الأربعاء، 18 يونيو 2025

02:41 ص

رائحة الصين تفوح من "موبايل ترامب".. هل يُصنع بالكامل داخل أمريكا؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

أعلنت شركة ترامب، المملوكة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إطلاق أول هاتف ذكي يحمل اسم T1، بلون ذهبي لافت، وسعر يبلغ 499 دولارًا، على أن يعمل بنظام تشغيل أندرويد من شركة جوجل.

ورغم تأكيد الشركة أن الهاتف "سيُصنع في الولايات المتحدة"، أثار الإعلان موجة من الشكوك لدى الخبراء التقنيين، الذين رجحوا أن الهاتف قد يكون مصممًا ومجمعًا في الصين، من قبل شركات تصنيع صينية متخصصة (ODM).

صنع الأمريكي في أمريكا

قال نائب رئيس شركة IDC للأبحاث، فرانشيسكو جيرونيمو، لشبكة CNBC: "لا يمكن بأي حال أن يكون الهاتف قد صمم من الصفر داخل الولايات المتحدة، ولا يمكن أن يتم تجميعه بالكامل هناك، فهذا أمر مستحيل".

وفي مذكرة تحليلية، كتب المحلل في شركة Counterpoint Research، بليك بريزميكي، أن تصنيع الهاتف سيتم على الأرجح من قبل مصنع صيني، رغم الترويج لكونه أمريكي الصنع، بينما أشار زميله جيف فيلدهاك إلى أن الولايات المتحدة تفتقر حاليًا إلى قدرات التصنيع المحلي المطلوبة لمثل هذا المنتج.

وأضاف فيلدهاك، أنه حتى مع وجود نية للتصنيع المحلي، لا يزال من المستحيل عمليًا الاستغناء عن المكونات الأجنبية، وهو ما يجعل الادعاءات حول الهاتف الأمريكي محل تساؤل كبير.

حرب الرسوم

يأتي الإعلان عن الهاتف الجديد في ظل مواقف ترامب السابقة الداعية إلى تعزيز التصنيع المحلي وفرض تعريفات جمركية على الأجهزة المستوردة. وكان ترامب قد انتقد شركة “أبل” مرارًا، مطالبًا إياها بنقل إنتاج هواتفها إلى الولايات المتحدة، رغم تحذيرات خبراء من أن ذلك سيرفع تكلفة المنتجات بشكل كبير.

لكن مع تعقيد سلاسل التوريد العالمية، يرى محللون أن تصنيع الهواتف داخل أمريكا لا يزال بعيدًا عن الواقع في الوقت الراهن، ويستلزم سنوات من الاستثمارات والبنية التحتية.

مواصفات هاتف ترامب

الهاتف الجديد T1 يأتي بشاشة أموليد قياس 6.8 إنش، غالبًا ما تنتجها شركات آسيوية مثل سامسونج وLG وBOE، مع كاميرا بدقة 50 ميجابيكسل قد تعتمد على رقائق من شركة سوني اليابانية أو شركات صينية منافسة.

وبحسب مواصفاته وسعره، يرجح أن يستخدم الهاتف معالجًا من شركة ميدياتك التايوانية، أو من كوالكوم الأمريكية، والذي يصتع أيضًا في تايوان.

أما عن الذاكرة والتخزين، فقد استخدم شرائح من شركة ميكرون الأمريكية، إلا أن الاعتماد على موردين خارجيين مثل سامسونج يبقى مرجحًا.

الهاتف الجديد قد لا يهدف فقط إلى الدخول في سوق الإلكترونيات الاستهلاكية، بل أيضًا إلى تعزيز صورة ترامب السياسية من خلال منتج يروج له باعتباره “رمزًا للفخر الأمريكي”، إلا أن سلسلة التوريد العالمية، ومحدودية التصنيع المحلي، قد تعرقل هذه السردية.

search