الثلاثاء، 17 يونيو 2025

11:52 م

قميص السلام وسط ظلام الحرب.. رونالدو يخترق عالم السياسة برسالة محرجة لـ ترامب

ترامب يحمل قميص رونالدو

ترامب يحمل قميص رونالدو

محمود موسى

A .A

في زمنٍ باتت فيه الرياضة تتزوج من السياسة، ينادي عالم السلطة على الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو نجم نادي النصر السعودي.

النجم البرتغالي الذي صعد من أزقة ماديرا إلى منصات المجد، لم يكتفِ بالأهداف والألقاب، بل نسج لنفسه إمبراطورية اقتصادية حول العالم، فأصبح لاعبًا أسطوريا ورجل أعمال من الطراز الرفيع، ومؤثر عالمي، لكنه حتى اللحظة لم يرتدِ عباءة السياسة.

وبعد إهداء رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قميصًا للبرتغال يحمل توقيع كريستيانو رونالدو خلال قمة مجموعة السبع في كندا.

وبحسب موقع “Espn” الأمريكي خلال لقاء خاص يوم الاثنين، سلّم كوستا قميص رونالدو "رقم 7" عليه توقيع الدون، إلى الرئيس الأمريكي ترامب.

وقرأ رئيس الوزراء البرتغالي السابق بصوت عالٍ الرسالة المكتوبة على القميص: "إلى الرئيس دونالد ترامب، ألعب من أجل السلام".

أمسك ترامب، القميص بكلتا يديه وقال: "أعجبني، ألعب من أجل السلام".

ومن المتوقع أن يلعب مهاجم النصر السعودي مع البرتغال في كأس العالم العام المقبل التي ستُقام في كندا والمكسيك والولايات المتحدة.

يبقى سؤال ينتظر إجابة رونالدو بعد إقحامه في عالم السياسة هل يصبح رئيسا للبرتغال في المستقبل كما فعلها آخرون سبقوه أبرزهم الأسطورة بيليه الذي اقتحم عالم السياسة من قبل؟ وماذا عن زواج السياسة بالرياضة؟

الكرة تقودك للقصر الرئاسي

جورج ويا الذي فاز كأفضل لاعب في أفريقيا وأوروبا والعالم في عام 1995، ليصبح أول لاعب أفريقي وحيد يفوز بالجائزتين الأخيرتين أثناء تمثيل بلاده على المستوى الدولي.

اشتهر ويا بمهاراته في التسديد والمراوغة، ولعب مع باريس سان جيرمان، الذي فاز معه بلقب الدوري ووصل إلى الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا عام 1995.

بعد الإطاحة بالرئيس الليبيري تشارلز تايلور عام 2003، عاد ويا إلى وطنه سفيرًا للنوايا الحسنة للأمم المتحدة، وترشح للرئاسة عامي 2005-2011، وكان عضوًا في حزب المؤتمر من أجل التغيير الديمقراطي. 

جورج ويا يتأهل إلى
جورج ويا

خسر ويا في النهاية أمام إلين جونسون سيرليف، زعيمة حزب الوحدة، في عام 2017، وانضم حزب المؤتمر من أجل التغيير الديمقراطي، الذي ينتمي إليه ويا، إلى حزبين آخرين في الانتخابات الرئاسية لتشكيل ائتلاف التغيير الديمقراطي. 

وفي النهاية، وصل ويا إلى ما أراده وأصبح رئيسا لدولة ليبيريا في عام 2018.

السياسة والتدريب

يعد بلوخين أحد "أساطير كرة القدم الأوكرانية"، ويحمل لقب الهداف التاريخي لكل من دينامو كييف والاتحاد السوفيتي، إذ سجل 266 و42 هدفًا على الترتيب.

وفي عام 1975، فاز بجائزة كأفضل لاعب كرة قدم في أوروبا، كما تولى بلوخين تدريب المنتخب الأوكراني مرتين بعد الاستقلال، وقاده إلى نهائيات كأس العالم 2006 وكأس الأمم الأوروبية 2012.

حكايات من دفتر أبطال الكرة الذهبية على مر الزمان.. أوليج بلوخين - اليوم  السابع

لكن عالم السياسة، كان يغري الأسطورة، لينتُخب المهاجم لعضوية البرلمان الأوكراني مرتين، عامي 1998 و2002.

