارات الناتجة عن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف بعض المواقع النووية والعسكرية، لتشهد قطاعات الطيران المدني في الشرق الأوسط حالة من الترقب والارتباك.

ومع إعلان عدة دول إغلاق مجالاتها الجوية، وتحوّل سماء المنطقة إلى ما يشبه "الفراغ الجوي"، مصر كانت على موعد مع لحظة فارقة أظهرت فيها مرونة نظامها الجوي وكفاءة بنيتها التحتية.

هجوم مفاجئ وفوضى في السماء

بدأت الفوضى حينما شنت إسرائيل ضربات استهدفت منشآت عسكرية ونووية في طهران ومدن أخرى مثل أصفهان وكرمنشاه وأراك، ما أدى إلى انفجارات هائلة أثارت المخاوف من اندلاع مواجهة إقليمية واسعة. 

إسرائيل وصفت العملية بأنها مرحلة أولى من سلسلة هجمات محتملة، مما ضاعف من قلق شركات الطيران العالمية بشأن سلامة طائراتها وركّابها في سماء الشرق الأوسط.

وسريعًا، بدأت شركات الطيران بتحويل مساراتها الجوية أو إلغاء رحلاتها التي تمر عبر إيران، إسرائيل، الأردن، والعراق، بحسب موقع فلايت رادار 24 (موقع متخصص في تتبع حركة الطائرات)، بسبب إغلاق مؤقت لتلك المجالات الجوية.

المجال الجوي المصري - فلايت رادار 24

 مصر تتدخل وتملأ الفراغ الجوي

في خضم هذا الارتباك، تحركت مصر لتلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على انسيابية حركة الطيران المدني في المنطقة، إذ أكدت وزارة الطيران المدني، في بيان رسمي، أنّ المجال الجوي المصري يعمل بشكل طبيعي وآمن تمامًا، موضحة أن المطارات المصرية تشهد انتظامًا في التشغيل وفقًا لأعلى معايير السلامة الدولية.

مطار شرم الشيخ في قلب الحدث

وسرعان، ما تحوّل مطار شرم الشيخ الدولي إلى بديل استراتيجي لعدد من شركات الطيران، خاصةً بعد أن استقبل عدة رحلات حولت مساراتها بعيدًا عن المناطق المتوترة. 

وسارعت 5 شركات طيران أردنية إلى تعديل مسارات طائراتها والهبوط في شرم الشيخ، في خطوة اتخذت بالتنسيق مع إدارة المطار، التي حرصت على التعامل مع الركاب بمستوى عالٍ من الاحترام، حتى استئناف رحلاتهم بأمان.

القاهرة تستقبل الطائرات للتزود بالوقود

وفي الوقت نفسه، استقبل مطار القاهرة الدولي 9 طائرات تابعة لشركات طيران أجنبية في أوقات متقاربة، لتتزود بالوقود بعد تغيير مساراتها اضطراريًا، ونجحت الفرق الفنية واللوجستية في تجهيز الطائرات للإقلاع مجددًا في وقت قياسي، ما ساهم في تقليل أثر الفوضى الجوية التي سادت المنطقة.

قرارات عاجلة وإدارة حكيمة للأزمة

وفي مواجهة هذا التصعيد، ألغت "شركة مصر للطيران" 3 رحلات إلى بغداد، وعَمّان، وبيروت، حفاظًا على سلامة الركاب، في حين أعلنت شركة "إير كايرو" تأجيل رحلاتها المتجهة إلى عمّان من عدة مطارات مصرية، لحين استقرار الأوضاع وفتح المجال الجوي في الدول المتأثرة.

وفي الوقت ذاته، أكدت وزارة الطيران المدني أنها تتابع الوضع أولاً بأول عبر غرف العمليات المركزية، وتنسق مع الجهات المحلية والدولية المعنية، لضمان أعلى درجات الأمان والاستعداد لأي تطورات محتملة.

search