الثلاثاء، 17 يونيو 2025

03:52 م

يخلق من الشبه اتنين.. صورة تُعيد الابن الغائب لأسرته بعد سنوات تشرد

الشاب أحمد محروس والشاب عماد

الشاب أحمد محروس والشاب عماد

في واقعة إنسانية نادرة، نجح فريق صفحة "أطفال مفقودة" في إعادة شاب يُدعى عماد إلى أسرته بعد أكثر من 13 عامًا من الغياب، قضاها داخل مستشفى عام بالإسكندرية عقب تعرضه لحادث، المفارقة أن عودة الشاب لأهله بدأت بخطأ في التعرف على شخص مشرد بالشارع.

بداية القصة

قال مؤسس صفحة "أطفال مفقودة"، المهندس رامي الجبالي، عبر صفحته على “فيسبوك”، إن القصة بدأت في عام 2016، حين تواصّل معهم أحد المسؤولين في المستشفى العام بالإسكندرية للمساعدة في التعرف على مريض لديهم يُدعى عماد.

الشاب عماد

وأوضح الجبالي: "المريض دخل المستشفى بعد حادث، وكان بيعاني من صعوبة في النطق وما قدرش يقول غير اسمه (عماد)، الموظفين هناك حبوه، وبدأوا يستضيفوه في بيوتهم، واحد ورا التاني، وعاش وسطهم كأنه واحد من عيلتهم".

الشاب عماد

وأضاف: "بعد 3 سنين من وجوده في المستشفى، قرروا يبعتوا صورته لينا في صفحة “أطفال مفقودة” عشان نحاول نوصل لأهله، وفعلًا بدأنا ننشر صورته من سنة 2016 لحد الأسبوع اللي فات.. بس للأسف ماحدش اتعرف عليه كل السنين دي".

متشرد في الشارع

وتابع: "من أسبوع بس، جاتلنا صورة شاب مشرد في الشارع، حد من المتابعين صوره وبعتلنا، وقال إن حالته صعبة، أول ما شفت الصورة، افتكرت إنه عماد.. كان الشبه كبير جدًا، وافتكرنا إن المستشفى تخلت عنه بعد كل السنين دي".

الشاب المتشرد أحمد محروس

وأشار الجبالي إلى أنهم حاولوا التواصل مع الحساب القديم للمستشفى، لكنهم فوجئوا بأنه تم إغلاقه، وكل المراسلات القديمة اختفت.

وأكد: "نشرنا صورة المشرد وكتبنا إنه شبه عماد، وطلبنا من الناس تساعد، لحد ما جه تعليق بيقول إن الشاب ده شبه واحد اسمه عماد من الجيزة، ومفقود من 2013، تواصلنا مع أخوه، وافتكرنا إننا وصلنا لأسرة عماد أخيرًا بعد 9 سنين".

لكن جاءت المفاجأة، بحسب الجبالي: "الأخ قال لنا: المشرد ده مش أخويا، بس التاني اللي كان في المستشفى هو اللي أخويا، حاولنا نقنعه إن المشرد شكله اتغير، وإنه غالبًا هو نفس الشخص، لكن كان مصمم إن ده مش أخوه".

مفأجاة صادمة

وأضاف: "رجعنا تاني لموظفين المستشفى في الإسكندرية، وطلبنا منهم يتأكدوا، قالوا لنا إن عماد لسه عايش معاهم، ما خرجش من عندهم ولا يوم، وبيتنقل بين بيوتهم، وعايش في كنفهم من 9 سنين".

وأشار إلى أن هذه المفاجأة أعادت الأمور إلى نصابها الصحيح، وتم التواصل مع الأسرة الحقيقية لعماد، التي تعرفت عليه وتسلمته من المستشفى بالفعل، بعد سنوات طويلة من البحث.

ولم تنتهِ القصة عند هذا الحد، فقد بيّن الجبالي أن الشاب المشرد، الذي تسبب الشبه بينه وبين عماد في إعادة الأخير لأسرته، تم التعرف عليه هو الآخر.

وقال: "الحمد لله قدرنا نوصل لهويته، اسمه “أحمد محروس”، وكان متغيب من منطقة المنيب من سنتين، وبفضل نشر صورته، أسرته وصلت له وتم لمّ الشمل".

الشاب المتشرد أحمد محروس

وختم المهندس رامي الجبالي حديثه قائلًا: "إحنا مش بنقول مفيش فايدة، بنقول فيه أمل.. الأمل ده بيبدأ بصورة، بنداء، وبناس لسه عندها قلب، وإن شاء الله نكمل ونرجع كل مفقود لحضن أهله".

search