 ومن المثير للدهشة أنه نجح في التوفيق بين مسيرته السياسية وإدارة فرق مثل باوك، وأيك أثينا، وإيونيكوس، والمنتخب الأوكراني.

وزير وعمدة

الجورجي كالادزي، الذي كان مدافعا صلبا قادر على اللعب في ثلاثة مراكز، بدأ مسيرته كمهاجم ثم تحول إلى مهاجم لينتقل بعدها إلى ميلان في جيل تاريخي للفريق.

شارك كالادزي في تصفيات بلاده لكأس العالم لكرة القدم أعوام 1998 و2002 و2006 و2010.

انضم كالادزي إلى حزب الحلم الجورجي المعارض عام 2012، وانتُخب عضوًا في البرلمان الجورجي عن دائرة سامتريديا، ثم عُيّن نائبًا لرئيس الوزراء ووزيرًا للطاقة في حكومة بيدزينا إيفانشفيلي في أكتوبر من ذلك العام.

كالادزه يُطلّق «المستديرة» ويتزوج السياسة

في عام 2017، استقال كالادزي من منصبه كوزير للطاقة ليخوض الانتخابات المحلية لمنصب عمدة تبليسي،  وحصل على 51% من الأصوات، ليفوز بالمنصب.

ملك الكرة ووزير القوانين

اختير البرازيلي بيليه كأفضل لاعب في القرن العشرين من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا"، وفاز بـ3 بطولات كأس عالم، وهو اللاعب الوحيد الذي فعل ذلك.

Brazil's Pele in hospital, says he's 'strong' – DW – 12/04/2022

خاض بيليه أول مباراة دولية له ضد الأرجنتين عام 1957، وشارك في أول كأس عالم له بعد عام وهو في السابعة عشرة من عمره.

واصل النجم البرازيلي العبقري مسيرته مسجلًا  77 هدفاً في 92 مباراة مع منتخب البرازيل، بينما كان يلعب مع سانتوس ثم مع نيويورك كوزموس، قبل أن يعتزل اللعب عام 1977.

Pelé: What made Brazilian legend so great | CNN

عُيّن بيليه سفيرًا للنوايا الحسنة لليونسكو عام 1994، ثم عُيّن وزيرًا استثنائيًا للرياضة في البرازيل في العام التالي.

اقترح لاعب كرة القدم السابق تشريعًا للحد من الفساد السياسي البرازيلي، يُعرف باسم "قانون بيليه"، والذي يُلزم الأندية الرياضية المحترفة بالالتزام بقانون الأعمال ودفع الضرائب في غضون عامين.

كما تُلزم المادة 45 من القانون، الأندية بالتأمين على جميع رياضييها لتغطية الحوادث الشخصية والمهنية.

ولكن 

في عام 1978، أُقيمت بطولة كأس العالم بالأرجنتين، واتسمت هذه الفترة في تاريخ بلاد الفضة بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وقتل عشوائي.

 بررت الحكومة هذه الإجراءات بأنها ضرورية لمعالجة عدم الاستقرار السياسي، ففي عهد الجنرال خورخي رافائيل فيديلا، فرض رقابة صارمة لكنه استغل كأس العالم 1978 كفرصة ذهبية لعرض صورته المصطنعة أمام المجتمع الدولي على الرغم من الفظائع المستمرة.

فازت الأرجنتين بكأس العالم التي استضافتها، واستخدم لاعبو الأرجنتين كوسيلة لإخفاء ما يحدث، ليشكل مونديال 1978 سابقةً في استخدام الرياضة لإخفاء القضايا السياسية.

ويبقى السؤال هل يكون رونالدو في الجانب المظلم لعالم السياسة أم يكون في جانبها المضيء؟

نجاح رونالدو لم يتوقف عند حدود المستطيل الأخضر، فقد بنى إمبراطورية تجارية تتضمن علامات ملابس وعطور وفنادق، ويمتلك ملايين المتابعين حول العالم، مما جعله واحدًا من أكثر الشخصيات تأثيرًا في العالم الرقمي، ليصبح شخصية رياضية اقتصادية من الطراز الرفيع، ورغم بعده عن التصريحات السياسية المباشرة، هل يكمل رونالدو هذا الثالوث؟ هذا ما سيجيب عليه الأسطورة البرتغالية بنفسه بعد اعتزاله.

search