الخميس، 31 يوليو 2025

12:41 م

أستاذ علاقات دولية يوضح دلالات ورسائل الضربات الإسرائيلية على إيران

جانب من الضربات الإسرائيلية على إيران

جانب من الضربات الإسرائيلية على إيران

جاسم حسن

A .A

قال الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، إن الضربات الإسرائيلية على إيران تحمل رسائل متعددة تتجاوز مجرد العملية العسكرية.

وأضاف، في مداخلة عبر فضائية "إكسترا نيوز"، أن هذه الضربات تأتي بعد 24 ساعة فقط من فشل التصويت على حل الكنيست الإسرائيلي، وهو ما يعكس محاولة اليمين المتطرف في إسرائيل تعزيز موقفه الداخلي عبر تصوير المعارضة على أنها ضد مصالح البلاد.

وأشار عاشور إلى أن الرسالة الثانية تتعلق بتوقيت الضربات، التي جاءت بعد أقل من 48 ساعة من إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن عدم امتثال إيران للتفتيش النووي لأول مرة منذ 20 عامًا.

وأوضح أن هذا العجز الدولي عن تقييد الطموحات النووية الإيرانية دفع إسرائيل لتوجيه ضربات تؤكد خطها الأحمر ضد البرنامج النووي الإيراني.

وأكد عاشور أن إسرائيل نجحت في خداع القيادات الإيرانية من خلال استراتيجيتين: الأولى، تنفيذ الضربات في ليلة عطلة (الجمعة)، والثانية، الترويج لخلافات وهمية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب نشر أخبار عن سفر وزير الأمن القومي الإسرائيلي للقاء مبعوث أمريكي.

وقال إن هذه الخدع ساهمت في تشتيت القيادات الإيرانية، مما سمح لأكثر من 200 مقاتلة إسرائيلية بتنفيذ ضربات دقيقة، بدعم من شبكة تجسس وتقارير تشير إلى مشاركة وحدات كوماندوز إسرائيلية داخل إيران.

أهداف الضربات وحدودها

أوضح عاشور أن الهدف الأساسي للضربات لم يكن إجهاض البرنامج النووي الإيراني بالكامل، وهو أمر مستحيل بعملية واحدة، بل إثبات أن إسرائيل هي من يحدد الخطوط الحمراء بشأن الطموحات النووية الإيرانية.

وأشار إلى أن الضربات كانت شديدة الدقة، مما يعكس تنسيقًا استخباراتيًا بين إسرائيل والولايات المتحدة، رغم إعلان الأخيرة أن العملية نفذتها إسرائيل بمفردها.

وأضاف أن هذا الإعلان يعزز صورة الردع الإسرائيلي، مما يلزم الولايات المتحدة بحماية أمن إسرائيل في الفترة المقبلة.

وأكد أن إسرائيل اتخذت احتياطات مشددة تحسبًا لرد إيراني، مشيرًا إلى إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي ووضع الولايات المتحدة في حالة تأهب.

وقال إن الرد الإيراني، الذي توعد به الرئيس مسعود بازشكيان، قد يأتي عبر وكلاء إيران الإقليميين مثل حزب الله، الحوثيين، أو فصائل أخرى، لكنه استبعد استخدام السلاح النووي بسبب التداعيات الخطيرة في المنطقة.

تداعيات إقليمية واستغلال إسرائيلي

أشار عاشور إلى أن الرد الإيراني ضروري للحفاظ على شرعية النظام أمام شعبه، لكنه أوضح أن هذا الرد قد يخدم مصالح إسرائيل أيضًا.

وقال إن إسرائيل قد تستغل انشغال الرأي العام الإقليمي والدولي بالتصعيد لتحقيق أهداف أخرى، مثل توريط الولايات المتحدة عسكريًا، أو القضاء على بقايا حماس وحزب الله، أو حتى تنفيذ عمليات في جنوب لبنان واليمن.

وأضاف أن إسرائيل تسعى لقطع الأذرع الإقليمية لإيران، مستغلة ضعف وكلائها الذين يعتمدون على الدعم اللوجيستي والمالي من طهران.

وأكد عاشور أن الضربات، التي استهدفت مواقع متعددة في إيران، تظهر قدرة إسرائيل على الوصول إلى الداخل الإيراني، لكنها لم تُنفذ بعد أهدافها في غزة أو جنوب لبنان أو اليمن.

وأكد الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، أن المنطقة تشهد تصعيدًا خطيرًا، حيث قد تؤدي التطورات إلى مواجهات متعددة الجبهات، مع استمرار التنسيق الأمريكي-الإسرائيلي في إدارة الأزمة.

search